السكتة الدماغية.. وكيفية تخفيض مخاطرها

نمط حياة صحية للتحكم بعوامل الخطورة

طبيب اميركي يفحص مصابة بالسكتة الدماغية لتأهيلها لاستعادة نشاط ذراعها (خدمة صور نيوز. كوم)
TT

تقرير هارفارد يمكنك الحيلولة دون الإصابة بالسكتة الدماغية اذا كنت مدركا لمخاطرها واتخذت الخطوات اللازمة لتخفيضها.

والسكتة الدماغية Stroke هي عبارة عن انقطاع مفاجئ لوصول الاوكسجين الى جزء من الدماغ سواء كان سبب ذلك انسداد احد الشرايين الذي يمد الدماغ بالدم (السكتة الإقفارية او بسبب توقف التروية الدموية) Ischemic Stroke، او نزيف في الدماغ من جراء تمزق احد الاوعية الدموية (السكتة النزفية) Hemorrhagic stroke. وكان اكثر من ثلاثة ملايين امرأة في الولايات المتحدة قد اصبن بالسكتة الدماغية، وهي ثالث مسبب عام للوفاة هناك، حيث يقضي على حياة 100 ألف امرأة تقريبا في العام الواحد. كما انها السبب الرئيسي للاعاقة الجسدية الطويلة الامد حارمة الناجيات منهن من الاستقلالية والحرية، ومسببة ايضا غياب الذاكرة بالنسبة الى 25 في المائة منهن.

عوامل حدوث السكتة السكتة الدماغية شأنها شأن العديد من الحالات المزمنة سببها مزيج من العوامل. ومثال على ذلك فإن خطورة السكتة تزداد مع العمر. وتزداد نسبتها معه ايضا، كما ان نسبتها عالية بين الاميركيين من اصل افريقي. كذلك فان تشكيل الاوعية الدموية غير الصحيح، وضعفها، والاضطراب في الخثرات الدموية وصداع الشقيقة تزيد ايضا من المخاطر. كذلك الحال بالنسبة الى التاريخ العائلي، والاصابة قبلا بالسكتة، والسكتات الاقفارية الضعيفة او العابرة TIA، ونوبات القلب وحالاته الاخرى مثل الرجفان الاذيني. لكن من اهم عوامل الخطورة الاخرى ضغط الدم العالي، معدلات الكوليسترول العالية، البدانة، السكري، التدخين وعدم ممارسة الرياضة.

فان كنت قد اصبت بسكتة دماغية يمكنك تقليص احتمالات الاصابة مجددا عن طريق تعاطي الادوية الضرورية وتغيير وجباتك الغذائية والالتزام بالعادات الصحية الاخرى. اما ان كنت لم تتعرض ابدا الى سكتة دماغية فيمكنك تخفيض احتمالات الاصابة بها عن طريق ممارسة حياة صحية، واجراء الكشوفات الطبية المنتظمة للكشف عن الحالات التي قد تؤدي اليها، وبالتالي اتخاذ الخطوات اللازمة للسيطرة على مثل هذه الحالات.

«وعوامل الخطورة تشكل كل الفرق، واكثرها خطورة يمكن تعديلها وتخفيفها لأن هناك الكثير الذي يمكنك ان تفعله لمنع السكتات» على حد قول الدكتور توبياس كيرث الاستاذ المساعد في الطب بمستسفى «بريغهام» النسائي التابع لكلية الطب في جامعة هارفارد. وكان الدكتور كيرث قد اشترك في العام الماضي في دراسة تتعلق باسلوب الحياة ومخاطر السكتات الدماغية لدى النساء والتي نشرت في دورية ارشيفات الطب الداخلي (10 يوليو 2006). وكانت الدراسة قد رصدت نحو 38 الف مشترك في دراسة لصحة النساء دامت عشر سنوات. ووجد هو وزملاؤه في الدراسة ان النساء اللواتي يمارسن اكبر عدد من العادات الصحية هن اقل بنسبة 71 في المائة للتعرض الى سكتة اقفارية، وهو النوع الشائع جدا، من غيرهن اللواتي لهن عادات اقل. وكانت النساء الاقل احتمالا للتعرض، هن اللواتي يبلغ مؤشر كتلتهن الجسدية BMI اقل من 22 في المائة واللواتي لم يدخن ابدا في حياتهن، مع ممارسة التمارين الرياضية، او الجسدية اربع مرات او اكثر اسبوعيا، ويتناولن وجبات غذائية غنية بالالياف مع حامض الفوليك وأحماض «اوميغا-3» الدهنية، الا انها تحتوي على القليل من الدهونات المشبعة والدهونات المتحولة والكاربوهيدرات النقية المكررة.

