تكتسب الحمامات التشيكية شهرة واسعة على مستوى العالم، نظرا لوفرة منابع مياهها المعدنية، وتكوينها الكيماوي الفريد، والظروف المناخية الملائمة، فضلا عن التقاليد التاريخية الراسخة على مدى مئات السنين، التي يتوارثها التشيكيون في العناية بهذه الحمامات كمصحات علاجية طبيعية شاملة، وحرصهم على تطويرها وتزويدها بكل منجزات ومعارف الطب الحديث، لتحقيق التأثير العلاجي الناجع عبر أساليب طبية غير تقليدية خالية من الآلام والمضاعفات الجانبية المقلقة.
وفي مقدمة المدن التشيكية التي تعنى بالحمامات الطبيعية والعلاج الطبيعي تأتي مدينة كارلو في فاري ويوجد فيها 12 نبعاً للمياه المعدنية تتراوح مياهها بين 41 و 70 درجة مئوية، من أهمها النبع المشهور باسم «فريدلو» والمنطلق من عمق 2500 متر بغزارة الفي لتر من الماء في الدقيقة.
ويقول محمد المصري، رئيس مجلس ادارة شركة تروبك السياحية في القاهرة، أثناء لقائي به في كارلو في فاري، ان مصحات كارلو في فاري الكلاسيكية التقليدية يتوافر بها العلاج بأشكاله المختلفة مثل الفحوصات الطبية والمخبرية، والعلاج بشرب المياه المعدنية، وأنواع التدليك، والعلاج بالكهرباء، والعلاج الطبيعي، والعلاج بالاستنشاق، والعلاج بالبارافين، وتمارين رياضية وعدد من الطرق المكملة مثل العلاج بالاوكسجين وعلاج امراض الشيخوخة، والعلاج بالوخز الهوائي، وحمامات وعلاجات مائية، والعلاج بالطين، والعلاج بالأعشاب في الحمامات.
أسلوب العلاج وعن أسس العلاج في مصحات كارلو في فاري يضيف: ان الاسلوب الاساسي للعلاج يكمن في شرب المياه المعدنية ونظام التغذية، كما يجري استخدام المياه المعدنية عن طريق الاستحمام وترطيب اللثة والتجويف الفموي وغسل الأمعاء، كما يجري تقديم حقن غاز الينابيع، ويمكن اضافة حمامات المياه المشبعة بالغاز وحمامات البخار المشحون بالكهرباء والحمامات الحارة والعلاج المائي ووصفات العلاج الكهربائي والكمادات بالطين المعدني، والكمادات الشمعية، ويشكل العلاج الحركي جزءا مهما من العلاج ويشمل التمارين الرياضية العلاجية الفردية او الجماعية والتمارين في حوض السباحة والتنزه في الطبيعة، كما يمكن اضافة غرز الابر الصينية، والعلاج الاوكسجيني.
وحول فوائد المياه المعدنية في مصحة كارلو في فاري يقول الدكتور ليدزلف سبزاك اختصاصي الامراض العصبية وامراض الضغط العصبي ومدير مصحة برستول: تساعد هذه المياه المعدنية على تحسين الاداء الوظيفي للجهاز الهضمي وللاجهزة الاخرى مما يساهم في تحسين مقاومة الجسم للالتهابات، كما تساعد المياه المعدنية في كارلو في فاري على تحسين افراز العصارات والاداء الوظيفي للمعدة والامعاء، وتؤثر ايجابيا في خلايا الكبد، بالاضافة الى تأثيرها المساعد لتكوين وتركيب مادة الصفراء وعصارة البنكرياس.
ويضيف الدكتور ليدزلف قائلا ان المياه المعدنية تستخدم عن طريق استنشاق الابخرة وللترطيب والغسل، وبالدرجة الأولى للاستحمام، ويكمن جوهر التأثير العلاجي للحوامض في التأثير الايجابي لثاني اوكسيد الكربون الذي يمتص الجلد ويسبب تغيرا في مجاري الدم مما يحسن اشباع الجسم بالدم ويخفض استهلاك الاوكسجين في الانسجة، ويهدأ الجهاز العصبي، وتساعد المياه المعدنية المحتوية على اليود والبروم على الامتصاص السريع للاكياس الملتهبة وتبطئ عملية الانحلال وترخي العضلات المشدودة، وللاستحمام في مياه الرادون تأثير مضاد للالتهابات، كما يؤثر ايجابيا في عمليات تجديد حيوية الخلايا ويساعد على ازالة الآلام خاصة امراض الدورة الدموية والجهاز الحركي، اضافة الى العلاج بالكمادات الطينية الذي يؤدي إلى زيادة حرارة الانسجة.
وبالاضافة الى حمامات كارلو في فاري تتمتع مصحة مدينة باخيموف بمميزات علاجية استثنائية.
وأساس العلاج يكمن في المياه المعدنية الغنية بالهيدروكربونات والمتسمة طبيعيا بالاشعاع لاحتوائها على نسبة من الراديوم (في حدود 2 ـ 12 كيلو بيكريل/ لتر) اضافة الى نسبة من الرادون وبعض العناصر النادرة مثل التتياليوم والبيريليوم. ومنذ اكثر من 90 عاما تستخدم هذه المياه الطبيعية المعدنية الفريدة لاغراض العلاج، ويرتكز استخدامها على التأثير النافع لتكرار تعريض جسم الانسان لشحنات صغيرة من اشعة «ألفا».
=