هل الاستخدام الدائم للمضادات الحيوية فعال في علاج التهابات المجاري البولية؟

كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): سيليستي روب - نيكلسون*

«كي آر تي»
TT

س - أنا امرأة تعرضت خلال العام الحالي اربع مرات الى التهابات في المجاري البولية. وقد شفيت منها في كل مرة بعد علاج بالمضادات الحيوية. وحاليا يقوم طبيبي بوصف علاج وقائي لي من هذه المضادات يدعى "باكتيرم 400/80" Bactrim 400/80 الذي من المفروض تناوله يوميا، فهل هناك اي خطورة بعيدة المدى من ذلك؟

ج - التهابات المجاري البولية UTIs)) Urinary tract infections هي امر شائع لدى النساء في جميع الاعمار. ويمكنها التأثير في اي جزء منها، لكنها غالبا ما تصيب المثانة (التهاب المثانة) مسببة اعراضا كالتبول الملّح الزائد عن الحد، والتبول الدموي، او حصول ضغط او الم في اسفل البطن. وقد يحدث ايضا التهاب الكلى (والتهاب الحويضة pyelonephritis) مسببا ألما في اسفل الظهر، او ألما بين اعلى البطن والظهر(ألم الخاصرة) والغثيان والتقيؤ، والحرارة العالية.

واغلبية التهابات المجاري البولية سببها "الاشريكية القولونية" E.coli التي تكثر في براز (غائط) الانسان، ويمكنها الانتقال بسرعة من الشرج الى الإحليل خلال النشاطات المتعددة، كالذهاب الى المرحاض، او العلاقات الجنسية. وبعد ان تستوطن في الإحليل يمكنها الانتقال الى سائر المجرى البولي، الى المثانة او الكليتين. وبعض سلالات "الاشريكية القولونية" لها القدرة على الشروع في العدوى عن طريق الالتصاق بالخلايا التي تبطن مجرى البول.

والنساء اكثر عرضة لالتهاب المجرى البولي من الرجال، لكون احليلهن هو اكثر قربا من المهبل والشرج، واقصر من احليل الرجل، مما يسهل على البكتيريا الوصول بسرعة الى المثانة. والنساء بشكل خاص معرضات الى تكرار اصابتهن بهذا النوع من الالتهابات مرتين او ثلاث مرات في السنة الواحدة.

* مضادات فعالة ومضادات الحيوية هنا فعالة جدا في درء تكرار الاصابة. ووفقا لتقديرات الطبيب، فقد يتوجب على المرأة ان تتناول المضادات الحيوية يوميا بعد الجماع الجنسي (اذا كان هذا سبب الاصابة)، او بعد يوم او يومين، لدى ظهور الاعراض.

ومن السليم جدا تعاطي المضادات الحيوية على سبيل الوقاية لسنوات، لكن اكثر اعراضها شيوعا هي الاسهال والغثيان والاصابة بالخمائر في المهبل او الفم. والخطورة الاخرى هو ان تقوم البكتيريا بتوليد مقاومة لها، وهو ما يحاول الخبراء والفنيون تفاديه عن طريق استخدام اقل الجرعات فعالية. ويتوفر العديد من المضادات الحيوية للوقاية على المدى الطويل، لكن "باكتيرم" هو واحد من اكثرها الذي خضع الى الدراسات، وبالتالي الى وصفه للكثيرين. والارقام 400 و80 يشيران الى مكوناته: 400 مليغرام من "سلفاميثوكسازول"و 80 ميليغراما من "تريميثوبريم" في الجرعة الواحدة.

* تقليل الإصابة وعمليات الجماع الجنسي المتكررة، واستخدام مبيد النطاف والواقي الطبي يزيد من خطورة التهابات المجاري البولية عن طريق زيادة عدد E.coli في المهبل والاحليل. والنساء اللواتي يعانين من الالتهابات المتكررة في المجاري البولية قد تكون لديهن عوامل خطورة اضافية. كما ان بعض التحولات الوراثية المعينة قد تزيد من قدرة E.coli في الالتصاق ببطانة خلايا المهبل والاحليل. كذلك فإن هبوط معدلات الاستروجين لدى توقف العادة الشهرية قد تسبب في ضمور خلايا بطانة المهبل مهيئة الطريق الى توطن E.coli. كما ان النساء اللواتي دخلن سن اليأس اللواتي يعانين من عدم انتظام التبول لديهن، معرضات اكثر من غيرهن ايضا لتكرار الاصابة بـ E.coli. كذلك الحال بالنسبة الى اي عائق يقف في مجرى البول، مثل حصوة الكلية التي قد تمهد الطريق الى الاصابات المتكررة. على اي حال يمكن اتخاذ بعض الخطوات للتقليل من تكرار الاصابة، كالتبول قبل وبعد العملية الجنسية، وشرب المزيد من السوائل لزيادة ناتج البول الذي قد يساعد رغم ان ذلك لم يثبت صحته بعد في الدراسات المتحكم بها. ويمكن ايضا تجربة شرب الكثير من عصير الـ"كرانبيري"، او خلاصته. وقد اظهرت التجارب المخبرية ان خلاصة هذه الفاكهة تعوق قدرة E.coli على الالتصاق بخلايا بطانة المجرى البولي. وبمقدور الاستروجين المهبلي، سواء على شكل دهونات، او اشكال اخرى، تخفيض عدد مرات تكرار الاصابة لدى النساء في سن اليأس، وربما لانها ترمم خلايا المهبل والاحليل وتعيدها. وعلى النساء اللواتي يعانين من تكرار التهاب المثانة عرض انفسهن على الطبيب في حالة وجود سبب باطني، مثل وجود حصوة الكلية، او اي امر تشريحي غير طبيعي. ومثل هذه الفحوصات تنطوي على تنظير المثانة عن طريق ادخال الة رفيعة جدا الى داخله بمنظار مضيء، او اجراء فحوصات بالموجات ما فوق الصوتية، او المسوحات الطبقية CT scan.

* طبيبة، رئيسة تحرير مجلة مراقبة صحة المرأة Women"s Health Watch في هارفارد، خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد