«الاضطرابات اللغوية» المصاحبة لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة

مشاكل اللغة وتأخر الكلام والتعبير قاسم مشترك بين الأطفال المصابين

طفل مريض تحت العلاج في مركز جدة للنطق والسمع («الشرق الاوسط»)
TT

ازداد الاهتمام حول العالم في الآونة الأخيرة بحالة «اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة» الصحية. وكانت الأدبيات المتعلقة بهذه الحالة قد أخذت في الظهور في المحافل الطبية منذ بدايات القرن الماضي، واطلقت التسمية عليها وتم والتعريف بها بشكل دقيق في عام 1987، حيث تركز مجال البحث في العقود الثلاثة الأخيرة على الاهتمام بمجالات التشخيص والعلاج والتدخلات الدوائية. تحدث الى «الشرق الأوسط» الدكتور وائل عبد الخالق الدكروري استشاري أمراض النطق واللغة، بورد أميركي، رئيس قسم أمراض النطق واللغة بمركز جدة للنطق والسمع، موضحا أن نسبة الإصابة باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، وفقاً للاحصاءات المعتمدة من قبل الجمعية الأميركية للطب النفسي، تصل إلى 10% في الأطفال و6% في البالغين. وقد أظهرت الدراسات الإحصائية المقارنة بأن لكل 250 حالة يتم تشخيصها في الولايات المتحدة هناك حالة واحدة فقط في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا مجتمعين، كما أشارت إلى ارتفاع نسبة التشخيص باضطرابات قصور الانتباه وفرط الحركة إلى 400% منذ عام 1988. ويقدر عدد الأطفال المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، بالولايات المتحدة وحدها، بحوالي خمسة ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين الرابعة والسابعة عشرة.

* تشتت ونشاط ويعرف اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (AD/HD) تبعا للدليل التشخيصي والإحصائي للاَضطرابات النفسية في طبعته الرابعة المنقحة والصادرة في عام 2000 بأنه اضطراب تطوري يستلزم وجود الأنماط السلوكية التالية: ضعف الانتباه (Inattention)، الاندفاع والتهور (Impulsivity), الحركة المفرطة (Hyperactivity) مع مراعاة تغير درجات الظهور مما يعني أن يطغى أحد هذه الأنماط على باقي السلوكيات، والذي يفسر وجود أربعة أنواع من اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة:

النوع الأول: تكون فيه مشاكل الانتباه سائدة على باقي الأعراض ويتمثل ذلك بضعف الانتباه وصعوبة التركيز وسهولة التشتت.

النوع الثاني: تكون فيه مشاكل فرط الحركة والاندفاعية سائدة على باقي الأعراض ويتمثل ذلك بالحركة الزائدة وصعوبة التحكم في سلوكيات هذا الطفل والسيطرة عليه بالإضافة للتهور الشديد.

النوع الثالث: تظهر فيه الأنماط السلوكية الثلاث بشكل متساوٍ وكاف لأجراء التشخيص ويتمثل بظهور جميع الأنماط بشكل واضح.

النوع الرابع: غير مكتمل المعالم حيث يظهر عند الطفل بعض الأعراض ولكنها غير كافية للتشخيص.

* الأعراض والخصائص يقول الدكتور الدكروري ان أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة تبدأ في الظهور قبل سن السابعة وقد تظهر بشكل واضح في سن الثلاث سنوات، ويجب أن تظهر الأعراض في بيئتين مختلفتين (البيت والمدرسة) لمدة الستة أشهر السابقة لعملية التقييم. إن اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (AD/HD) اضطراب مزمن يستمر مع الإنسان طوال حياته حيث تستمر الأعراض عند 70% من المصابين مع ملاحظة اختلاف نمط ظهور الأعراض تبعا للفئة العمرية. وتمثل نسبة الإصابة بين الذكور 3 ـ 4 أضعاف الإصابة بين الإناث.

وفيما يلي بعض الخصائص المميزة لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة عند الطفل:

- التململ الدائم والتلوي في المقعد (غير مرتاح)، مع صعوبة البقاء جالساً عندما يطلب منه ذلك.

- التسرع في الإجابة حتى قبل إنهاء السؤال، والتحول السريع من نشاط غير مكتمل لآخر.

- صعوبة اتباع الأوامر، صعوبة استمرار التركيز، ضعف الذاكرة، سهل التشتت.

- الإفراط في الحديث، مقاطعة الآخرين، صعوبة اللعب الهادئ أو انتظار الدور.

- تكرار التعرض لحوادث خطرة لعدم إدراك العواقب، وفقدانه أشياء مهمة.

- الاندفاع، التهور، سهولة الاستثارة، ويبدو وكأنه لا يستمع إليك. وعليه فملاحظة هذه السلوكيات على الطفل تستلزم التقييم من قبل فريق متخصص يتكون من طبيب أمراض نفسية واختصاصي نفسي واختصاصي أمراض نطق ولغة وتخصصات أخرى عديدة حسب طبيعة كل حالة واحتياجاتها. ويجدر التنويه، هنا، إلى ضرورة عدم التسرع في التشخيص حيث يتطلب ذلك الكثير من الوقت والملاحظة من متخصصين يحتاجون للكثير من المعلومات من الأهل والمعلمين.

