بين الصواب والخطأ

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

* كيف تتفادى ألم الرقبة؟

> من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين، خاصة في المجتمعات العربية استخدام العمود الفقري والعنق بطريقة غير صحيحة كالجلوس على الأرض في وضع التربع أو القرفصاء، كعادة اجتماعية، ومن دون اسناد الظهر على جسم ثابت كظهر الكرسي مثلا، ونفس الشيء عند الجلوس على الكرسي مع انحناء الظهر للأمام أثناء الكتابة أو القراءة، وتكون النتيجة ألما حادا ثم مزمنا في منطقة العنق وأعلى الظهر من العمود الفقري. وقد لا يقتصر هذا الألم على منطقة الرأس والعنق بل ينتشر الى الكتف والذراع حتى كف اليد مع تنميل في بعض الأحيان. إن ألم العنق وخلف الكتفين وأعلى الظهر من الأعراض الشائعة التي لم تعد تقتصر على كبار السن فقط وإنما تصيب أيضا الصغار والشباب من الجنسين. يمكن أن تنتهي بتشوهات وإعاقات إذا لم يتم علاجها مبكرا.

وقد تحدث هذه المضاعفات بشكل واضح وسريع إذا كان هناك تآكل مبكر أو حاد للغضاريف الفقرية في تلك المنطقة، أو كان المريض يعاني أصلا من قصور في المرونة العضلية أو من تليف عضلي مزمن. كما إن للعامل النفسي دورا مهما في الشعور بألم الرقبة والكتفين، خاصة العمل المتواصل تحت الضغوط النفسية والذهنية والمشاكل العاطفية، ويزداد تأثير هذا العامل عند مرضى القلق والاكتئاب المزمن مما يؤدي الى توتر وتشنج العضلات المحيطة بالعنق. وتساهم أمراض الأعضاء المجاورة للعنق في نشوء أو زيادة الم العنق، كأمراض الأنف والأذن والحنجرة، مشاكل الأسنان والعيون.

يجب عمل الفحص الطبي والكشف المبكر عن السبب، والاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال لمعرفة طرق التعامل السليم مع هذه الحالة، مثل: الراحة والاستجمام من وقت لآخر أثناء القيام بعمل طويل متواصل. الوقوف مرفوع القامة مثل العسكريين، مع المشي بخطوات مستقيمة عدة مرات لمن تحتم عليهم طبيعة عملهم الوقوف ورفع القدمين بالتناوب ووضعهما على كرسي صغير. تجنب الجلوس لفترات طويلة على الأرض، خاصة في وضع التربع أو القرفصاء.

ويفضل الجلوس على الكرسي وملامسة ظهر الكرسي، مع تجنب البقاء في وضع الجلوس لمدة تزيد على نصف ساعة، ومزاولة التمرينات الصحية التي تقلل من تأثير الجلوس لفترة طويلة.

الاهتمام بأسلوب النوم الصحي من حيث تجنب الوسادة المرتفعة، وعدم النوم على البطن. استخدام الكمادة الباردة عند الألم الحاد والكمادة الدافئة في حالة الألم المزمن.

* فطريات القدم

* من الأخطاء الشائعة عدم الاعتناء بنوع الحذاء، كذلك الجورب، من قبل الكثيرين، خاصة الذي يستعمل استعمالا يوميا في العمل، ويهمل البعض تغيير الجورب، وتكون النتيجة الاصابة بأمراض القدمين ومنها فطريات القدم.

