بين الصواب والخطأ

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

* الألم المزمن.. والنشاط من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من الناس الاهتمام بمعالجة المرحلة الحادة من المرض فقط، ثم التراخي في اكمال العلاج الى أن ينتقل المرض للمرحلة المزمنة، وعندها يكون المريض قد بدأ يتعود على تحمل الألم فيزداد اهماله في العلاج. وكمثال على هذه الحالات ألم المفاصل والعضلات (الرقبة والظهر) التي تمثل أكبر نسبة من حالات الألم المزمن. عيادة علاج الألم بجامعة جونز هوبكنز الأميركية تنصح مرضى الآلام المزمنة بعدم اليأس من طول فترة العلاج، وضرورة اكتشاف مصدر الألم، والبحث عن الطبيب المتخصص لتقديم العلاج المناسب، وأن لا يمنعنا الألم المزمن من العيش حياة سعيدة ومليئة بالنشاط. إن المتخصصين في العلاج الطبيعي، وأولئك المتخصصين في علم ممارسة التحريك اليدوي والعلاج التقويمي للفقرات «كيروبراكتيك Chiropractic» يملكون الكثير من الأدوات لتخفيف حدة التشنّجات العضلية وألم العصب، وتحسين حالة الالتهاب والتورّم المصاحب لمثل هذه الآلام، ولو جزئيا على الأقل، وذلك بوسائل العلاج الطبيعي المتعددة. ونذكر، هنا، بعضا منها: التدليك، وسيلة سهلة وبسيطة، يستطيع في حد ذاته مساعدة العديد من المرضى، فهو يحسّن من حالة التشنّج العضلي ويخفف من حجم التورّم أحيانا. وهناك العديد من أساليب التدليك، لكنها تستغرق عادة بعض الوقت حتى تعطي النتيجة المطلوبة.

التحريك اليدوي والعلاج التقويمي للفقرات أو التعديل الجسدي، وسيلة أخرى فعالة، فهي تساعد كثيرا على تخفيف تشنّج العضلات. وبالإضافة لذلك، يمكن لهذه الوسيلة عمل تعديل ميكانيكي للفقرات أو العظيمات التي ليست في موقعها الصحيح وبذلك يزول الألم أو يخف لدرجة كبيرة وبسرعة فائقة. الشعور بالراحة واختفاء الألم يكون نتيجة إزالة الضغط من على العضلة أو العصب وأيضا نتيجة تعديل وتحسين وضع الفقرات، كذلك إزالة الإجهاد والتوترمن أجزاء أخرى من الجسم. إن هذا النوع من العلاج يتطلب تعاون المريض وعناية الاختصاصي، خصوصا عندما تكون منطقة العلاج هي الرقبة أو الظهر، لكي لا تحدث أي اصابة عفوية للحبل الشوكي.

من الوسائل الأخرى الفعالة في علاج الآلام المزمنة، استخدام الأشعّة فوق الصوتية موضعيا على منطقة الألم، وهي أشعّة آمنة تماما وفعّالة جدا في تخفيض حدة الألم، التشنّج العضلي، والالتهاب. الوخز بالإبر وطرق العلاج الأخرى التي تستخدم فيها الإبر، هي وسيلة علاجية فعالة، تعمل بشكل جيّد لعلاج مثل هذا النوع من الآلام. بالطبع، استخدام هذه الوسيلة (ادخال أيّ إبر أو أجسام حادة أخرى تحت الجلد) يحتاج لأسلوب نظيف وآمن ومعقّم، تفاديا لاحتمال انتقال أي عدوى مرضية.

* العناية بحقن الأنسولين > من الأخطاء الشائعة عند مرضى داء السكري والذين يعالجون بواسطة حقن الأنسولين عدم اتباع الأسلوب العلمي في تعاملهم مع هذا الدواء، سواء الحقنة نفسها واعدادها بالانسولين أو المنطقة من الجلد التي سوف يتم الحقن من خلالها وتغيير مكان الحقن يومياً على أن يكون في مكان مختلف في كل مرة. وتكون نتيجة هذا الاهمال اصابة الجلد بمضاعفات وآثار جانبية.

