أستشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

TT

* الأسبرين والأوردة في الطائرة > هل من نصيحة طبية باستخدام الأسبرين قبل السفر للرحلات الطويلة بالطائرة لمنع الإصابة بالجلطة الوريدية؟ وهل الأمر خطير صحياً؟

العنود صالح - الرياض - هذا ملخص سؤالك، والذي ورد كتعليق على مقال سابق حول جلطات الأوردة عند السفر الطويل بالطائرات، خاصة بين ركاب الدرجة السياحية، الأمر الذي يحصل عند السفر بالطائرة هو جُملة من التغيرات البيئية التي يتعرض لها جميع الركاب، سياحية وأولى. وهذه التغيرات ترفع من احتمالات حصول ترسبات وتجمعات للدم في أوردة الساقين أو الفخذين، ما يُؤدي إلى نشوء جلطات فيها. والضرر من تلك الجلطات يطال موضع حصولها، أي الساق أو الفخذ، بالألم والانتفاخ والحرارة والاحمرار. كما قد يطال الرئتين نتيجة وصول قطع من تلك الجلطات إلى حجرات الجزء الأيمن من القلب، وقذفها بالتالي إلى الرئتين. ولدى نسبة قليلة من المُصابين، قد تعبر الحاجز الطبيعي، حال وجود ثقوب فيه، بين الأذنين وصولاً إلى الدماغ.

وعوامل البيئة في الطائرة تشمل جفاف الهواء في مقصورة الركاب، ما يعني فقد الماء مع هواء الزفير. وقلة تحريك القدمين من قبل الراكب نفسه، أو وضعه ساقا على ساق أثناء الجلوس. ونقص الأوكسجين الواصل إلى الدم من خلال التنفس نتيجة لاختلاف الضغط الجوي، وليس نتيجة لقلة الأوكسجين في هواء المقصورة. وللإيضاح فإن نقص سوائل الجسم ونقص الأوكسجين المتوفر في خلايا الدم الحمراء وقلة الحركة للساقين ووضع ساق على أخرى كلها عوامل تُسهل التصاق خلايا الدم الحمراء بعضها بعضا، وبدء تكون الجلطة أو خثرة أو تجمع الدم.

ونسبة الإصابات بالجلطة الوريدية وإن كانت متدنية، إلا أنه من المهم جداً اتباع ما ثبت علمياً جدواه في التقليل من حصولها. وما هو ثابت الفائدة حتى اليوم يشمل الإكثار من شرب السوائل والماء، وإجراء تمارين تحريك القدمين والساقين أثناء الجلوس، والمشي بين الممرات بتعقل، وارتداء جوارب عالية الحد لتغطي أعلى الساقين أثناء الرحلة. تناول الأسبرين، وإن كان مفيداً في حالات مرضية واسعة، بل أحد أهم الأدوية العالمية المفيدة للبشر، إلا أنه لا يُوجد وضوح أو إرشادات صريحة بجدواه في تقليل الإصابات بالجلطات الوريدية حال ركوب الطائرة والسفر لمسافات طويلة. والأصل أن الأسبرين يُفيد في تخثرات وتجلطات الدم التي تتكون بالأصل من صفائح دموية ملتصقة ببعضها بعضا، ثم تبدأ مركبات تخثر الدم الكيميائية عملها وتترسب من ثم الصفائح الدموية على تلك الكتلة. وهو ما يحصل عادة في الشرايين وليس الأوردة. لذا نجد أن النصيحة الطبية بتناول الأسبرين هي مثلاً لمنع تكون جلطات الدم في الشرايين التاجية للقلب. أما الأوردة فطريقة تكون جلطات تجمع وترسب الدم مختلفة. ومع هذا ثمة من الأطباء منْ يرى أن لا ضرر من تناول حبة من الأسبرين بمقدار 75 ملغ أو ما شابه قبل الرحلة الطويلة بساعتين لمنع الإصابات بالجلطة الوريدية. ومن شاء أخذ بهذه النصيحة ومن شاء تركها، لكن المهم هو الإكثار من شرب السوائل وتحريك القدمين وارتداء الجوارب.

