بين الصواب والخطأ

TT

* تعزيز صحة الأطفال > من العادات الغذائية الخاطئة، المنتشرة بين تلاميذ المدارس، عدم تناولهم وجبة الفطور في المنزل إما لعدم اهتمام الاسرة ومتابعتها لتغذية الابناء أو لعدم التنويع في الأغذية المقدمة لهم. وتكون النتيجة تناولهم أطعمة فقيرة القيمة الغذائية مثل الأغذية السريعة وأنواع الحلويات المختلفة والمشروبات الغازية. فتنتشر بين الأطفال أمراض سوء التغذية الشائعة وفي مقدمتها اما زيادة الوزن والسمنة او النحافة، وفقر الدم، وتسوس الأسنان.

لقد أثبتت الدراسات المحلية ارتفاع نسبة زيادة الوزن والسمنة الى 25% ونسبة النحافة 26 %، ونسبة الاصابة بتسوس الأسنان لدى طلاب المدارس إلى 90%. وأشارت دراسات أخرى الى أن 35% من الطلاب لا يتناولون وجبة الإفطار بانتظام، 21% منهم يعتمدون على الوجبات السريعة كلياً (تقريبا) وتزيد النسبة مع زيادة عمر الطالب، 11% من الطلاب لا يشربون الحليب نهائياً، 86% من الطلاب يتناولون المشروبات الغازية 3 مرات أو أكثر أسبوعياً، كما أشارت الى تزايد معدل استهلاك الفرد للدهون بنسبة 200% خلال السنة.

إن تعزيز صحة الأطفال هدف أساسي لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة الأمم المتحدة، وهي وسيلة فعالة لتعزيز صحة المجتمع ككل. تشير الاختصاصية منيرة الحربي، ماجستير تغذية، الى أن الوجبة الغذائية المتوازنة للطفل هي التي تحتوي على جميع الأطعمة التي تساعد على بقاء الجسم سليماً وتقيه من الأمراض وتمده بالطاقة اللازمة للحركة اليومية، ويجب أن يتناول ثلاث وجبات رئيسية في المنزل وفي أوقات منتظمة حتى يستطيع جسمه أن يستفيد من الطعام بشكل جيد. كما ان تناول وجبات خفيفة في الفسحة أو بين الفطور والغداء أو في العصر يساعد على تكملة الفوائد الصحية من الوجبات الثلاث الرئيسية. ومن الأطعمة التي يفضل تناولها بين الوجبات: الحليب، اللبن، الفواكه، السلطة، كورن فلكس بالحليب، سندويتش خفيف.

وتقدم النصائح التالية للآباء والأمهات حول تغذية أطفالهم في سن المدرسة:

الحرص على تناول الطفل ثلاث وجبات يومياً مع التأكيد على أهمية وجبة الفطور.

تنويع الأغذية المقدمة للطفل لترغيبه في تناول الطعام وعدم إحساسه بالملل من الروتين اليومي لنفس الطعام.

الحرص على تناول الطفل وجبة صحية في الفسحة المدرسية، وأطعمة مغذية بين الوجبات الأساسية، واستبدال المشروبات الغازية بالعصيرات والحليب والألبان.

الاكثار من تناول كميات كافية من السوائل، والاقلال من الوجبات السريعة ومن الأطعمة السكرية والحلويات.

تشجيع الطفل على الحركة والنشاط البدني.

الصحة الجنسية والعمر > من الأخطاء الشائعة وصم المرأة بالقصور الجنسي وفقدان الاهتمام والاستجابة بمجرد وصولها أو حتى اقترابها من مرحلة سن اليأس.

والحقيقة أن هذا الاعتقاد خاطئ، ففقدان الغريزة الجنسية (الاهتمام الجنسي والرغبة الجنسية) لا يمكن ربطه بسن اليأس، من الممكن أن تصاب المرأة بهذه الحالة قبل انقطاع الطمث ووصولها الى هذه المرحلة. هناك عوامل عديدة يمكن أن تؤثر في الصحة الجنسية عند الشريكين (نوع ومستوى العلاقة بين الطرفين، العمر، تناول أدوية معينة، وجود أمراض مزمنة محددة، تغيرات نمط الدورة الدموية، التقلّبات الهورمونية وغيرها). إن أحد أفضل المؤشرات لاهتمام المرأة جنسيا بعد انقطاع الطمث هو نشاطها ورضاها الجنسي قبل وصولها لمرحلة الإياس.

قد يعتقد البعض أيضا أن انخفاض مستوى الهورمونات التناسلية عند المرأة في هذه المرحلة يواكبه انخفاض نشاطها الجنسي.

والحقيقة أن النشاط الجنسي لا يعتمد فقط على مستوى الهورمونات، فمن الممكن أن تكون الرغبة الجنسية معدومة عند امرأة ما بالرغم من امتلاكها مستويات عالية من الهورمونات الجنسية، ويكون السبب مثلا عدم التفاهم مع الشريك، عدم الاحترام، عدم الانسجام والتجاذب.

