أستشارات طبية

TT

* العسل والحلق والسعال > هل تناول العسل يُفيد في السعال أو ألم الحلق؟

الهام منصور ـ الكويت ـ نعم قد يُفيد تناول العسل في تخفيف نوبات السعال وفي تخفيف ألم الحلق لدى البعض، وقد لا يُفيد البعض الآخر. وحين الحديث عن استخدام المنتجات الغذائية الطبيعية في معالجة الأمراض، فإن الأساس هو أن يكون ثمة أدلة علمية تثبت جدواها. وهذا المنطق العلمي الطبي ينطبق على معالجة الأمراض التي تتطلب معالجة الأطباء لها بأمور محددة، لأن انصراف المرضى عن تناول ما ينصح الأطباء به وإقبالهم فقط على ما لم تثبت فائدته وحده في معالجتهم، قد يُعرضهم لعدم زوال ذلك المرض. أما حينما تكون ثمة أعراض مرضية لأحد أنواع الأمراض التي لا يُوجد نصيحة طبية خاصة بها، فإن للإنسان أن يتناول ما جربه البشر عبر العصور واستفادوا منه.

لذلك فإن حالات من نزلات البرد التي تتسبب بها الفيروسات، قد تُصاحبها أعراض مثل ألم الحلق أو العطس أو سيلان الأنف أو السعال. والأطباء لا ينصحون هؤلاء المصابين بتناول المضادات الحيوية، بل ينصحونهم بالراحة والإكثار من تناول السوائل وتناول أدوية معينة لتخفيف حدة تفاعلات الالتهابات في الجسم، مثل عقار باندول أو تاينيلول، أو تناول أدوية مضادة للحساسية.

وفي هذا كله لا تتعارض النصيحة الطبية هذه مع إقدام المريض على تناول شوربة الدجاج أو العسل الممزوج بالليمون أو الغرغرة بالماء والملح أو غير ذلك من العلاجات المنزلية التقليدية. إذْ المهم هنا هو ثبوت عدم ضرر تلك العلاجات المنزلية، وليس ثبوت جدواها، لأن هذه الأمور هي بالأصل أطعمة نتناولها يومياً، سواءً كنا سليمين أو مرضى.

لذا تتبنى بعض من الهيئات الطبية العالمية عدم ضرر تناول هذه العلاجات المنزلية، وتحديداً مزيج العسل والليمون والماء، وتذكرها نشرات المؤسسة القومية للصحة بالولايات والمتحدة ونشرات مايو كلينك في موقعهما للإرشادات والنصائح الطبية الموجهة لقراءة واطلاع عامة الناس.

أما في حالات مرضية أخرى مثل ارتفاع الكوليسترول أو ارتفاع الضغط، فإن ثمة حساسية طبية من وصف تناول علاجات منزلية مثل الثوم مثلاً لمعالجة تلك الحالات. وهنا يتم التشديد على عدم وجود أدلة علمية تثبت جدوى الثوم، برغم تكرار إجراء الدراسات الطبية لمحاولة معرفة أي فائدة له. والأسباب متعددة لهذا التشديد، أهمها أن أمراضاً مثل ارتفاع الضغط وارتفاع الكوليسترول قد تتسبب في تداعيات صحية خطيرة ما لم يتم علاجها بطريقة ثابتة الفائدة للوصول إلى ضبط تلك الارتفاعات، بخلاف حالات مثل ألم الحلق الفيروسي أو غازات البطن أو غيرها من الأعراض غير الخطيرة في تداعياتها.

هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإننا نتحدث عن العسل الذي أثبتت الدراسات الطبية الأميركية الأخيرة جدواه في خفض حدة السعال بالمقارنة مع أنواع شراب الكحة المعتادة، وهو ما سبق للدكتورة عبير مبارك عرضه في ملحق الصحة بـ «الشرق الأوسط» بتاريخ 6 ديسمبر (كانون الأول) 2007. وهو العسل الذي تواترت الدراسات الطبية في تأكيد احتوائه على مواد مقاومة للميكروبات، لدرجة أن ثمة مجموعات من الأطباء، في أوروبا والولايات المتحدة، تستخدمه في معالجة القروح لدى مرضى السكري وغيرهم، وهو ما تم عرضه أيضاً عدة مرات في ملحق الصحة بـ «الشرق الأوسط» ضمن جهود متابعة أخبار الدراسات الطبية عن العسل.

