بين الصواب والخطأ

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

* من الأخطاء الشائعة ابتعاد الكثيرين عن تناول الفاكهة والخضار والاقبال على الوجبات السريعة الدسمة بمحتواها من الدهون والشحوم.

إن الطعام الذي يحتوي على بعض من السمك، والزيوت الغنية باوميغا - 3، والفواكه والخضراوات قد ثبت أنه يقلل من مخاطر الخرف والاعراض المبكرة لمرض الزهايمر، في حين ان كمية عالية من الزيوت الغنية باوميغا - 6 والتي اعتاد الكثيرون على تناولها في وجباتهم قد تنشط خطر ظهور مشاكل الذاكرة. دراسة حديثة، لباحثين فرنسيين من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية، نشرت في عدد نوفمبر (تشرين الثاني) من مجلة الامراض العصبية، تم فيها تقييم وجبات عدد 8085 شخصا تزيد أعمارهم على 65 عاما ولم يكن لديهم خرف في بداية الدراسة، وجرت متابعتهم على مدى السنوات الأربع التالية، وجدت أن 183 شخصا من المشاركين قد ظهرت عليهم علامات الزهايمر، وأن 98 شخصا آخر من المتقدمين ظهر عندهم ثمة نوع آخر من العته. لقد ثبت أن الناس الذين استهلكوا، بانتظام، زيوتا غنية باوميغا - 3 مثل زيت الجوز وحب الكتان، كانوا بحوالي 60% اقل احتمالا لتطور العته من اولئك الذين لا يستهلكون بانتظام هذه الزيوت. ووجدت الدراسة ايضا ان الاستهلاك العادي من الفواكه والخضراوات يخفض مخاطر العته بنسبة 30 في المائة.

كما ثبت أن الناس الذين اكلوا السمك مرة في الاسبوع على الاقل كانوا 40% اقل احتمالا لتطوير العته و35 في المائة اقل احتمالا لتطوير مرض الزهايمر، ولكن بشرط أنهم لا يحملون الجين ApoE4 المعروف ارتباطه بزيادة مخاطر مرض الزهايمر. ووجد الباحثون ايضا ان الاشخاص الذين لا يحملون الجين ApoE4 وكانوا يستهلكون بانتظام زيوتا غنية باوميغا - 6 مثل زيت بذور العنب وعباد الشمس وليس زيوتاً غنية باوميغا - 3 أو اسماكاً، فكان احتمال تطوير العته عندهم ضعف الذين لا يأكلون الزيوت الغنية بأوميغا - 6 . وحيث إن معظم الناس لا يحملون هذا الجين ApoE4، فإن نتائج هذه الدراسة سيكون لها آثار كبيرة من ناحية الصحة العامة، ولا شك أنه يلزم اجراء مزيد من البحوث لتحديد الكمية الامثل، والمزيج المطلوب من المواد الغذائية للحصول على النتائج الايجابية لمقاومة الخرف المبكر.

* انقذ طفلك من عسر الهضم

* من الأخطاء الشائعة أن تترك الأسرة لطفلها الصغير حرية أكل ما شاء من الوجبات التي يطلق عليها بالسريعة أو الخفيفة دون منعه من تناولها أو توجيهه بأسلوب علمي الى ما هو أفضل لصحته وبناء جسمه ونموه مستقبلا، ناهيك عن الأعراض المرضية المزعجة التي تصيب الجهاز الهضمي، ومن أهمها وأكثرها شيوعا، عسر الهضم.

إن عسر الهضم يحدث في أغلب الأحيان بسبب أكل طعام مليء بالتوابل أو أن يكون دهنياً أكثر من اللازم. وعسر الهضم حالة مرضية ارتبطت الى وقت قريب بالكبار، ولكن مع تغير نمط الغذاء ونوعيته بالنسبة لصغار السن، أصبح يؤثر في البالغين والأطفال، على حدٍ سواء.

الأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة تقترح عدداً من الحلول البسيطة والسهلة التطبيق للمساعدة على إنقاذ الطفل من التعرض مبكرا لعسر الهضم، وهي:

ـ عود طفلك أن يأكل عدة وجبات خفيفة ومتعددة طوال اليوم، بدلا من أن يأكل كمّيات كبيرة من الغذاء في وجبة واحدة أو اثنتين في الحال أو على مسافات قصيرة.

