«حاصرات بيتا».. هل تنفع في علاج القلب وارتفاع ضغط الدم؟

عقاقير متعددة الأغراض رغم اختلاف استجابة المرضى لها

ممرضة تجري تخطيطا للقلب لمريض يعاني من آلام في الصدر في مستشفى بالميتا ريتشلاند في كولومبيا بولاية كارولينا الجنوبية الأميركية (كي آر تي)
TT

انها من العقاقير المرنة ولها سجل حافل، لكن هل يتوجب عليك التعويل على حاصرات بيتا لعلاج ارتفاع ضغط الدم؟..

وتعرف «حاصرات بيتا» Beta blockers ايضا باسم «حاصرات الأدرينالية الفعل» beta-adrenergic blockers او «مضادات بيتا» beta antagonists، وهي من اقدم ادوية القلب. وكان «بروبرانولول» (انديرال Ideral) Propranolol العلاج الاول في هذه الفئة قد جرى تطويره في اواخر الخمسينات. وجاء بعد ذلك العديد من أنواع هذا العقار بما في ذلك الـ «أتينولول» (تينورمين Tenormin) atenolol و«بيسوبرولول» (زيبيتا Zebeta) bisoprolol و«ميتوبرولول» (لوبريسور، توبرول إكس إل Lopressor, Toprol XL) metoprolol. واذا كنت غير متأكد ما اذا كان الدواء هو من حاصرات بيتا، اكشف على اسمه التجاري، لان جميع حاصرات بيتا تنتهي بأحرف «لول».

ويقوم التفكير الاتوماتيكي، الذي هو جزء من الجهاز العصبي الذي يتحكم بالفعل العضلي اللاارادي، بتنظيم ضربات القلب. اما الأدرينالين Adrenaline (الذي يدعى ايضا «إبينيفرين» epinephrine) ومادة كيميائية اخرى شبيهة تدعى «نورببينيفرين» norepinephrine، فيلعبان دورا كبيرا في النظام العصبي ذي التفكير الاتوماتيكي، عن طريق العمل على مستقبلات محددة تدعى مستقبلات بيتا. وعندما يتعلق الادرينالين على تلك المستقبلات في خلايا عضلة القلب، يبدأ القلب بالنبض بسرعة وبشكل اكثر قوة محاولاً رفع ضغط الدم.

و«حاصرات بيتا» هي مضادة للادرينالين، وتعمل عن طريق منع الادرينالين من العمل على مستقبلات بيتا، ونتيجة (تناولها) هي ضربات قلب بطيئة (احيانا بحدود 50 ضربة في الدقيقة مقارنة بـ 60 ضربة او اكثر بالنسبة الى اغلبية البالغين) مع كمية اقل من الدم يجري ضخها مع كل ضربة. وينخفض ضغط الدم وينخفض الحمل على القلب.

* استخدامات متعددة لقد تحولت حاصرات بيتا الى ما يشبه «الفهيم في جميع المهن» كما يقول المثل. فهي علاوة على كونها معروفة في علاج ضغط الدم العالي، فانها تستخدم ايضا لعلاج الذبحة القلبية angina (آلام في الصدر تنتج عن حصول العضلة القلبية على كفايتها من الاوكسجين)، واضطراب نظم القلب المتنوعة arrhythmias (مثل الرجفان الاذيني)، وفشل القلب الاحتقاني congestive heart failure (ضعف عمل ضخ القلب). واذا كنت قد اصبت بنوبة قلبية فإن تناول حاصرات بيتا يعتبر واحدا من افضل الاساليب لمنع حصول نوبة ثانية. واذا كنت ستجري جراحة المجازة القلبية (جراحة القلب المفتوح)، فإن تناول «حاصرات بيتا» قبل العملية من شأنه كما يبدو، تخفيض المضاعفات التي قد تحصل، وبالتالي تحسين فرصة العيش والبقاء.