والاسباب المعروفة الراسخة في الاذهان لا تقف كلها وراء الاصابة بالسكتات الدماغية. ويشكك المتخصصون في هذه الحالة بالقول ان هناك عوامل اخرى اضافية لم يكشف النقاب عنها بعد. لكن هناك العديد من الخطوات، التي يمكن اتباعها لحماية نفسك، ترتكز على عوامل الخطورة غير المعروفة بعد.

* التحكم بضغط الدم ضغط الدم العالي يقود الى اتلاف الجدران الداخلية للاوعية الدموية. وهو يطلق سلسلة من المشكلات (احداث الندوب، تراكم اللويحات، وتضييق الاوعية والشرايين الدموية) التي قد تنتهي بالسكتة الدماغية. وببساطة فان السيطرة على ضغط الدم العالي من شأنه تخفيض مخاطر السكتات بنسبة 30 الى 40 في المائة. والمعلوم ان ضغط الدم العادي يكون اقل من 120/80 بالمقياس الزئبقي. وضغط الدم العالي هو 140/90 او اعلى (130/80 او أعلى لدى الاشخاص المصابين بالسكري).

والذي عليك ان تفعله هو الكشف على ضغط الدم مرة كل سنتين ان كان عاديا، ومرة في السنة ان كان عاليا. وبالامكان تخفيض ضغط الدم عن طريق اجراء تغييرات في نمط الحياة (بما في ذلك التمارين البدنية المنتظمة، وتخفيض استهلاك ملح الطعام، وتناول الوجبات الصحية). واذا دعت الضرورة تناول ادوية تخفيض الضغط مثل مدرات البول، ومثبطات انزيم الانجيوتنسين ACE، وحاصرات مستقبلات الانجيوتنسين، وحاصرات بيتا، او حاصرات الفا. ومن شأن تخفيض الوزن عدة كيلوغرامات ان يساعد ايضا في تخفيض ضغط الدم.

* تخفيض الكوليسترول افاد الباحثون في العام الحالي، مستخدمين معلومات من دراسة صحية خاصة بصحة النساء، ان شحومات الدم غير الطبيعية من شأنها مضاعفة خطورة السكتات الدماغية الاقفارية لدى النساء اللواتي يتمتعن ظاهريا بصحة جيدة. ودعمت الدراسة ايضا نتائج تجارب واختبارات سريرية اظهرت ان عقاقير الـ «ستاتن» المخفضة للكوليسترول من شأنها تخفيض خطر السكتات. وتوصي جمعية القلب الاميركية بانه يتوجب على النساء السليمات المحافظة على مستويات الكوليسترول الاجمالية لديهن اقل من 200 مليغرام في الديسيليتر الواحد، والكوليسترول الجيد HDL فوق 50 ملغ/دل، والكوليسترول السيئ اقل من 100 ملغ/دل، والشحوم الثلاثية اقل من 150 ملغ/دل. فما الذي يتوجب عليك ان تفعله اذن؟ قم بالكشف على مستويات الكوليسترول مرة كل خمس سنوات، مع تناول المأكولات الصحية دائما. كما انه من المهم ايضا ممارسة الرياضة بانتظام التي تساعد على السيطرة على الوزن الذي هو العامل الآخر للسكتات الدماغية.

وتبقى الادوية خيارا مطروحا (أ) اذا لم تستطع تحقيق هدفك في تخفيض مستويات الكوليسترول والشحوم الثلاثية خلال ثلاثة شهور من التغيير في نمط الحياة، او (ب) ان يظل معدل الكوليسترول السيئ 190 ملغ/دل او اكثر، او (ج) اذا كان لديك واحد او اكثر من عوامل الخطورة التالية: مرض قلبي، سكتة سابقة، سكري، شحوم ثلاثية عالية، او انخفاض في معدل الكوليسترول الجيد. وثمة العديد من العقاقير، بما في ذلك عقاقير الـ «ستاتن» statins والـ «نياسين» niacin والـ «فبريتس» fibrates التي بمقدورها تخفيض معدلات الكوليسترول السيئ والشحوم الثلاثية ورفع معدلات الكوليسترول الجيد.

