أستشارات طبية

TT

* إزالة الكلى المزروعة > سبق وأن أجريت عملية زراعة كلية قبل حوالي سنة، وفشلت الكلية المزروعة وعدت إلى غسيل الكلى. هل أحتاج إلى عملية استئصال الكلية المزروعة والتالفة، أم تبقى في الجسم، مع العلم أنه لا يتوفر لي متبرع اليوم وأسمع من الأطباء آراء مختلفة؟

أم نسيم- جدة ـ دون الحديث عن احتمالات زراعة كلية أخرى لك في هذه المرحلة من متابعة فشل الكلى لديك، فإنه لا تُوجد إجابة طبية واحدة لمثل حالتك، أي لا تُوجد نصيحة طبية متفق عليها وتنطبق على كل منْ فشلت لديهم الكلية المزروعة وعادوا إلى غسيل الكلى، بل ثمة خبرات طبية في ممارسة متابعة حالات الفشل الكلوي وزراعة الكلى. وهذه الخبرات منقسمة بين رأي يقول بأنه من الأفضل ترك الكلى المزروعة الفاشلة مكانها طالما لا تتسبب بأي أضرار على المريض، ورأي طبي آخر يقول إنه من الأفضل العمل على استئصال تلك الكلى المزروعة الفاشلة وقاية من مضاعفات صحية قد تُسببها في المستقبل.

والجميع متفق على أنه إن كانت ثمة مضار لوجودها فلا مناص من إزالتها، لكن الخلاف في عدم تسببها بأية مشكلة آنية، بمعنى أنه لو كان ثمة ألم فيها، أو تسببت في ارتفاع حرارة الجسم، أو في نزيف مع البول أو بداخلها، أو تكونت فيها تجمعات للميكروبات، فإن الإزالة أفضل، بل ربما نكون ضرورية. والإشكالية منبعها هو أن الكلى المزروعة الفاشلة تظل في الجسم بؤرة ومصدراً محتملاً لحصول التهابات ميكروبية فيها، سواءً حادة أو مزمنة، أو مصدراً ربما لعدم استفادة الجسم من الأدوية المنشطة لإنتاج نخاع العظم لخلايا الدم الحمراء، أو ربما سبباً لنشوء تفاعلات غير طبيعية في عمل جهاز مناعة الجسم، أو ربما سبباً في ارتفاع ضغط الدم وعدم قدرة الأدوية على خفضه للمعدلات الطبيعية، أو غيرها من الآثار الضارة.

وهذه الاحتمالات قائمة لا يُناقش فيها أحد من الأطباء، لكن ما يراه أطباء آخرون هو أن العملية الجراحية لاستئصال الكلية المزروعة الفاشلة شيء يحمل في طياته مخاطر صحية. وهي التي تتعلق بالتخدير واحتمالات حصول التهابات وغيرها من المضاعفات.

والذي أنصح به هو اتباع ما يُشير به طبيب الكلى المتابع لحالتك، لأنه إن كان نصحك بإزالة الكلى، كما هو واضح من سؤالك، فإنه ربما هناك أسباب لم تتضح لك بشكل كاف، ومن المهم سؤاله عن سبب نُصحه بإزالة الكلية المزروعة والفاشلة تلك.

* دراسات ونتائج محيرة

* في كل يوم نسمع أخباراً عن نتائج محيرة لدراسات طبية. والأسبوع الماضي تحدثت عن الأسبرين بأنه لا يُفيد النساء، هل أتوقف عنه؟

الدكتورة زينب/ اقتصاد - القاهرة ـ هذا ملخص تعليقك المهم جداً للأطباء وللناس. والجواب باختصار شديد هو لا، حتى تستشيري الطبيب الذي يتابع حالتك الصحية. وذلك لسبب مهم، وهو باختصار شديد أيضاً، أن طبيبك المتابع يعلم جميع ما يمت بصلة لحالتك الصحية ويعلم ما الداعي لوصف الأسبرين لك. ولذا هو منْ سيُقرر، بناء على كل المعطيات الصحية لديك، وأنت منْ ستتبعين نصائحه، بناءً على الثقة التي لديك فيه، حول مدى مناسبة تناولك للأسبرين أم لا.

الطب كما تعلمين يتطور في جانبين مهمين. الأول هو الاكتشافات الحديثة لوسائل علاجية أو تشخيصية أو معرفة أعمق للأمراض. والثاني هو في مراجعة صحة الاعتقادات الطبية القديمة والشائعة. ومن الجانب الثاني علمنا مثلاً أن تناول البيض المسلوق لا يرفع الكوليسترول وأن تناول الثوم لا يُخفضه.