ـ عود طفلك أن يأكل أغذية صحّية وسهلة الهضم، وأن يتجنّب المنتجات الدهنية مثل الشيزبيرجر Cheeseburgers والبطاطا المقلية.

ـ أن يبتعد عن كل ما يثير الجهاز الهضمي ويزعج المعدة بالذات، كالحمضيات من الثمار أو بعض المشروبات الغازية.

أن يأكل ببطء، وأن لا يسرع في تناول وجبات الطعام.

ـ عليه أن يتعود الراحة والاسترخاء لفترة ولو قصيرة بعد الأكل، بدلا من القيام بعمل تمرين عضلي أو أن يلعب ويركض فورا بعد الأكل.

ـ أن يقلل من أكل الشوكولاته.

* الرضاعة الطبيعية والوقاية من حساسية الأغذية

* من الأخطاء الشائعة في كثير من دول العالم، خاصة المتقدمة والمتطورة، احجام الأمهات عن ارضاع أطفالهن المولودين حديثا من صدورهن. واسباب ذلك متعددة ما بين صحية وجمالية واجتماعية تتعلق بعادات ومعتقدات بعض المجتمعات.

جميع الدراسات العالمية أجمعت على فوائد الرضاعة الطبيعية ودعت الى ممارستها. وهذه إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت في نفس المجال وعرضت نتائجها الاسبوع الماضي في الاجتماع السنوي للكلية الأميركية للحساسية والربو وعلم المناعة في دالاس، بشأن الحساسية للاغذية، وتؤكد نتائجها دور الرضاعة الطبيعية في الاشهر الثلاثة الاولى، على الأقل، من حياة الطفل المولود في العمل كدرع واقٍ من حساسية الاغذية التي يتعرض لها الأطفال في هذا العمر.

بحوث ودراسات عديدة أخرى أثبتت نتائجها الدور المهم لتطبيق استراتيجية وقائية محددة مع الاطفال ذوي الخطورة العالية للاصابة بحساسية الاغذية، بما في ذلك التزام الأم بالرضاعة الطبيعية، تجنب الأم أنواعا محددة من الغذاء أثناء فترة الحمل، كذلك خلال فترة الرضاعة الطبيعية، استخدام مركبات منخفضة الحساسية من الأطعمة Hypoallergenic Formulas، وتأخير تناول الاغذية التي لها أعراض حساسية. المعهد الوطني الاميركي للحساسية والامراض المعدية U.S. National Institute of Allergy and Infectious Diseases استعرض 18 دراسة أجريت حول نفس هذا الموضوع وكانت كلها تبرهن على وجود تأثير كبير للرضاعة الطبيعية الخالصة لمدة ثلاثة اشهر على الاقل لحماية الاطفال الاكثر تعرضا للحساسية لوجود استعداد جيني لديهم لامراض الحساسية كالتهاب الجلد في مرحلة الطفولة المبكرة وظهور اعراض تشبه الربو.

ويقدم مركز صحة الطفل وطب الحساسية وعلم المناعة في كلية طب جونز هوبكنز، الى الأمهات عددا من التوصيات لوقاية الاطفال من خطر الحساسية، منها: ـ أن تتجنب الأم الحامل تناول بعض العناصر الغذائية المعروفة برفع الاستعداد للحساسية مثل الفول السوداني والجوز وذلك أثناء الحمل وفي فترة الرضاعة الطبيعية. ـ أن تستخدم الامهات المكملات الغذائية للرضاعة الطبيعية من نوع المستحضرات منخفضة الحساسية Hypoallergenic المتحللة جزئيا أو كليا. ـ تأخير تغذية هؤلاء الاطفال بالاغذية الصلبة حتى بلوغ عمر ستة اشهر. تأخير ادخال الحليب والبيض حتى سن السنة والفول السوداني والجوز حتى سن الثلاثة. ـ بدء التدخل الطبي المبكر عند ظهور علامات حساسية الغذاء، وبعض الحالات قد تتطلب مشاركة تخصصات متعددة، كطبيب الرعاية الأولية، واختصاصي الحساسية وعلم المناعة، واختصاصي أمراض الجهاز الهضمي، والتغذية وأحيانا علم النفس.