فطريات القدم حالة مرضية شائعة، وهي مزعجة للشخص نفسه وللمجاورين له بما ينبعث منها من رائحة كريهة. يسببها فطر اسمه ترايكوفايتونربرم Trichophytonrubrum، يَعيش في الدفءِ والرطوبةِ، وهما عاملان متوفران في الجوارب والأحذية عند ارتدائها لساعات طويلة يوميا. وتسبب هذه الفطريات نوعا من الحكةَ والحساسية للقدمين. ولحسن الحظ أن فطريات القدم يمكن مَنْعها ومكافحتها بأمور بسيطة، مثل:

المحافظة على القدمين جافتين، وتجفيفهما بعناية بعد الاسْتِحْمام أو الاغتِسال أَو الوضوء، خاصة التأكّد من تَجفيف ما بين الأصابعِ. عدم لبس الأحذيةَ المطاطيةَ أو التي من نوع "ضد الماء" في الاستعمالِ اليوميِ لأنها تمنع تهوية القدمين وترفع درجة الرطوبة والدفء بهما، ويفضل استبدالها بحذاء مصنوع مِنْ الجلدِ أو المواد الطبيعيةِ الأخرى.

تغيير الجوارب باستمرار، وإذا كانت الأقدامُ تعاني من فرط التعرّق، ينصح بتغيير الجورب عدة مرات حتى أثناء العمل.

اختيار جوارب قطنية مائة بالمائة فهي تَمتصُّ الرطوبةَ أكثرَ مِنْ المواد الصناعيةِ، وأن تكون بيضاء اللون، ما أمكن، فالجواربُ الملونة يُمكنُ أَنْ تَكُونَ مهيجة للأقدامِ بسبب الأصباغِ. تغيير وتبديل الأحذية كل يوم، خصوصاً أحذية الرياضة. استخدام بطانة خاصة داخل الحذاءِ، بهدف تَخفيض رطوبةِ القدمِ.

* طفل الربو.. بين الوزن الطبيعي والزائد

* من الأخطاء الشائعة في معظم المجتمعات تشجيع الأسرة طفلها الصغير على الأكل بافراط ومن دون قيود، حتى وإن ظهرت عليه علامات زيادة الوزن، بل إن البعض يفرح لمنظر طفله السمين، غير مدرك خطورة ذلك على صحته مستقبلاً.

لقد أثبتت جميع الدراسات في العالم، وبما لا يدع مجالا للشك، مدى ما لزيادة الوزن والسمنة من مضاعفات صحية وأنها بوابة للعديد من الأمراض. هذه دراسة حديثة وجديدة من نوعها تثبت جانبا جديدا من تلك المخاطر، وبالتحديد بالنسبة للأطفال المصابين بالربو، قام بها الدكتور كريستوفر إل . كارول، من مستشفى أطفال كونيكتيكت في هارتفورد في الولايات المتحدة، كباحث رئيس لفريق الدراسة، أثبت فيها العلاقة بين زيادة الوزن عند أطفال الربو ودخول المستشفى وأنّ الأطفال البدينين يستجيبون ببطء شديد للعلاج عند التعرض للحالة الحادّة. شملت الدراسة 813 طفلا فوق عمر السنتين ، من الجنسين، قاموا بـ 884 زيارة لقسم الطوارئ بسبب تعرضهم لنوبة حادة للربو خلال فترة الدراسة. لقد وجد أن 23 بالمائة من الأطفال كانوا زائدي الوزن، وكان معظم الأطفال الزائدي الوزن من الفئة الأكبر عمرا وعلى الأرجح قادمين من مناطق فقيرة. وُجد أيضا أن 4 بالمائة من القادمين الى قسم الطوارئ تم تنويمهم بوحدة العناية المركّزة، وأن 34 بالمائة من الذين أدخلوا المستشفى كانوا أطفالا زائدي الوزن بالمقارنة مع 25 بالمائة من الأطفال من الوزن الطبيعي. إنّ الرسالة المهمة التي نستنتجها من نتائج هذه الدراسة ويجب أن يعيها الآباء والأمهات، خاصة من يرعون طفلا يعاني من مرض الربو، أن الأطفال الزائدي الوزن المصابين بالربو يتميزون عن غيرهم بتبعات مستقبلية خاصة بهم، لها علاقة أكيدة بالصحة كنتيجة لزيادة الوزن.

والمطلوب منهم العمل بجدية على مكافحة هذا الوباء العالمي حفاظا على صحة الأجيال القادمة.