وبالنسبة الى الاشخاص الذين اصيبوا بالسكتة الاقفارية او العابرة الضعيفة TIA اظهر الـ «ستاتن» انه يخفض من خطورة السكتة حتى الى ابعد من تأثيره على تخفيض معدلات الكوليسترول، بحيث ان مرضى السكتات غالبا ما يغادرون المستشفى بوصفة طبية تلزمهم بتناوله. واستنادا الى دراسة نشرت في مجلة «جورنال ستروك» على الشبكة في اغسطس من العام الحالي تبين ان المرضى الذين توقفوا عن تعاطي الـ «ستاتن» خلال الشهر الاول او الشهرين بعد تسريحهم من المستشفى ازداد لديهم خطر وفاتهم في العام الاول من اصابتهم بالسكتة.

* الامتناع عن التدخين التدخين يضاعف من احتمالات الاصابة بالسكتة الدماغية. كما انه يرفع من ضغط الدم، ويخفض من الكوليسترول الجيد، ويتلف البطانة الواقية للاوعية الدموية، ويجعل الدم عرضة اكثر الى التخثر التي هي كلها عوامل خطورة بالنسبة الى السكتة الدماغية. وحتى لو لم تكن من المدخنين بذاتك الا ان التعرض الى دخان تبغ الآخرين يزيد من هذه الخطورة.

ما الذي عليك ان تفعله؟ توقف عن التدخين ولا تستنشق دخان الآخرين. وخلال دراسة صحية قامت بها الممرضات تبين ان النساء اللواتي توقفن عن التدخين خفضن من خطورة السكتات بنسبة 25 في المائة خلال سنة الى سنتين. وبعد مضي خمس سنوات او اكثر اصبحت هذه الخطورة مماثلة للشخص الذي لم يدخن ابدا. ويوصي الخبراء حلا من ثلاث شعب للتخلي عن التدخين: ضع لصقة نيكوتين، او امضغ علكة نيكوتين للمساعدة في القضاء على الميل الشديد الى التدخين. انضم الى احدى المجموعات التي تدعم التوقف عن التدخين، او اطلب مساعدة استشارية من المختصين بذلك. وأخيرا اتقن الفنون التي تبعدك عن التفكير بالتدخين، او النشاطات التي تفتح شهيتك له.

* التمارين الرياضية حتى المقادير الضئيلة من التمارين الرياضية قد تساعد على الحماية من السكتات الدماغية. واظهرت الدراسات الصحية التي قامت بها الدراسة الخاصة بالممرضات ان النسوة اللواتي يسرن بسرعة ونشاط ساعة واحدة على الاقل في الاسبوع، هن اقل احتمالا للاصابة بالسكتة الدماغية من النساء اللواتي لا يمارسن التمارين البدنية ابدا. وكلما كانت الخطوات اسرع، كلما كانت احتمالات الخطورة اقل. ومن شأن النشاط البدني ان يساعد في التحكم بالوزن ويجعل الدم اقل عرضة للتخثر. كذلك فانه يخفض من ضغط الدم ويزيد من مستويات الكوليسترول الجيد.

ما الذي يتوجب علينا ان نفعله؟ مارس الرياضة او النشاط البدني المعتدل 30 دقيقة على الاقل في اغلب الايام. واذا مارست الرياضة فترة اطول وبشكل اكثر شدة فإنك ستحصل على فوائد صحية افضل. ومن امثلة النشاط الرياضي المعتدل السير بخطوات سريعة (ثلاثة الى اربعة اميال في الساعة) وركوب الدراجات الهوائية قاطعا مسافة خمسة الى تسعة اميال في الساعة والسباحة. وان حدث وكنت قد اصبت بسكتة دماغية فالتمارين الرياضية قد تساعدك على استعادة صحتك، وبالتالي تخفيض خطورة الاصابة بعارض آخر يتعلق بالشرايين والاوعية. حاول دائما ممارسة هذه التمارين الجسدية بشكل مستمر، او متراكم لمدة 20 الى 60 دقيقة ثلاثة الى سبعة ايام في الاسبوع. وان حصل وأصبت بإعاقة جراء سكتة دماغية تعاون مع اختصاصي في العلاج الطبيعي لتصميم برنامج يناسب وضعك الصحي.