وكان الجراحون قد شرعوا في استخدام «حاصرات بيتا» في الحالات الاخرى التي لا تمت بصلة الى القلب. ويقوم المرضى عادة بالشروع في تعاطيها قبل اجراء العملية الجراحية، كذلك في اعقاب العملية بعدة ايام. وخلال العملية تعطى «حاصرات بيتا» بشكل مستمر في الوريد.

* شكوك قليلة وحتى بعيدا عن العمليات، تستخدم «حاصرات بيتا» لعلاج كل شيء، من الرعاش الى الخوف والتهيب من الوقوف على المسرح.

وكانت بعض نتائج الدراسات قد ألقت بعض الشكوك القليلة على «حاصرات بيتا». وكانت الاختبارات القلبية البريطانية الاسكندنافية عبارة عن دراسة كبيرة، قارنت خليطا من مثبطات انزيم الأنجيوتنسين (ACE) ومثبطات قناة الكالسيوم، مع خليط من «حاصرات بيتا» ومدرات «ثيازيد» للبول. وفي عام 2004 قام الباحثون بتوقيف هذه التجارب باكرا لكون ACE وحاصرات قناة الكالسيوم، اثبتا انهما اكثر فعالية في منع الاصابات القلبية والشريانية، لا سيما النوبات القلبية.

وفي عام 2006 كشف الدكتور ايريك تايلور الباحث في الكلية الطبية في جامعة هارفارد ورفاقه النقاب عن نتائج اظهرت ان تناول «حاصرات بيتا» مع مدرات «ثيازيد» من المحتمل ان تؤدي الى مرض السكري، في حين ان مثبطات انزيم الانجيوتنسين ومثبطات قناة الكالسيوم لا تحمل اي خطورة للاصابة بالسكري.

* العثور على الأفضل وصف طبيب القلب الماليزي الدكتور ها. ت. اونج في مجلة «بي إم جاي» (المجلة الطبية البريطانية) المنافع المختلفة والاستخدام الافضل لانواع «حاصرات بيتا». وبعضها مفيد بشكل خاص لعلاج الفشل القلبي الاحتقاني، وبعضها الآخر في الحيلولة دون معاودة النوبات القلبية، كما ان بعضها الثالث مفيد في تخفيض احتمالات الامراض القلبية والشريانية. لكن الافراد يختلفون ايضا في ردود فعلهم على «حاصرات بيتا». وقد يكون العمر عاملا ايضا، إذ ان تحليلا لدراسات جرى نشرها العام الماضي في مجلة «الجمعية الطبية الكندية»، وجدت ان «حاصرات بيتا»، هي اقل فعالية بكثير لدى الاشخاص الذين تتجاوز اعمارهم الستين سنة.

ولاحظ كتاب تعليق نشر في مجلة «كلينيكال انفيستيغيشن» ان الوراثة لها دور ايضا في تقرير الاختلافات في شكل مستقبلات بيتا التي قد تكون السبب في اختلافات الاستجابة لـ «حاصرات بيتا». ومثل هذه الاختلافات قد تفسر الفروقات بين المجموعات العرقية للبشر. ومن الموثوق به جدا ان حاصرات بيتا هي اقل فعالية في معالجة الفشل القلبي لدى الاميركيين من الاصل الافريقي، من البيض، او من اصل اسباني او برتغالي.

ان «حاصرات بيتا» هي عقاقير متعددة الاغراض انقذت حياة العديد من البشر، او جعلتها افضل حالا. فإذا كنت تتعاطاها لعلاج ضغط الدم العالي، وهي فعالة، فإن جميع الخبراء يجمعون انه لا حاجة سريعة الى التحول الى عقار آخر. لكن بعض الاطباء لا يصفونها كخيار اول لدى تشخيص الاصابة بضغط الدم العالي، ما لم تكن هناك حالات اخرى قد يستفيد منها الشخص المعني من تناولها.

* خدمة هارفارد الطبية ـ الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد