قلل من تناول المضادات الحيوية

توصيات طبية جديدة حولها عند علاج الأسنان وتنظير الأمعاء

المضادات الحيوية شائعة الاستخدام في طب الاسنان (كي آر تي)
TT

* تقرير هارفارد أغلب الناس، حتى أولئك الذين يشكون من الامراض القلبية، ليسوا بحاجة الى تناول المضادات الحيوية قبل اجراء اي علاج للأسنان، او عمليات جراحية. ومنذ الخمسينات حثت جمعية القلب الاميركية AHA والهيئات الطبية الاخرى مجموعة كبيرة من الاشخاص، على تناول المضادات الحيوية قبل اصلاح اسنانهم، او اجراء تنظير للامعاء الغليظة (لقولون)، او اي من الاجراءات التي قد تقذف بالبكتيريا في مجرى الدم. اذ ان جرعة من البنسلين، او كما كان يعتقد، من شأنها الحيلولة دون اصابة شغاف القلب بالعدوى الذي قد يؤدي الى التهاب خطير ببطانة القلب. وبعد فحص وتمحص كبيرين للدلائل الاخيرة، اكدت لجنة من الخبراء جمعتهم AHA ، على ضرورة العناية الكبيرة بالأسنان والحد من تناول المضادات الحيوية مسبقا بالنسبة الى مجموعة صغيرة من الناس.

* الالتهاب من الداخل يحدث التهاب شغاف القلب، عندما تقوم البكتيريا او الفطريات بغزو هذا الشغاف (اي بطانة القلب التي هي الطبقة الداخلية لحجيراته) الانزلاقي الشكل. وهي عدوى غير شائعة تؤثر فقط في 15 الف أميركي سنويا. لكنها قد تكون مميتة ويصعب التخلص منها، لكون الطبقة، أو الحصيرة النامية من الاحياء المجهرية الدقيقة يمكنها ان تعري نسيج القلب نتيجة التآكل الذي تسببه، مما يجعله عرضة الى اسباب العدوى الاخرى. ويمكنها ان تتلف صممات القلب مؤدية الى الفشل القلبي او مشاكل في ايقاع النبض. واذا حدث ان انفكت قطعة من النمو الحاصل وانطلقت في مجرى الدم فقد تسبب الفشل القلبي، او نوبة قلبية او سكتة دماغية.

والاحياء المجهرية الدقيقة التي تسبب التهاب شغاف القلب تأتي عادة من الداخل، فهي تعيش في جلدك وفمك وفي اعالي الانف وداخل المجاري الهوائية او الجهاز الهضمي. وهي عادة لا تؤثر في القلب نظرا الى انها تبقى خارج مجرى الدم، وعندما تدخل الى دورته تجد انه من الصعوبة تعليق نفسها، او تلتصق على الشغاف الناعم. ان اجراء اي عملية لقلع السن، او في اللثة او غيرها في الفم تسبب فورة مؤقتة في عدد البكتيريا في مجرى الدم، وهي حالة تسمى "تجرثم الدم". وكان الخبراء منذ امد بعيد قد افترضوا ان مثل هذا الحمل الاضافي من شأنه زيادة احتمالات الاصابة بالتهاب شغاف القلب.

* الفوائد والمخاطر أوصت AHA منذ العام 1955 انه ينبغي على الاشخاص الذين هم في خطر الاصابة بالتهاب شغاف القلب، اخذ جرعات من المضادات الحيوية قبل اجراء اي عمليات قد تسبب انطلاق البكتيريا في مجرى الدم. وتناول المضادات الحيوية كإجراء وقائي هو امر منطقي لخمسة اسباب:

* التهاب شغاف القلب هو أمر خطير بحد ذاته.

* من الافضل جدا منع حصول التهاب الشغاف من محاولة معالجته.

* بعض الحالات تبدو انها تزيد من فرص واحتمالات الاصابة.

* العمليات والأعمال الخاصة بالأسنان والإجراءات الاخرى تزيد من كمية البكتيريا والفطريات في مجرى الدم.

* من شأن المضادات الحيوية منع المخلوقات الصغيرة المؤذية من غزو القلب كاملا.

والبند الاخير هذا بات موضع تساؤل وابحاث في السنوات الاخيرة. وعلى الرغم من ان كشط اللويحات من السن والاهتمام باللثة، او قلع السن يجعل الميكروبات القادمة من الفم تغمر مجرى الدم، الا ان بعض الدراسات اظهرت ان مضغ الطعام وتفريش الاسنان وتنظيفها بالخيط، وحتى استخدام عيدان التنظيف تفعل الامر ذاته. وعلى مدى السنة الواحدة، فإن مثل هذه النشاطات اليومية تتيح المزيد من البكتيريا لكي تدخل مجرى الدم من العمليات والاجراءات الروتينية الخاصة بالاسنان. ووفقا لأحد التقديرات فان التعرض الى تجرثم الدم من فرشاة الاسنان اثناء استخدامها مرتين في اليوم يزيد 154 ألف مرة، مقارنة بقلع السن.

ولم تجر حتى الآن اي اختبارات حول ما اذا كان تعاطي المضادات الحيوية قبل عمليات الأسنان من شأنه منع التهاب شغاف القلب. واذا ما حصل ذلك، فان التأثير يكون ضئيلا جدا، حيث ان مئات من الاشخاص بحاجة الى تعاطي المضادات الحيوية لمنع حالة واحدة من التهاب الشغاف.

ولكن لماذا لا نتناول المضادات الحيوية على سبيل التأكد، أي لكل الاحتمالات؟ هناك تأثيرات جانبية ينبغي اخذها بعين الاعتبار، لان المضادات الحيوية تسبب الطفح والاسهال. ويمكنها ان تؤثر على المعدة وتجعلها مضطربة. وهي احيانا قاتلة، فمقابل كل مليون شخص من الذين يتناولون البنسلين يموت منهم 25 شخصا بسبب التفاعلات الخاصة بالحساسية، كما ان عددا متزايدا من الاحياء المجهرية الصغيرة شرعت تطور مقاومة لها. وامام كل ذلك فان العلاج بالمضادات الحيوية يسبب المزيد من الأذى لا المنفعة.

* مضادات حيوية أقل في ضوء الادلة توصي AHA بجرعات اولية من المضادات الحيوية فقط بالنسبة الى الاشخاص الذين هم في خطر كبير من الاصابة بالتهاب الشغاف. وهم ليسوا بحاجة اليها لجميع انواع عمليات الاسنان، ولا لتنظير القولون، او لاي اجراءات اخرى روتينية تتعلق بالامعاء والمعدة.

ومثل هذه التغييرات تعني ان الاشخاص الذين خضعوا للتوجيهات والارشادات القديمة والمطلوب منهم تعاطي المضادات الحيوية قبل اي عمل يتعلق باسنانهم، ليسوا بحاجة اليها منذ الآن فصاعدا. فأنت، اذا كنت تشكو مثلا من تدلي الصمام التاجي، او أي داء يتعلق بالصمامات، او امراض القلب الرثوية، او عطب في الحاجز الفاصل بين شقتي القلب، او الاعتلال الضخامي لعضلة القلب، او اي من امراض القلب الاخرى، فلن تكون بحاجة الى تناول المضادات الحيوية قبل عمليات الاسنان.

ولا بد من "التمسك بفكرة الوقاية هي اكثر اهمية من العلاج". كما اكدت لجنة AHA على اهمية الصحة الروتينية للفم. ان استخدام فرشاة الاسنان والخيط، مع الزيارات المنتظمة لطبيب الاسنان من شأنها الحد من نمو البكتيريا في الفم والالتهابات التي تتيح لها الدخول في مجرى الدم. وهذا يبدو افضل سبيل لدرء التهاب الشغاف من تناول المضادات الحيوية قبل عمليات الاسنان.

* خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد

* تناول المضادات الحيوية .. بشروط > توصي لجنة AHA بتناول المضادات الحيوية قبل اي اجراءات او اعمال تتعلق بالأسنان، او الانف، او الرئتين، او الجلد او العضلة المصابة بالعدوى، وذلك شرط أن: > كنت مركبا صمام قلب صناعيا (حيويا أو ميكانيكيا).

> كنت مصابا بالتهاب شغاف القلب قبلا.

> كنت تشكو من مرض قلبي ولادي (خلقي) ولم يجر اصلاحه بعد، بل جرى ترميمه بواسطة جهاز او مادة صناعية، او انه جرى اصلاحه لكنه ما زال يسبب بعض المشكلات.

> جرى زرع قلب لك، لكنه تطور الى مشكلة في الصمام.

> يحتاج الامر الى مضاد حيوي قبل عمل الاسنان فقط اذا كانت اللثة او الاسنان تعرضت لضربة او لكزة او ما شابه، مما ادى الى تلف اللثة او جلدة الفم. وهذا الامر يشمل قلع الاسنان وتنظيفها وترميم اللثة او ما شابه.

لا حاجة هناك الى المضادات الحيوية قبل التصوير بالاشعة السينية، او وضع الجسور والملازم، او اطقم الاسنان او الاجراءات الاخرى الشبيهة التي من غير المحتمل ان تجرح الجلد.