* الوزن الصحي واستنادا الى نتائج الدراسة الصحية الخاصة بالنساء فان النساء البدينات من ذوات المؤشر الجسدي BMI ،30 وما فوق، هن 50 في المائة اكثر احتمالا للتعرض الى السكتة، من اللواتي يقع وزنهن في المدى الصحي (يكون المؤشر الجسدي اقل من 25). لكن الوزن الحالي ليس مصدر القلق الوحيد. فاضافة الوزن مهم ايضا. فلقد تبين من دراسة الصحة النسائية ان النساء اللواتي اضفن 22 الى 24 رطلا انجليزيا (الرطل 453 غراما تقريبا) عندما كن في سن البلوغ هن معرضات اكثر من غيرهن من اللواتي بقي وزنهن ثابتا، بنسبة 70 في المائة للاصابة بالسكتة الاقفارية.

الذي يتوجب فعله؟ ينبغي البقاء نشيطين وتناول وجبات صحية بسعرات حرارية لا تتجاوز ما يستهلك منها. وللحصول على فكرة عن عدد السعرات للحفاظ على الوزن الحالي، قم بضرب الوزن بالارطال الانجليزية بالرقم 15. ومثال على ذلك فان امرأة نشيطة بشكل معتدل تتطلب نحو 1950 سعرة حرارية (130 × 15 = 1950). واذا رغبت يا سيدتي في فقدان بعض الوزن خفضي مما تتناولينه من السعرات الحرارية بنحو 500 سعرة يوميا. واذا رغبت في عدم التمادي كثيرا في ذلك حاولي تناول 250 سعرة حرارية اقل يوميا، ومارسي نشاطا بدنيا معتدلا اضافيا مدته 30 دقيقة في اغلبية الايام. ولكن لا تحاولي ان يقل ما تتناولينه من السعرات الحرارية عن 1200 سعرة حرارية في اليوم، ما لم تكوني تحت اشراف خبير غذائي.

* التحكم بعوامل الخطورة وتأثير عوامل الخطورة الاخرى قد يتوقف على نمط الحياة والتاريخ الطبي. حاولي موازنة اخطار العلاج بالهرمونات. وكان قد جرى توقيف تجربة المبادرة التي قامت بها صحة النساء حول اضافة الـ «استروجين» الى الـ «بروجيستن» في عام 2002 نظرا الى مشاكل الاوعية والشرايين القلبية التي سببتها بين النساء اللواتي كن يتناولن هذا المزيج. ويجري الآن التوصية باستخدام علاج الهرمونات لفترة قصيرة فقط للتخلص من اعراض توقف العادة الشهرية، وبأقل جرعة مؤثرة ممكنة. ولكننا لا نعرف بعد ما اذا كانت الجرعات المنخفضة هي امينة ايضا. فاذا كنت ياسيدتي تفكرين بالعلاج بالهرمونات للسيطرة على الهبّات الساخنة، او اعراض توقف العادة الشهرية الاخرى، ابحثي الخطورة والفوائد مع الاختصاصيين الطبيين.

معالجة الرجفان الاذيني atrial fibrillation. والرجفان هذا هو عدم انتظام في ضربات القلب الذي قد يؤدي الى تكون الخثرات الدموية في الحجرتين العلويتين (الاذينين) من القلب. فاذا انطلقت احدى هذه الخثرات واستقرت في الشريان المؤدي الى الدماغ، فان ذلك قد يؤدي الى سكتة اقفارية. فادا كنت تشكين من هذا الرجفان فان الطبيب المختص قد يصف لك اما عقار «وارفارين» warfarin (كوامادين Coumadin) المسيل للدم والمذيب لخثراته، او الاسبرين الذي يجعل الصفائح الدموية اقل عرضة للتخثر. ومن شأن العقاقير التي تمنع تخثر الدم تخفيض خطر السكتات الاقفارية بنسبة 68 في المائة لدى الاشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.

* خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد

* ماهو الاكل الصحي؟

* التأكيد هذه الايام على اتباع نمط صحي في الاكل طوال الوقت بدلا من حساب السعرات الحرارية فقط، او تفادي اطعمة معينة. والوجبات الغذائية المفيدة للقلب والشرايين هي ذات دهونات مشبعة منخفضة، مع تفادي الدهونات المتحولة، وهي ينبغي ان تشمل الآتي: - ثلاث الى ست وجبات يوميا من الحبوب نصفها على الاقل من الحبوب الكاملة (على سبيل المثال الرز الاسمر غير المقشور والبرغل، والخبز المصنوع من الطحين الكامل مائة في المائة، والحبوب الكاملة التي يجري تناولها في وجبة الافطار الصباحية) بدلا من الحبوب المعالجة والمقشورة التي يصنع منها الخبز الابيض والارز الابيض والمعجنات (الباستا) المصنوعة من الطحين المكرر والمعالج.

