حازت دراسة سعودية نوقشت اخيرا في المؤتمر السعودي العالمي الثامن عشر لطب الأسنان الذي عقد في مدينة الرياض، تحمل عنوان «أساليب ممارسة علاج اللب وعصب الأسنان في المملكة العربية السعودية»، على جائزة أفضل بحث علمي لأطباء الأسنان حديثي التخرج خلال المؤتمر.
تحدث الى «الشرق الأوسط» الدكتور زهير صالح نتو الطبيب المعيد في شعبة صحة الأسنان في المجتمع بجامعة الملك عبد العزيز والباحث الرئيس في الدراسة، الذي أشار الى أن هدف هذه الدراسة تحديد الطرق المستعملة في علاج لب السن من قبل أطباء الأسنان في مدينة جدة، والتي ستوضح أين يوجد الضعف، كما تهدف إلى إيجاد قاعدة بيانات لتطوير برامج خاصة متعلقة بعلاج لب السن.
ولتحقيق هذا الهدف قام الدكتور نتو بعمل استبانة لأجل الدراسة وزعت على 205 اطباء، اختيروا عشوائياً. اشتملت على 23 سؤالا وصممت لاختبار وعي الأطباء حول الأدوات الجديدة والتقنيات المعاصرة في ممارسة علاج لب الأسنان، وحللت الاستبانات المكتملة على شكل بيانات احصائية موجزة.
وجد الباحث أن 85% من المشاركين في الدراسة قد أجابوا على هذه الاستبانة، 40% منهم يعملون في القطاع الخاص و48% في القطاع الحكومي، و12% في القطاع الأكاديمي، وجميعهم يمارسون علاج العصب ولب السن.
وكان من تلك النتائج أن 91% من الأطباء يأخذون او يجددون تاريخ المريض الطبي Medical History قبل بدء علاج العصب، وهي علامة جيدة نظراً لارتباط عدد كبير من الأمراض كالسكري وأمراض القلب وفقر الدم وغيرها بطب الأسنان. وعندما يعاني المريض من أحد الأمراض السابقة فإن هذا يتطلب تدابير معينة من قبل أطباء الأسنان ولكن في المقابل يوجد حوالي 1% فقط ممن يجدد تاريخ المريض الطبي إذا وجد الوقت المناسب.
كما وجد الباحث الدكتور نتو أن غالبية الأطباء (79%) يستخدمون الطريقة التقليدية back-Step عند تحضير القناة، و10% فقط يستخدمون أدوات حديثة مثل NiTi (نيكل تيتانيوم) في تحضير القناة، كما كان حوالي 70% من الأطباء يستخدمون مادة NaOCl (الصوديوم هايبوكلورايد) المعقمة وذات القدرة العالية على قتل الكائنات الدقيقة داخل القناة.
وهناك 47% من الأطباء لم يستعملوا أية أدوات بين الزيارات، كما أن طريقة التكثيف الجانبي البارد Cold Compaction Technique هي الطريقة المفضلة في حشو قنوات الجذر لدى 86% من الأطباء على الرغم من أنها لم تثبت فعاليتها مقارنة بطرق أخرى مثل: طريقة التكثيف الرأسي Vertical Compaction، الحراري Thermafill، نظام – ب System B ، أوبتورا -2 Obtura II.
واستخدم 3% فقط أدوات تكبير لرؤية القنوات بوضوح، واستخدم 20% فقط الطرق الالكترونية الحديثة في تحديد طول القناة، بينما استخدم الباقون الأشعة فقط أو الاحساس اليدوي التقليدي لتحديد طول القناة.
وتبين أن 81% من الأطباء يقومون بتغطية السن بالتاج (تركيبة تعويضية) مباشرة بعد الانتهاء من علاج العصب بغض النظر عن كمية الأجزاء المتبقية من السن.
كما أن حوالي 47% من الأطباء يقومون بتحويل الحالة إلى طبيب اختصاصي في علاج العصب ولب الجذور إذا قاموا بأي خطأ طبي في السن، بينما يستخدم حوالي 41% مادة معدنية حديثة سادة للخطأ الطبي مثل MTA (MINERAL TRIOXIDE AGGREGATE) أو ماء الجير أو الجير المطفي Slaked lime وهي عبارة عن مادة قلوية حارقة هي هيدروكسيد الكالسيوم Ca (OH)2، في حين يلجأ حوالي 11% إلى خلع السن إذا حدث فيه خطأ طبي أثناء علاج الجذر.
لقد كشفت هذه الدراسة استخدام أغلب الأطباء (80%) أجهزة الكترونية حديثة Rotary Files في عياداتهم اليومية، بينما استمر 19% في تحضير القناة بالطرق اليدوية التقليدية Hand Files.
كما أوضح هذا البحث أن أكثر أطباء الأسنان في مدينة جدة (89%) يعالجون حالات حدوث نوبة احتدادية Flare Up بوصف المضادات الحيوية او المسكنات، و59% يواجهون أحياناً مشاكل في السيطرة على الألم خلال العلاج.
يقول الدكتور نتو أن هذه الدراسة اوضحت أن حوالي 85% من الأطباء لا يقومون بأي عملية جراحية لعلاج العصب ولب السن وأن هناك اختلافات في الكتب الدراسية التي يفضلون الرجوع إليها نتيجة اختلاف الجامعات والكليات والتي يقرر كل منها منهجاً مختلفاً.
وأخيرا خلص البحث الى أنه يبدو أن هناك إدراكاً جيداً لدى بعض أطباء الأسنان في المملكة العربية السعودية من حيث الطرق المستخدمة في العلاج، ولكن لا يزال البعض الآخر يستخدم الطرق التقليدية اثناء علاج قنوات الأعصاب والتي ليست مدعومة بأية أبحاث علمية حالياً.