بين الصواب والخطأ

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

* ما قبل السكري

* من الأخطاء الشائعة والجسيمة في حياتنا أن البعض لا يزورون الطبيب إلا عندما يشعرون بألم أو وجع أو أن يتعطل لديهم أحد أجهزة الجسم. والكثيرون يتجاهلون نصيحة طبيبهم نحو عمل فحص دم للسكر بشكل دوري منتظم لاحتمال أنهم يعيشون في ما يسمى بمرحلة "ما قبل السكري"، وتكون نتيجة هذا الاهمال أن تتحول هذه المرحلة الى مرحلة داء السكري بما فيها من مضاعفات ومعاناة. "ما قبل السكري Pre-diabetes" مصطلح طبي اعتمدته جمعية السكري الاميركية بالتعاون مع المعهد الوطني للصحة، وهي مرحلة هامة وأساسية لتطور داء السكري من النوع الثاني، تظهر قبل عدة سنوات من ظهور سكري البالغين، ويتم التشخيص عن طريق الصدفة حيث يكون مستوى السكر في الدم مرتفعا أكثر من المستوى الطبيعي ودون المؤشر لتشخيص مرض السكري، ويكون حوالي (126 ملغم) أو اعلى صائماً.

تشير الاحصاءات الى أن 15% من سكان العالم يعيشون في مرحلة "ما قبل السكري" ويعتبرون الفئة الأكثر عرضة لتطوير مرض السكري لديهم في المستقبل، خاصة إذا وجد في العائلة آخرون مصابون بداء السكري، أو كان الشخص زائد الوزن ولا يمارس أي نشاط جسمي. وتشير تقارير المركز الوطني لمراقبة الأمراض CDC والمعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الأميركية أن هناك مليونين من الفتيان و 41 مليونا من البالغين يعيشون في مرحلة "ما قبل السكري".

توصي جمعية السكري الاميركية هؤلاء المرضى بعمل الآتي:

فحص مستوى السكر في الدم للتأكد من التشخيص.

قياس مستوى السكر مع تناول السكر لتحديد ما إذا كان الشخص في مرحلة ما قبل السكري أو أنه مصاب بالسكري. وتكمن أهمية اكتشاف مرحلة "ما قبل السكري" في امكانية معالجة "ما قبل السكري" ومنع ظهور السكري في المستقبل وذلك من خلال تطبيق تغييرات في الحمية بالإضافة لممارسة التمارين الرياضية المناسبة، فهذه المرحلة هي الوقت الانسب لتبني أساليب معيشية سليمة وأنماط تغذية صحية ونشاطات جسمانية منتظمة.

* أكثروا من تناول الفاكهة والخضار

* من الأخطاء الشائعة حاليا والتي انتشرت مع تغير النمط الغذائي في حياتنا احجام الكثيرين عن تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة، خاصة الورقية منها، غير مبالين بالفوائد العديدة التي سيحرمون منها في هذه الحالة.

تتميز الفاكهة والخضراوات باحتوائها كميات كبيرة من الفيتامينات كمصدر رئيسي لها. وتلعب الفيتامينات دورا هاما في العمليات الحيوية بالجسم كالتمثيل الغذائي، ويؤدي نقصها الى ظهور بعض الأعراض المرضية. من الفيتامينات ما يختص بالعين وحاسة الابصار وسلامة الجلد والشعر كفيتامين إيه، ومنها ما يساعد على سلامة الانسجة التي تربط كل خلايا الجسم مع بعضها بعضا فيمنع النزف وسهولة حدوث الكدمات على الجلد وسلامة وتكوين خلايا الدم فيقاوم حدوث فقر الدم مثل فيتامين سي، وهكذا.

وقد يشعر الشخص بالتعب والكآبة والعصبية مع اضطراب في الجهاز الهضمي أو أن تحدث لديه رعشة ودوخة وضعف في العضلات أو فقدان التحكم فيها أو أن يصاب بالاكزيما أوالأنيميا (فقر الدم) نتيجة نقص مجموعة فيتامين بي المركب.

وقد يصاب الطفل بالكساح والكبير بهشاشة العظام وتكسر الاسنان نظرا لعدم امتصاص الكالسيوم والفسفور كما في حالة نقص فيتامين دي، أو يصاب الجنين بتشوهات الأنبوب العصبي وتلف الدماغ والكبير بسرعة النسيان وبلادة العقل بسبب نقص حمض الفوليك.

من جانب آخر هناك علاقة ايجابية بين تناول بعض الفيتامينات والوقاية من السرطانات، فقد أظهرت دراسة طبية نشرتها مجلة " التغذية والسرطان" أن السيدات اللاتي يتعاطين الفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين سي و إي يواجهن خطر الإصابة بسرطان المبيض بدرجة أقل بكثير، حيث وجد انخفاض بنسبة 60% في خطر الإصابة بسرطان المبيض عند النساء اللاتي تناولن أكثر من90 مليغراما يوميا من فيتامين سي مقارنة مع اللاتي لم يتناولنه.

وتوصي الجمعية الأميركية لأمراض القلب باختيار على الأقل صنف واحد من الغذاء يكون غنياً في محتواه من الفيتامينات ويتم تناوله في كلّ يوم. وتركز الجمعية على فيتاميني إيه وسي، لأهميتهما في دعم الكثير من العمليات الحيوية بالجسم. وتشير الى أن العصائر المحضرة من الخضار والفاكهة، مثل الحمضيات، الليمون، الفراولة، الزبيب الاسود، الورد البري، الطماطم، السبانخ، الفلفل الاخضر، واللوبياء تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين سي، وأن الفواكه غامقة اللون والخضار ذات الأوراق الداكنة تزودنا بكميات وفيرة من فيتامين أ، أو على الأقل تعطي متوسط الاحتياج اليومي من هذا الفيتامين، مثل المشمش، الجزر، التوت، القرنبيط، البطاطا الحلوة، وكذلك الخس، السبانخ، والقمح.

وتنصح الجمعية باستهلاك عدد خمس حبات من أي نوع من الفاكهة أو من الخضار المذكورة يوميا في سبيل المحافظة على الصحة واللياقة البدنية، فتناول هذه الفيتامينات آمن وغير مكلف إلى جانب أنه غذاء صحي.