- خمس حصص او اكثر يوميا من الفواكه والخضار. والفواكه الكاملة بدلا من عصيرها، والخضراوات الخضراء الداكنة والبرتقالية تميل عادة الى ان تكون غنية بالالياف والمواد الغذائية ومضادات الاكسدة.

- اربع وجبات اسبوعيا من المكسرات والبذور والبقوليات مثل الفول والفاصولياء والحمص والبازلاء المجففة. وبالامكان استخدام هذه الاطعمة كبديل للحوم والدواجن.

- وجبتان اسبوعيا على الاقل من السمك، لا سيما تلك الغنية بزيوت «اوميغا-3» مثل سمك السالمون والمكاريل. واذا كنت لا تستسيغ السمك جرب فول الصويا والـ «توفو» والجوز وبذر الكتان المطحون.

- كميات قليلة من الدهون الصحية كالتي نجدها في زيوت الزيتون والكانولا (دهون غير احادية التشبع) ودوار الشمس وزيوت الخضار الاخرى (زيوت متعددة غير مشبعة).

* هل يتوجب عليك تناول الأسبرين لمنع حصول السكتة الدماغية؟

* هل يتوجب عليك تناول الاسبرين لمنع حدوث السكتة الدماغية؟ اذا كنت قد اصبت بسكته اقفارية او نوبة قلبية فان جرعة صغيرة يوميا من الاسبرين باستطاعتها ان تخفض حصول نوبة، او سكتة ثانية. لكن دليل فوائد الاسبرين بالنسبة الى النساء الصحيحات متفاوتة. وفي عام 2005 قامت دراسة صحة النساء باختبار مفعول الجرعات المنخفضة اليومية من الاسبرين لدى النساء اللواتي يبلغن سن الـ 45 سنة وما فوق. وبصورة اجمالية فان النساء اللواتي تناولن الاسبرين خفضن من مخاطر السكتات الاقفارية (النوع الشائع جدا) بنسبة 24 في المائة، ومخاطر السكتات العابرة بنسبة 22 في المائة. لكن من ناحية اخرى ارتفعت مخاطر السكتة النزيفية بنسبة 24 في المائة. اما بالنسبة الى النساء اللواتي يبلغن الـ 65 سنة من العمر وما فوق، فان منافع الاسبرين بالنسبة الى القلب والشرايين كانت افضل. فقد انخفضت مخاطر النوبات القلبية بنسبة 34 في المائة والسكتات الاقفارية بنسبة 30 في المائة.

وبالنسبة الى النساء اللواتي هن اقل من سن الـ 65 سنة، فان مخاطر تناول الاسبرين بشكل منتظم (وما يسببه لهن من خدوش داخلية ونزيف معوي وزيادة مخاطر السكتة الدماغية النزيفية) قد تعادل منافعه المتواضعة. لكن بالنسبة الى النساء اللواتي هن في سن الـ 65 سنة وما فوق، والنساء الشابات، لكن لهن تاريخا عائليا راسخا من الامراض الشريانية والقلبية، فان عليهن مناقشة مسألة العلاج بالاسبرين (81 مليغراما من اسبرين الاطفال يوميا) مع اطبائهن.

* هل يتوجب معالجة الشريان السباتي المتضيق؟

* هل يتوجب معالجة الشريان السباتي carotid artery المتضيق؟ ان مهمة الشرايين السباتية في جانبي العنق ضخ الدم الى الدماغ. وقد تحدث السكتة لدى انغلاق احدهما. من هنا فإن الجراحة لازالة هذا العائق الذي يقوم بتضييق الشريان من شأنه تخفيض احتمالات عودة السكتة. وتدعى هذه العملية بـ «استئصال بطانة الشريان». وقد يتطلب الامر اجراء هذه العملية عندما يقوم التصوير بالموجات فوق الصوتية باظهار تضيق كبير للشريان السباتي وانخفاض تدفق الدم الى الدماغ حتى بالنسبة الى الشخص الذي لم يعان قبلا من سكتة دماغية او TIA. ومثل هذه العملية تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، بما في ذلك احتمالات التسبب في نوبة قلبية، او سكتة دماغية، فاذا اشير اليك بضرورة اجراء مثل هذه العملية، فإنه من الضروري الحصول على رأي طبي ثان.