أستشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

TT

* الكوليسترول والغذاء -أنا نباتية جداً، لكن لدي ارتفاعا في الكوليسترول، لماذا؟

عزيزة عبد الكريم- الرباط

* النباتيون المتشددون، أي الذين لا يتناولون حتى البيض أو مشتقات الألبان، عُرضة لارتفاع الكوليسترول.

ودعيني أوضح لك أمرين مهمين. الأول: معلوم أن النباتات كلها والمنتجات النباتية كلها لا تحتوي أي كمية من الكوليسترول، وأن المصادر الوحيدة للكوليسترول هي المنتجات الحيوانية والبحرية من لحوم وأسماك وبيض وألبان وغيرها. ولذا فإن كل الفواكه والخضراوات والحبوب والبقول والمكسرات، مثل الفستق أو اللوز أو الجوز أو غيرها، والزيوت النباتية، مثل زيت الزيتون أو الأرقان أو النخيل أو الذرة أو جوز الهند أو غيرها، كلها لا تحتوي على أي كوليسترول.

الثاني: أن 80% من الكوليسترول الذي يُوجد في جسم الإنسان ليس مصدره المنتجات الغذائية الحيوانية أو البحرية التي نتناولها، بل إن 80% يأتي مما ينتجه الكبد يومياً، خاصة بالليل.

وما يُثير الكبد ويزيد من إنتاجه للكوليسترول هو أمران رئيسيان. الأول هو الجينات الوراثية والثاني تناول الدهون المشبعة وتناول الدهون المتحولة. ويظهر دور الجينات واضحاً في إصابة الشخص وأقاربه بنفس ارتفاع الكوليسترول.

كما أن تناول المرء للدهون المشبعة، أي الدهون الموجودة في الشحوم الحيوانية ومشتقات الألبان، يعمل على تنشيط إنتاج الكبد للكوليسترول. ولا تُوجد الدهون المشبعة في المنتجات النباتية بنسب عالية إلا في زيت النخيل وزيت جوز الهند. أما الزيوت النباتية الأخرى فلا تحتويها. وكذلك البيض فإنه لا يحتوي على دهون مشبعة. ولذا فإن من يتناول البيض المسلوق لا ترتفع لديه نسبة الكوليسترول بالرغم من احتواء البيض على كوليسترول. والسبب معقد، لكن ببساطة لا يُمكن للأمعاء امتصاص الكوليسترول الغذائي إلا بوجود دهون مشبعة، كما أن هناك عدة مركبات في البيض تمنع الأمعاء من امتصاص الكوليسترول.

المشكلة هي في تناول الدهون المتحولة، أي الموجودة في الزيوت النباتية المُهدرجة كما في زيوت القلي وغيره، لأنها ترفع من إنتاج الكبد للكوليسترول.

* بكتيريا المهبل الطبيعية - لدي التهاب بكتيري في المهبل، وقال الطبيب إنه غير مُعد. هل علي معالجته وكيف أُصبت به؟

رانيا – اليونان

* هذا ملخص سؤالك، واطلعت على تقارير مزرعة عينة مسحة المهبل ونوع البكتيريا المعزولة منه. الحالة التي لديك، كما قال طبيبك لك، هي حالة التهاب بكتيري لا علاقة لها بالعدوى. أي أنها لم تنتقل إليك من زوجك، ولا تنقليها أنت لزوجك، إذْ إن هناك ما يُعرف بالالتهاب البكتيري الناجم عن زيادة تكاثر نوعيات البكتيريا الموجودة عادة في المهبل. وكما هو معلوم أن المهبل الطبيعي والسليم يحتوي على عدة أنواع من البكتيريا. ونمو أحد أو عدد من هذه الأنواع يتحكم به مقدار درجة حموضة الوسط المهبلي. ولو تدنت حموضة الوسط المهبلي لزادت نسبة تكاثر أنواع منها، وأدى ذلك إلى إدراك المرأة أن لديها إفرازات مهبلية غير طبيعية، من ناحية الكمية واللون والرائحة. وهي ما تلحظه المرأة عادة بعد الجماع، لأن المهبل وسط حامضي جداً، بينما ماء الرجل أقل حموضة منه. ويكون الإفراز أبيض وذا رائحة أشبه بالسمك.

والمشكلة ليست كبيرة في كل هذا، وإن كان الأمر مزعجاً جداً للطرفين، بل هي في أن مرحلة الحمل حساسة لأي تغيرات بكتيرية غير طبيعية. ولذا ربما يزيد الحال سوءا مع الحمل، لدرجة أن حوالي 16% من الحوامل الطبيعيات في بعض المجتمعات الغربية لديهن حالة تكاثر زائدة في بكتيريا المهبل الطبيعية. وقد يُسهل هذا وصول تلك البكتيريا إلى الغشاء المحيط بالجنين، ما قد يُؤدي إلى تهتكه وحصول الولادة المبكرة. والقصة ليست مجرد كلام نظري أو أكاديمي، بل ثمة دراسات وجدت أن حوالي 40% من حالات الولادة المبكرة سببها التهابات زيادة تكاثر هذا النوع من البكتيريا الموجودة طبيعياً في المهبل.

ولذا يجب تشخيص الحالة بدقة ومعالجتها، خاصة قبل الحمل، ومتابعة نجاح العلاج.

* قضم الأظافر - ابنتي تقضم أصبع السبابة وعمرها 13 سنة، وتشوه منظره، هل سيبقى هذا شيئا دائما لديها؟

أم هدى- أبها

* قضم الأظافر عادة منتشرة لدى بعض الأطفال والمراهقين، وقد تستمر لديهم لمراحل تالية من العمر. وهي عادة غير صحية وتشوه منظر الظفر وتزيد من احتمالات تعرضه لأنواع التهابات الميكروبات، سواء البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات. ولكن، في الغالب، لا تترك آثاراً سلبية على بنية وشكل الظفر في المدى البعيد متى ما تم التوقف عنها.

المهم في الموضوع جانبان، الأول هو سبب لجوء الطفل أو المراهق إلى هذه العادة، والثاني هو مدى وصول القضم في مساحة سطح الظفر.

وأهمية الأمر الثاني هي التي تُحدد ما ورد في سؤالك، لأن الظفر يتكون من الجزء الهلالي الشكل الأبيض اللون في منطقة التحام الظفر بالجلد في قاعدته. وطالما لم يصل القضم إلى تلك المنطقة ولم يتضرر هذا الجزء المهم من الظفر، فإنه سينمو بشكل معتاد، من ناحيتي الهيئة وسرعة النمو، أي سواء استمر قضم الأصبع أو توقف المرء عن فعل ذلك. وكما هو معلوم فإن ظفر الأصبع في اليد ينمو بمعدل حوالي 1 مليمتر أسبوعياً، في حين أن مثيله في القدم ينمو نفس الطول لكن في الشهر. والتدخل لوقف ممارسة هذه العادة يكون من الضروري إذا ما وصل القضم إلى ذلك الجزء الهلالي الأبيض.

كما يتحتم التدخل للعلاج ولمحاولة المساعدة على التوقف عن هذه العادة حينما تظهر التهابات فطرية في الظفر، أو تظهر التهابات بكتيرية أو فيروسية في الأنسجة المحيطة والملتحمة به.

وفي بعض الأحيان لا يكون ثمة سبب نفسي وراء الاستمرار في ممارسة هذه العادة، لكن في أحيان أخرى قد يعكس ذلك وجود قلق أو وسواس قهري، ما يتطلب التدخل.