وعجلة العمل في مراكز البحوث العلمية، المحلية والعالمية، لا تتوقف، لأن ثمة مجموعات من الباحثين المتعطشين للوصول إلى حقائق الأمراض وكيفية تخفيف معاناة البشر من ويلاتها. وهؤلاء سيظلون في كل يوم يُزودوننا بالجديد من نتائج جهودهم.

والمهم هو عرض الخبر الطبي بطريقة مفيدة، بعيداً عن الإثارة، وبأسلوب مناسب لفهم غالبية الناس، كي لا يُخل بتلك العلاقة بين المريض وطبيبه، ولا يُعطي أملاً كاذباً بتوفر وسيلة علاجية جديدة، ولا يصنع دعاية طبية جوفاء ذات أهداف مادية لأدوية أو مراكز طبية أو لأشخاص، ولا غيره مما يتعارض مع الأمانة الطبية في الحديث مع الناس حول أعز ما يملكون، وهو الصحة.

الإشكالية هي في كيفية تلقي واستقبال ما تقوله الأخبار الطبية لنا من نتائج. وهنا يأخذ الأمر عدة أوجه بالنسبة للأطباء وبالنسبة للناس، ولعل أهمها هو وجهان. الوجه الأول، لفت النظر للاهتمام بـ «أمر صحي ما». وهو ما اعتمدته في المقال كمثال في تقريب حقيقة أن أمراض قلوب النساء تختلف عن تلك التي لدى الرجال، لأن من مؤشرات تلك الفروق أن الأسبرين لا يعمل في شرايين قلوب النساء كما في شرايين قلوب الرجال. وفي نفس الوقت ذكرت الحقيقة الأخرى، مما توصل الباحثون إليه، وهو أن الأسبرين يعمل أفضل في شرايين أدمغة النساء، لمنع الإصابة بالسكتة الدماغية، بخلاف شرايين أدمغة الرجال. والوجه الثاني هو في تعديل الأطباء وسائل معالجتهم وفق النتائج الجديدة لما فيه تقديم أفضل طريقة لعلاج المرضى. وللأطباء، المتابعين للجديد في الطب، عدة آليات في تقييم نتائج الدراسات تلك، وتقرير مدى مطابقتها لحالة كل مريض بعينه، أي وفق اختلافات العمر والجنس ونوعية الأمراض المُصاحبة وغيرها من الظروف المتعلقة بكل مريض على حدة.

* جفاف العين والأدوية

* أعاني من جفاف في العين، وأضع قطرة مرطبة للعين، لماذا لدي هذه المشكلة؟

حنان عباس - تونس ـ هذا ملخص رسالتك التي لم يتضح لي فيها مقدار عمرك، ومنذ متى لديك مشكلة جفاف العين، وما إذا كانت لديك أمراض أخرى أو تستخدمين عدسات لاصقة أو طبيعة عملك وعلاقته باستخدام الكومبيوتر. جفاف العين شائع في مناطق دون أخرى، وبين مجموعات من الناس دون آخرين. وما يحصل هو أن قدرات الغدد الدمعية للعين تقل في إنتاج كميات كافية من سائل الدمع أو في إنتاج نوعيات جيدة المحتوى من المكونات الطبيعية لسائل الدمع. وبالتالي تفقد العين توفر عمل ذلك السائل الطبيعي المرطب للعين، ما يستلزم منك وضع قطرة مرطبة من آن لآخر خلال اليوم كي تحمي الطبقات الخارجية للعين وكي تُخفف من معاناتك من الأمر.

وإضافة إلى العوامل البيئية أو التغيرات في أنظمة هورمونات الجسم أو وجود أمراض في المفاصل أو الجلد، أو وجود أمراض مزمنة في مناطق أخرى من الجسم، أو وضع عدسات لاصقة أو غيرها من الأسباب التي ربما سمعت عنها كثيراً، فإن ثمة أسبابا من غير المعتاد اهتمام الكثيرين بها. وهي تلك المتعلقة بالأدوية التي يُمكن أن يتناولها المرء بانتظام لعلاجات حالات مرضية مزمنة، أو يتناولها بشكل متقطع لمعالجة حالات مرضية عارضة، ومنها أدوية معالجة الحساسية أو نزلات البرد أو بعض أدوية تخفيف الألم أو أدوية القلب والضغط أو الأدوية النفسية أو حتى أدوية منع الحمل.