* دواء الحساسية والحمل

* وصف الطبيب لي تناول دواء كلارتين للحساسية يومياً، والصيدلي حذرني من أن الحوامل والمرضعات عليهن عدم تناوله. بم تنصح، وأنا في عمر قد أحمل فيه في أي وقت؟ وهل مرهم الكورتيزون يُمكن استخدامه لعلاج حساسية في الحلمة لدي؟

وفاء أ - الكويت - كلارتين من فئة الأدوية المعالجة للحساسية التي لا تتسبب في النعاس، كما هو في الأنواع القديمة السابقة. وما هو معلوم حتى اليوم أن مدى أمان تناول الحوامل والمرضعات لهذا الدواء غير معروف. أي بمعنى أن الأدلة العلمية حول أمان تناول الحوامل له غير متوفرة، ما يعني ضرورة اتخاذ جانب الحيطة ومنع الحوامل أو المرضعات من تناوله. لكن في نفس الوقت لا تُوجد أدلة علمية واضحة على أنه ضار بالحمل أو بسلامة الجنين، حتى في الشهور الأولى منه.

وما هو معلوم أيضاً أن تناول كميات عالية منه في أواخر شهور الحمل قد يكون ضاراً بالحمل وبالجنين.

وهنا يُقال ان استخدام كلارتين في الفترة ما بين نهاية الشهر الأول للحمل ونهاية الشهر الثالث منه، يتطلب مراجعة طبيب الباطنية وطبيب الولادة لتقرير مدى الضرورة لاستخدامه. أما قبل وبعد هذه الفترة، فمن الضروري عدم استخدامه حفاظاً على سلامة نمو الجنين وسلامة الحمل. ولذا فإن على النساء الحذر من تناوله، أو تناول غيره من أنواع الأدوية الموصوفة للحساسية التي تنتجها الشركات تحت أي مُسمى، في الفترات التي يُمكن أن يحملن فيها.

والأولى، هو مراجعة الطبيب الذي وصفها لك بعد تحذير الصيدلي منها. وثمة عدة بدائل يُمكن استخدامها، وقد تُفيد في حالات معينة، مثل استخدام قطرات للعين أو بخاخات للأنف إن كانت الحساسية في أي منهما هي المشكلة.

أما بالنسبة لما وصفت من تشققات واحمرار في حلمة الثدي، وأنك تعتقدين أنها جزء من الحساسية في الجلد التي لديك، فإن النصيحة بالأصل هي مراجعة الطبيب دوماً لأي تغيرات في الحلمة، وهذا ليس خاصاً بالإناث، بل على الذكور فعل ذلك متى ما شكوا منها. والسبب هو التأكد من التشخيص للحساسية دون أي أمراض أخرى مُصاحبة قد تبدو في إحدى علاماتها كتشققات أو التهابات في الحلمة.

وبالنسبة لمراهم أو كريمات الكورتزون بتركيزات مخففة جداً، فإنها لا تضر الحلمة، متى ما اُستخدمت كميات قليلة منها وتحت توجيه الطبيب وبناءً على وضوح في التشخيص.

* ماء الرجل وردي

* تكرر لدي قذف سائل منوي وردي اللون، وليس دما أحمر، خاصة عند ممارسة العادة السرية. هل هو شيء خطير؟ علماً بأني لا أشكو من شيء.

ك. ك. - جدة - قد يكون الأمر له علاقة بالعادة السرية، وقد لا يكون. وما هو غير واضح من رسالتك مقدار عمرك. وبالرغم من قولك أنك لا تشكو من شيء، فمن غير الواضح لي هل تقصد عدم الشعور بأي ألم في الخصية أو الحوض، أو الإحساس بانتفاخ، حتى لو كان غير مُؤلم، في الخصية، أو ارتفاع في حرارة الجسم. أو أي إفرازات من العضو، خاصة في الصباح الباكر.

اللون الوردي للسائل المنوي سببه شيء واحد، وهو وجود دم فيه، بكميات قليلة. والسبب هو وجود التهابات في أحد الأعضاء التي يتكون منها السائل المنوي، أي الخصية وقنوات البربخ وغدة البروستاتا. لأن كل واحدة منها يُضيف شيئاً إلى مكونات السائل المنوي. والتهاب أي منها قد يُؤدي إلى تسريب شيء من الدم لمكونات السائل. هذا أمر، والأمر الآخر هو حصول سرطان في الخصية لدى منْ هم فوق سن الخامسة والخمسين ولديهم انتفاخ في الخصية. وهناك من يرى أن دوالي الخصية قد تتسبب بتغير لون السائل المنوي نتيجة تسرب الدم من أحد الأوردة المنتفخة.

لكن الغالب، عند عدم الشكوى من أية أعراض، أن يكون سبب الدم نتيجة تهتك عارض في أحد الأوردة الدقيقة في أي من تلك الأعضاء، دون أن يكون بالتالي ثمة داع للقلق. والنصيحة هي مراجعة طبيب المسالك نظراً لتكرار الأمر لديك، حتى مع عدم وجود أي أعراض.