بين الصواب والخطأ

TT

* لقاح الروتا.. قريبا!

* من الأخطاء الشائعة في كثير من دول العالم، خاصة النامية منها، عدم الاهتمام بتطبيق وسائل الوقاية من الأمراض المعدية وفي مقدمتها حالات الاسهال والنزلات الحادة للجهاز الهضمي، خاصة المتسببة عن فيروس روتا، والتي تسببت في ألوف الوفيات في مختلف بلاد العالم.

تشير الاحصاءات الصادرة من مكتب منع ومكافحة الأمراض CDC بأتلنتا أن فيروس روتا يقتل ما يقدر بـ 611000 طفل في جميع انحاء العالم كل سنة، والغالبية العظمى منهم في افريقيا وآسيا، وتؤكد أن الحصول على جيل جديد من اللقاح عن طريق الفم ضد هذا المرض سيقابل بترحيب بالغ من العاملين في الرعاية الصحية بكافة بقاع العالم. وقد اظهرت نتائج دراسة اوروبية كبيرة، نشرت نتائجها أخيراً في مجلة «لانسيت»، أن اللقاح عن طريق الفم فعال لدرجة كبيرة ضد انواع فيروس الروتا الخمسة الاكثر شيوعا (G1, G2, G3, G4 and G9) المسؤولة عن 98 في المئة من حالات النزلات المعوية بسبب فيروس الروتا. ووجد الباحثون في هذه الدراسة انه بعد جرعة واحدة من اللقاح، فقط 24 من اصل 2572 رضيعا، سبق أعطاؤهم اللقاح، تعرضوا للاصابة بنزلات معوية بسبب فيروس روتا بالمقارنة مع 94 من اصل 1302 أعطوا علاجا وهميا ، وبهذا وصلت كفاءة اللقاح إلى 87.1 في المئة. أما عن فعالية اللقاح بعد جرعتين على مدى موسمين من عدوى فيروس الروتا فكانت لا تزال مرتفعة لحوالي 78.9 في المئة وكانت في 90.4 في المئة موجهة ضد حالات شديدة من النزلات المعوية لفيروس الروتا. إن من المأمول فيه أن لا يؤدي هذا اللقاح الى خفض كبير في أعباء ومخاطر فيروس الروتا فحسب، ولكن ايضا في النزلات المعوية الشديدة وحالات الاسهال خلال العامين الأولين من حياة الأطفال، عندما يتم دمجها ضمن جداول التحصين الروتينية للرضع، بعد أن ثبتت فعاليته في الحماية ضد فيروس الروتا المسبب الأول والاكثر شيوعا للاسهال الحاد في الاطفال الصغار. وسوف يتم تعميم اعطاء هذا اللقاح في افريقيا واسيا بعد الانتهاء من دراسات تطبيقه في هذه المناطق.

* تناول الطعام خارج المنزل

* من الأخطاء الشائعة أن نطلق لشهواتنا العنان ونترك لها اختيار أصناف الطعام عندما تظطرنا الظروف لتناول الطعام خارج المنزل، بعيدا عن النظام الغذائي الذي اعتدنا عليه بالمنزل، مما يتسبب في اصابتنا بالتخمة الغذائية ومختلف الاضطرابات في الجهاز الهضمي، اضافة الى الخلل في الرجيم الذي نطبقه إما للمحافظة على اللياقة البدنية أو من أجل التخسيس وفقدان الوزن الزائد. بالفعل فأغلبية الناس يصعب عليهم الالتزام بنوع الطعام الموصوف لهم من قبل اختصاصي التغذية أو حتى اختيار أصناف مقاربة في السعرات الحرارية المسموح بتناولها وذلك عندما يتناولون الطعام خارج المنزل. قسم التغذية بوزارة الزراعة بالولايات المتحدة، المسؤول عن توفير أصناف الطعام في محلات تقديم الوجبات، يقترح على الاشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا معينا ويضطرون لتناول إحدى وجباتهم خارج المنزل أن يتبعوا المقترحات التالية: - أن يهتم الشخص بطلب الماء أولا وقبل كل شيء، ثم أن يختار من السوائل الأخرى حليبا قليل أو منزوع الدسم، ومن الشاي غير المحلى، ومن المشروبات الأخرى المنخفضة في سعراتها الحرارية وفي محتواها من السكر. - أن يطلب الشخص بعد ذلك طبقا من السلطة كصنف من مجموعة المقبلات، والهدف من كل ذلك أن نساعد على ملء المعدة قبل وصول الوجبة الرئيسية والتي تكون عادة طبقا دسما. - أن نبتعد ما أمكن عن طلب الصلصات وأنواعها التي تشجع على تناول المزيد من الطعام.

- أن يحتوي الطبق الرئيسي على كمية من الخضراوات. - أن يكون الطبق الرئيسي صنفا مطهيا على البخار أو الفرن أو الشوي، وأن نبتعد عن المقليات. - أن يتوخى الشخص في طلبه صغر الحجم وقلة الكمية، ويمكن طلب إحدى وجبات الأطفال بدلا من الوجبة العادية الخاصة بالكبار. - وأخيرا يفضل اختيار الأصناف من قائمة الطعام، بدلا من الاختيار من البوفيه.

هذه الاحتياطات تضمن للشخص، الى حد ما، أن يكون ملتزما بالحمية الغذائية من دون احداث خلل كبير فيها.

* سلوكيات الآباء.. وصحة الأبناء

* من الأخطاء الشائعة بين الآباء والأمهات عدم الاهتمام بسلوكياتهم الخاطئة التي يمارسونها خلال فترة الحمل، ولا يأبهون بالعواقب والتبعات التي تحدث للأبناء من جراء ذلك بالرغم من تنبيه الأطباء والعاملين الصحيين. وأن الآباء النشيطين يمكن أن يشجعوا ابناءهم لأن يكونوا نشيطين بدنيا مثلهم.

ومما يؤيد ذلك بالأدلة والبراهين العلمية، دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الاميركيين والبريطانيين في جامعة بريستول على أكثر من 4451 طفلا من 10 و11 سنة من العمر ونشرت يوم الجمعة الماضية في المجله البريطانية «لانسيت»، وكان هدفها رصد على الاقل 10 ساعات في اليوم على مدى ثلاثة ايام، لتتبع شدة وتواتر ممارستهم البدنية والنفسية واستخدم للقياس جهاز قياس السرعة Accelerometers الذي ثبت على كواحل الأطفال. وطلب من الاطفال ايضا تسجيل الوقت الذي يسبحون فيه أو يركبون الدراجات لأن الاجهزة لا ترصد هذه الانشطة بدقة. وشملت هذه الدراسة ممارسة الأم للمشي أو السباحة اثناء الحمل، وممارسة الاب للتمارين البدنية عندما بلغ الطفل 21 شهرا من العمر، كذلك تدخين الأم أثناء الحمل، وتدخين الأب في سن مبكرة. الباحثون بعد ذلك قارنوا النتائج التي حصلوا عليها من الدراسة بالمقابل مع تصريحات الآباء والامهات عن سلوكياتهم خلال تلك الفترة وعن مستوى النشاط البدني الذي يمارسونه. ومن المدهش في نتائج هذه الدراسة أن الاطفال من آباء مدخنين كانوا يميلون الى الحركة الزائدة ويظهرون نشاطا بدنيا أكثر بقليل من أطفال الآباء الذين لا يدخنون. إن استنتاجات هذه الدراسة سوف تستخدم لوضع استراتيجيات مهمة ولازمة للحد من الامراض التي تصيب الأطفال في مرحلة من مراحل عمرهم، مثل السمنة وداء السكري وامراض القلب والاوعية الدموية وغيرها. ويمكن أن تساعد هذه النتائج أيضا مسؤولي الصحة على توفير مبادئ توجيهية للاباء حول العوامل التي ثبت أن لها تأثيرا في صحة الأبناء ومستقبلهم.