تؤكد معظم الدراسات أن أسلوب حياة المرأة، صحتها الجسمية والنفسية والعاطفية، بالإضافة إلى توفر الشريك المناسب والخالي من الأمراض التي تؤثر على أدائه ونشاطه، كل ذلك قد يلعب دوراً هاما في نشاط المرأة جنسيا أكثر من تأثير انخفاض مستويات هورمونات الاستروجين والبروجسترون والتيستوستيرون.

ولا شك أن الاستجابة الجنسية بين الزوجين تختلف من وقت لآخر وتتغير مع تقدم العمر، فبينما توصف الاستجابة في سنوات المراهقة والشباب بالسريعة، تكون للمسات الشخصية بين الطرفين قدرة عالية على تحقيق استجابة أفضل خلال سنوات مرحلة اليأس، بما يميزها من حسن الرعاية ودفء العاطفة وعمق الانسجام ونضج التجربة.

من المهم معرفة أنّ الشيخوخة لا تعني دائما فقدان الاهتمام أو ضعف القدرة على الاشباع والاستمتاع الجنسي، وأن الإياس مرحلة من مراحل العمر وليس نهاية العيش أو المتعة. وعند شعور أحد الطرفين (المرأة أو الرجل) بأي اضطراب في الصحة الجنسية عن المعدل الطبيعي، يمكن استشارة الطبيب المختص وعدم الاستسلام أو اليأس.

الغذاء المتوازن يخفف من ألم المفاصل من الأخطاء الشائعة عند الأشخاص الذين يعانون من ألم المفاصل وفي نفس الوقت يتصفون بزيادة الوزن أو السمنة أنهم لا يعتنون بنوعية الغذاء الذي يتناولونه في وجباتهم اليومية. وتكون النتيجة عدم استجابتهم للعلاج الذي يصفه لهم الطبيب المعالج وبالتالي استمرار معاناتهم من ألم المفاصل والذي قد يسوء في بعض الحالات.

الجمعية الأميركية للتغذية وجمعية التهاب المفاصل تؤكدان أن اختيار الغذاء غير الصحّي قد يتسبب في زيادة ألم المفاصل عند الذين يعانون أصلا من أحد أنواع هذه الالتهابات وذلك من خلال إضافة بضعة كيلوجرامات الى أوزانهم أو مساهمتها في تكوين أملاح تترسب في مفاصلهم.

والعلاقة بين الغذاء وألم المفاصل تبدو أكثر وضوحا عند مرضى التهاب المفاصل النقرسي وذلك عند تناولهم أغذية ذات مستوى عال في عنصر البيورين purines مثل اللحوم، الكبد، الديك الرومي، وينتج عنها تكوين حمض اليوريك الذي يرتفع مستواه في الدم عن المعدل الطبيعي فتترسب بلوراته في المفاصل مسببة اندلاع نوبات التهاب المفاصل التفاعلي.

وهذا ينطبق أيضا على الأنواع الأخرى من التهاب المفاصل مثل داء الذئبة الشامل، الروماتويد ..الخ. فهناك علاقة مؤكّدة بين أنواع الغذاء التي يتناولها هؤلاء المرضى (التي تحتوي على كربوهيدرات وأغذية غنية بالدهون، بالإضافة إلى المشروبات السكّرية) وزيادة حدة ألم المفاصل لديهم وقد تترافق مع أعراض مرضية أخرى.

ويلاحظ كثير من المرضى تغيرا إيجابيا وتحسنا في درجة ونوعية الألم عندما يتبعون حمية غذائية أكثر توازنا.

واستنادا إلى الجمعية الطبية الأميركية American Medical Association ، فإن الحمية الغذائية المتوازنة تتضمّن الأغذية ذات المستوى العالي في الكربوهيدرات المعقّدة (كالحبوب الكاملة، الفاكهة، الخضار)، والمستوى المنخفض في البروتين (15 % من السعرات الحرارية ويجب أن يكون مصدرها الصويا، اللحوم الطريّة، الدواجن)، وأن لا تزيد السعرات الحرارية عن 30 % من الدهن (على أن يكون 10 % منها دهن حيواني)، مع الاكثار من تناول السمك - السلمون (الذي يحتوي على حوامض دهنية - أوميغا 3)، بالإضافة إلى تناول مشروبات صحّية بكمية وفيرة مثل الماء أو المشروبات الأخرى قليلة أو الخالية من السكّر.

من المهم لهؤلاء المرضى، أيضا، المتابعة المنتظمة مع طبيب الأسرة، لملاحظة أي تغير يطرأ على نتائج فحوصات الدم الدورية وتعديل الجرعة المناسبة من الأدوية وترتيب جلسات العلاج الطبيعي، للذين تتطلب حالتهم، وتغيير أسلوب الحياة بممارسة النوع المناسب من التمارين الرياضية حتى يتم الحد من تفاقم المرض والانتصار على الألم.