* الأسباب يشير الدكتور الدكروري الى أن الأبحاث أظهرت أن 60 ـ 70% من الأطفال المصابين يأتون من أسر يوجد بها فرد واحد على الأقل تم تشخيصه باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة. ومنها ما يتعلق بالمخ حيث أثبتت الدراسات وجود علاقة قوية بين ظهور الأعراض وقصور في الفص الأمامي بالمخ والموصلات العصبية. كما أن هناك ما يتعلق بالعوامل البيئية من مراحل الحمل والولادة وما بعد الولادة.

وبالنسبة للعوامل التي تتعلق بالغذاء فلقد أثبتت بعض الدراسات علاقة اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة وبين المواد الحافظة والصبغيات التي تضاف للمواد الغذائية في حين نفت العلاقة بين السكريات وبين الإصابة باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة ولكنها تؤدي إلى ارتفاع مستوى النشاط الحركي بشكل عام.

* الاضطرابات التواصلية ويضيف الدكتور الدكروري أن الاضطرابات التواصلية Communication disorders تعتبر القاسم المشترك الأعظم بين الأطفال المصابين بقصور الانتباه، وقد أظهرت الدراسات أن 85% من الأطفال المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة يعانون من أحد مشاكل اللغة والكلام المختلفة وأن 35% يعانون من تأخر في بداية الكلام كما أن 54% يعانون من مشاكل في اللغة التعبيرية أكثر من اللغة الاستقبالية. وسنتناول الآن بعض هذه الاضطرابات:

* اللغة الاستقبالية (المهارات المتعلقة بفهم اللغة):

- ضعف الحصيلة اللغوية على المستوى المتقدم (المترادفات، الكلمة وعكسها).

- تأخر الاستجابة المطرد.

- صعوبة فهم الاستعارات ( المعنى الحرفي).

- ضعف الذاكرة.

* اللغة التعبيرية (المهارات المتعلقة باللغة التعبيرية الملفوظة):

- قصر الجمل المستخدمة.

- أخطاء نحوية وصرفية عديدة.

- صعوبة إيجاد الكلمات.

- أخطاء في استخدام الكلمات مترادفة.

- صعوبة استخدام المعاني غير الحرفية بطريقة مقبولة.

* اللغة الوظيفية والعملية (المهارات المتعلقة بالاستخدام الصحيح للغة):

- صعوبة الاتصال البصري.

- صعوبة تبادل الأدوار.

- الانتقال غير المنطقي من موضوع لآخر.

- صعوبة ابتداء أو إنهاء حديث.

- صعوبة طلب معلومات محددة (تفاصيل).

- صعوبة رد التحية أو الابتداء بها.

- صعوبة عمل صداقات.

- السلوك التعاوني خلال الأنشطة.

- كيفية التعامل مع الأحداث.

- كيفية التعبير عن الآراء.

- لغة الجسد المصاحبة للكلام ومدى منطقيتها وملاءمتها.

- التصرفات وسط الجماعات.

* المهارات السمعية (المهارات المتعلقة بمعالجة المعلومات السمعية):

- حساسية زائدة للضوضاء.

- صعوبة إدراك وفهم الكلام أثناء وجود ضوضاء.

- قصور في الذاكرة السمعية للأوامر والأنشطة المتسلسلة.

- إعادة أو تنفيذ آخر مرحلة من الأمر وعدم تذكر ما قبله.

- سهولة التشتت من أي ضوضاء.

من الجدير بالذكر أن عملية التأهيل هي عبارة عن منظومة يدخل فيها العديد من التخصصات المختلفة يأتي في مقدمتها اختصاصي أمراض النطق واللغة، حيث يتبلور دوره في عملية التقييم التي تستهدف تحديد مواطن الضعف في المهارات اللغوية ويلي ذلك عملية التأهيل التي تستهدف تطوير أوجه القصور في الأداء اللغوي.

* معلومات حول الأطفال المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة 80% يعانون من صعوبات التعلم.

35% يفشلون في إتمام المرحلة الثانوية.

5-10% فقط يتمكنون من إتمام المرحلة الجامعية.

51-69% يعانون من اضطرابات سلوكية.

40% حالات تدخين مبكر.

35% -52% يعانون من قصور في التناسق الحركي.

81% يعانون من اضطرابات النوم.

35% يعانون من حالات اكتئاب.

48% يعانون من صعوبة في ابتداء علاقات اجتماعية.

* مواقع الكترونية مفيدة الجمعية الأميركية للنطق والسمع: www.asha.org الجمعية الوطنية الأميركية لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة: www.add.org الأطفال والبالغون ذوو اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة: www.chadd.org مركز المعلومات الوطني لاضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة: www.help4ADHD.org الجمعية الأميركية لصعوبات التعلم: www.ldanatl.org المعهد الوطني للصحة النفسية: www.nimh.nih.gov مركز المعلومات والخدمات الوطني لاضطرابات قصور الانتباه وفرط الحركة بالمملكة المتحدة: www.addiss.co.uk