العديد من المصابين بداء السكري يحتاجون لحقن أنفسهم بالأنسولين للمساعدة على تنظيم سكّر الدم. ويتم الحقن بالجرعة المحددة من الانسولين بشكل دوري، لذلك لا بد أن يتعلم مريض السكري كيفية التعامل مع «السرنجة» وطريقة تحضير وحقن جرعة الأنسولين. الأكاديمية الأميركية لأطباء العائلة وجمعية مرضى السكري وضعتا بعض التعليمات الخاصة بكيفية التعامل الأمثل مع حقنة الانسولين، منها: - غسل اليدين جيداً بالماء والصابون حتى لا تعرض الحقنة أو الدواء للتلوث بطريق الخطأ.

- تحريك الدواء داخل زجاجة الأنسولين لمنع حدوث أية ترسبات.

- تنظف الزجاجة من أعلى بقطعة قطن مبللة بالمطهر.

- إدخال الإبرة في زجاجة الأنسولين ودفع كمية من الهواء لتسهيل عملية سحب الانسولين.

- سحب الكمية المحددة والمطلوبة من مادة الأنسولين.

- تطهير الجلد (المكان المحدد للحقن)، مع مراعاة تغيير المكان يوميا (الفخذ، الذراع، البطن).

- تثبيت الجلد حول مكان الحقن بإحدى اليدين مع دفع ثنية كاملة منه بين الأصابع.

- الإمساك بالحقنة في وضع عمودي على الجلد (90 درجة)، ثم إدخال الإبرة بأكملها.

- حقن الانسولين دفعة واحدة، مع عدم تدليك مكان الحقنة.

- استخدام حقنة بلاستيك ذات الاستعمال لمرة واحدة فقط.

* منع التشنجات الحيضية > من الأخطاء الشائعة التي تقع فيها كثير من النساء عدم استطاعتهن مقاومة ألم الطمث والتغلب عليه بالرغم من حدوثه شهريا منذ البلوغ، وحتى سن اليأس. وتستمر الواحدة منهن تتناول المسكنات والمهدئات طوال هذه الفترة من كل شهر، حتى أن البعض منهن يتعرضن للآثار الجانبية لهذه الأدوية ومضاعفاتها، ويبدأن مشوارا جديدا في علاج المضاعفات. التشنجات عارض مرضي شائع لدى النساء، في مرحلة الاخصاب من حياتهن، حيث يتعرضن لحدوث الدورة الشهرية الحيضية. بعض النساء يستطعن إعداد أجسامهن لاستقبال هذه الفترة الشهرية براحة وهدوء ومن دون التعرض لألم وتشنجات الدورة، أو على الأقل يتعرضن لها بشكل خفيف وبسيط وبأقل قدر من الازعاج.

يقترح الاختصاصيون، بجامعة مركز ميريلاند الطبي، على كل سيدة تعاني من مثل هذه المضايقات الشهرية أن تستعد لها قبل أن تبدأ الفترة بأسبوعين على الأقل، وذلك بعمل الآتي:

- اتباع حمية غذائية صحّية بسيطة، تشمل أكل الكثير من الفاكهة والخضار، تجنّب الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة التي تتميز بمحتواها عالي الدهن، الحصول على البروتين على شكل لحوم طريّة وسمك وبيض. والحصول على حوامض دهنية غنية بالأوميغا - 3 الإضافيّ، ومصدر هذا العنصر المهم أكل السمك الزيتي، مثل السلمون وسمك التونا.

كما ينصح المتخصصون في هذا المركز الطبي الأميركي بضرورة خفض كمية الملح في الطعام، وتحديد كمية الكافيين والسكّر والكحول (لمن يتعاطاها) التي يتم تناولها يوميا.