كما أن ثمة ميزة لمزج العسل بالماء وتركه لحوالي عشر دقائق قبل التناول، لان هذا يُسهم في تكوين كمية معتدلة من مادة بيرواوكسيد الهيدروجين المعقمة ضد الميكروبات والمستخدمة طبياً.

والمهم هو التنبه إلى عدم إعطاء العسل للأطفال دون سن سنة، وأن يتم حساب كمية السكريات فيه ضمن الكمية المسموح لمرضى السكري تناولها يومياً، وأن لا يتم التوجه إلى المعالجة بالعسل أو غيره دون مراجعة الطبيب والتأكد من أنه لا ينصح بضرورة تناول أدوية معينة كالمضادات الحيوية مثلاً.

* الوقاية من سرطان البروستاتا

* هل للرجل اتباع وسائل للوقاية من الإصابة بسرطان البروستاتا؟

ع. أشرف ـ القاهرة ـ لك الحق في طرح هذا السؤال للأسباب التي ذكرتها في ما يختص بأحد أعمامك المُصاب بسرطان البروستاتا. والملاحظ من عموم الدراسات الطبية التي بحثت في جانب الوقاية وانتشار الإصابات بسرطان البروستاتا، أن التقدم في العمر، أي تجاوز سن الخمسين، وذوي الأصول الأفريقية، ومنْ لديهم أحد الأقارب مُصاب بالمرض، هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا. لكن الاهتمام بكيفية الوقاية من هذا المرض لا تختص بمن لديه أحد هذه الأمور، بل أي رجل عرضة للأمر، كما أن اتباع ما سيأتي ذكره من نصائح الوقاية لا تقتصر فائدته على الوقاية فقط من سرطان البروستاتا، بل يُفيد في الوقاية من أمراض أخرى، سرطانية وغيرها.

وما هو ثابت حول نوعية التغذية المخففة من الإصابات بسرطان البروستاتا يشمل تقليل تناول الشحوم، خاصة الحيوانية، والإكثار من تناول الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة غير المقشرة، وتناول وجبتين أسبوعياً، على أقل تقدير، من الأسماك الغنية بالدهون. وبالرغم من عدم ثبوت علاقة مباشرة بين السمنة وسرطان البروستاتا، إلا أن ثمة مؤشرات علمية على أن خفض وزن الجسم يُقلل من احتمالات حصول اضطرابات في هورمونات ذات صلة بسرطان البروستاتا.

كما أن بالرغم من ثبوت جدوى تناول أدوية معينة أو فيتامينات أو معادن في تقليل الإصابات بسرطان البروستاتا، إلا أن الهيئات الطبية العالمية لم تترجمها حتى اليوم على هيئة إرشادات وقائية واضحة. وهنا يظل الأمر تبعاً لنصيحة الطبيب المتابع للفحوص الدورية التي يُجريها الرجال ضمن جداول معينة نصت عليها الإرشادات الطبية.

وعلى سبيل المثال، فإن تناول عقار بروسكار، المستخدم لتخفيف أعراض تضخم البروستاتا، ثبت انه يُخفض من الإصابات بسرطان البروستاتا بنسبة 25% مقارنة مع من لا يتناولوه. وتشير دراسات أخرى إلى أن تناول أدوية مسكنات الألم ومخففات الالتهابات من الأنواع غير الستيرويدية، مثل فولتارين وبروفين وغيرهما، تخفض من معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا. ولا تزال الدراسة جارية في الولايات المتحدة لتقييم جدوى تناول عنصر السيلينيوم وفيتامين إي في خفض الإصابات السرطانية للبروستاتا، إلا أن النتائج لن تصدر إلا في عام 2013.

والدراسات على فول الصويا أو الطماطم لم تُثبت بشكل واضح جدواهما في خفض الإصابات بسرطان البروستاتا.