الزائدة الدودية.. أهميتها وضرورات استئصالها

قد يصعب تشخيصها أحيانا وعمليتها الجراحية لا تخلف أي مضاعفات

TT

يعتبر استئصال الزائدة الدودية حالة من الحالات الجراحية الحادّة والطارئة، ومن أكثرها شيوعا في منطقة البطن. وقد يصيب التهاب الزائدة الدودية أي شخص في أي عمر لكنّه يحدث في أغلب الأحيان بين أعمار 10 و30 سنة. وعلى الرغم من أنّ الزائدة يبدو أن لها وظيفة في جسم الانسان، إلا أنه يجب أن تزال وتستأصل متى ما أصيبت بالالتهاب وإلا فستنفجر داخل البطن وتصبح قاتلة. ويتوفى في الولايات المتحدة حوالي 300 إلى 400 أميركي بسبب التهاب الزائدة الدودية كلّ سنة، وذلك استنادا إلى تقارير مراكز مكافحة ومنع الأمراض في أتلنتا، والتي تشير أيضا الى أنه قبل سنتين، أدخل المستشفيات حوالي 321,000 أميركي بسبب التهاب الزائدة الدودية. وتصبح الزائدة المصابة بالالتهاب مميتة بسرعة، فبعض الناس يموتون بمرور الوقت إذا لم تتم إزالتها.

* حقيقة الزائدة

* لأجيال مضت، كان ينظر للزائدة كجزء من الأمعاء زائد عن الحاجة، عديم الوظيفة، عديم الفائدة، مزعج، يتم رفضه واستئصاله. وكان الجرّاحون يقومون بإزالة الزائدة الدودية كعمل دوري روتيني، ويعيش الناس بعدها ومن دونها بشكل مريح.

أما الآن، فبعض العلماء يعتقدون بأنّهم أوضحوا الوظيفة الحقيقية للزائدة، بأنها تأوي وتحمي الجراثيم المفيدة والجيّدة للأمعاء. وتبدو وظيفة الزائدة متعلّقة بالكمّية الهائلة للبكتيريا التي تقطن الجهاز الهضميّ البشري.

واستنادا إلى دراسة، قام بها البروفسور بيل باركر أستاذ الجراحة مع مجموعة من الجراحين وأخصائيي المناعة في كليّة جامعة ديوك الطبيّة ونشرت في مجلّة علم الأحياء النظري، فإن البكتيريا توجد، في الوضع المثالي للجسم، بأعداد كبيرة تفوق عدد خلايا الجسم البشري، ويعتبر أغلب البكتيريا من النوع الجيّد الذي يساعد على هضم الغذاء. وتعمل الزائدة كمنزل آمن جيّد للبكتيريا، خاصة إذا نظرنا الى موقعها بين الامعاء الغليظة في طريق تدفّق الغذاء والجراثيم في الامعاء ولها نهاية مسدودة.

قد تموت مجموعة من هذه البكتيريا في الأمعاء أو تطرد خارج الجسم كما في حالات الاسهال مثل الكوليرا أو الزحار الأميبي مما يفقد الجسم البكتيريا المفيدة بالامعاء، وتكون وظيفة الزائدة، في تلك الحالة، أن تتصرّف مثل مصنع للبكتيريا، تزرع الجراثيم الجيدة لتعيد تشغيل النظام الهضميّ.

* التهاب الزائدة

* هل هناك مضاعفات طويلة المدى تنتج من استئصال الزائدة الدودية؟

إن الأمر غير واضح ما إذا كان للزائدة دور مهم في الجسم عند الأطفال والبالغين الأكبر سنّا. ولكن المؤكد أنه ليس هناك مشاكل صحية كبيرة طويلة المدى تنتج من إزالة الزائدة ولو أنّه لوحظت أن هناك زيادة طفيفة في بعض الأمراض، على سبيل المثال، مرض كرون (التهاب في جدار الأمعاء الدقيقة يؤدي إلى زيادة حركة الأمعاء والإسهال، أسبابه مجهولة وله علاقة بالمناعة، ليس له علاج وقد يختفي ذاتياً).

ما الجديد حول التهاب الزائدة الدودية؟ لقد افترض، حديثا ، أنّ حدوث بعض نوبات من الأعراض الشبيهة بالتهاب الزائدة الدودية، خصوصا الأعراض المتكرّرة، قد تكون بسبب حسّاسية متزايدة من الأمعاء والزائدة نفسها ناتجة عن نوبات متكررة من الالتهاب.

وذلك يعني أن الأعراض المتكرّرة ليست بسبب نوبات متكرّرة من الالتهاب، بل إن الالتهاب المسبق يجعل أعصاب الأمعاء والزائدة أو النظام العصبي المركزيّ الذي يغذيها أكثر حسّاسية للمحفّزات الطبيعية عن الالتهاب.

* حقائق علمية عن استئصال الزائدة الدودية

* الزائدة الدودية هي جزء صغير من الجهاز الهضمي يشبه الدودة معلق بالقولون.

يحدث التهاب الزائدة الدودية عندما تغزوها البكتيريا وتصيب جدار الزائدة.

المضاعفات الأكثر شيوعا لالتهاب الزائدة الدودية حدوث خرّاج والتهاب بريتوني (التهاب الغشاء المغلف للامعاء).

إنّ الظواهر الأكثر شيوعا لالتهاب الزائدة الدودية حمّى، ألم خصوصا في البطن.

إن تشخيص التهاب الزائدة الدودية عادة ما يعتمد على أساس تأريخ المرض والفحص الاكلينيكي (السريري). وعلى أية حال، فإن تحليل خلايا الدمّ البيضاء، تحليل البول، الأشعّة السينية للبطن، حقنة باريوم شرجية، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية وتنظير البطن أيضا قد تكون مساعدا في التشخيص.

قد يكون صعبا تمييز التهاب الزائدة الدودية من بين أمراض البطن والحوض الأخرى، بسبب حجم وموقع الزائدة المختلفين، وقرب الأعضاء الأخرى منها.

علاج التهاب الزائدة الدودية يكون عادة بالاستئصال الجراحي للزائدة، ثم اعطاء المضادّات الحيوية.

مضاعفات استئصال الزائدة الدودية تشمل عدوى الجرح وتكوين خرّاج في ذلك المكان.