استشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي *

TT

حميات إزالة السموم

* هل حمية عصير الفواكه مفيدة في تخليص الجسم من السموم، وهل من فائدة لتنظيف القولون؟

سهام نجم - الأردن.

ـ هذا ملخص السؤال. ثمة من يقول مقدمة مفادها إن ما نتناوله من منتجات غذائية يحتوي على مواد ذات تأثيرات سميّة في الجسم، وإنها تتراكم في أجزاء من الجسم، ما يُوجب العمل على التخلص منها، لأنها سبب في حصول حالات من الإعياء والإجهاد البدني والنفسي، والصداع، والغثيان، والتوتر النفسي، وربما عدد من الأمراض. ولهذا فإن النتيجة هي أن ثمة دواعي صحية لاتباع حمية تعمل على تخليص الجسم من هذه السموم وتراكماتها.

لكن للأسف هذا الكلام النظري والمنطقي الجميل لا ينطبق على ما يجري داخل الجسم، في جانبي المقدمة والنتيجة. والجسم البشري وحدة متكاملة في العمل على تهيئة الظروف المناسبة لتكيفه في أية بيئة يوجد فيها الإنسان ويتعرض فيها لأي عوامل بيئية، من تغذية وغيرها. وهناك أنظمة في الجسم معنية بالتخلص من المواد الضارة. وهذه الأنظمة، إما أن تعمل على تحويل تلك المواد إلى مواد يسهل إخراجها عبر البول أو البراز أو العرق أو هواء الزفير من الرئة، أو أن تعمل على إخراجها كما هي عبر تلك المنافذ. وهو ما يحصل بالدرجة الأولى في الكلى والكبد.

وبالنسبة الى أنواع حميات التخلص من السموم، لا يُوجد ما يُستند إليه في دعم صحة جدواها، بل ثمة أنواع ضارة بالصحة منها. وغالباً ما تعتمد موضات الحميات تلك على البدء بالصيام لفترة ثم الاقتصار على تناول وجبات معينة من الفواكه أو الخضر أو عصير أي منهما أو تناول الماء فقط. وتتراوح مدة البقاء عليها لبضعة أيام أو بضعة أسابيع.

الإشكالية تتمثل في الراحة الوهمية التي يُحس بها متبعو تلك الحميات. ومرد ذلك أن الخفة والراحة غالباً هما نتيجة لتخفيف العبء عن الجسم من تناول الوجبات الغذائية المتنوعة، وليس لأنها خلصت الجسم من مادة أو أخرى.

وهناك من يرى فائدة لتنظيف القولون من آن لآخر، عبر أخذ حقن شرجية أو تناول مواد تعمل على إفراغ محتويات القولون. وهذا أمر إما أن يكون لا ضرورة له أو قد يكون ضاراً بتوازن الجسم. الميكروويف والفشار والرئة

* هل يتسبب إعداد الفشار في الميكروويف وتناوله بالتهابات الرئة؟

يسرا أحمد - جدة.

ـ هذا ملخص السؤال حول ما سمعت من تسبب فشار الميكروويف في أمراض الرئة. المعلومة التي ذكرت صحيحة، لكنها مختصة بأنواع الفشار بالميكروويف ذات طعم ونكهة الزبد. والذي يحصل من قبل شركات انتاج أكياس الفشار هو إضافة مادة دايكيتايل إلى حبوب الذرة لإعطاء نكهة الزبد للفشار المعد في أفران الميكروويف، وثمة من يقول بأنها سبب في نشوء أحد أنواع أمراض الشُعب الهوائية. ومادة دايكيتايل مسموح في غالبية بلدان العالم إضافتها إلى الأطعمة. وهذا النوع من مرض الشعب الهوائية نادر عادة، ويحصل فيه انسداد للشعب الهوائية، ما يجعل من الصعب التنفس بسهولة وما يُقلل من فرص تزويد الرئة للدم بالأوكسجين. وهو مرض يتطور في إصابة الشعب الهوائية بذلك النوع من الضيق في مجاري الهواء من خلالها، ليصل إلى مرحلة متقدمة ومُهدد لحياة المصابين به، ويبدو على هيئة سعال جاف وضيق في التنفس عند بذل أدنى مجهود. والكتب الطبية حقيقة تصف الحالة المرضية بعبارة «رئة الفشار» لأن الإصابة بها ثبتت بين العاملين في مصانع أكياس الذرة المُعدة لإنتاج الفشار في أفران الميكروويف.

ما يُثار من آن لآخر هو: هل يتسبب إعداد المرء للفشار وتناول كميات كبيرة منه في نشوء هذه الحالة المرضية، أم أن الأمر مختص بالعاملين في مصانع الفشار تلك؟ والحقيقة، لا تُوجد إجابة واضحة بالنفي أو الإثبات. والأمر لك في عدم تناول فشار الميكروويف ذي نكهة الزبد أو تناوله. لكن ربما من الأفضل أخذ جانب الحيطة في ما يتعلق بالأطفال، وبالذات الحرص على انتقاء الأنواع الخالية من طعم الزبدة، أو العودة إلى الأنواع الطبيعية من الذرة وإعدادها بالطرق التقليدية للحرارة المباشرة كما نشأنا كلنا على تناولها والتسلي بها.

تناول بذور الكتان

* هل تناول بذور الكتان مفيد للكوليسترول، وكيف يكون ذلك؟

هند مصطفى - القاهرة.

ـ ما هو ثابت علمياً أن تناول بذور الكتان يعمل على خفض الكوليسترول. والميزة في بذور الكتان هو غنى محتواها من الدهون غير المشبعة، وخاصة من نوع أوميغا-3 ، بل في الحقيقة أن بذور الكتان هي أغنى مصدر نباتي طبيعي لدهون أوميغا-3 الموجودة في زيت السمك.

والواقع من هذا الجانب، فإن بذور الكتان مفيدة في خفض الدهون الثلاثية، وخفض ضغط الدم، وتقليل التصاق الصفائح الدموية بعضها بعضا، وخفض حدة عمليات الالتهابات في الجسم.

ومن جانب آخر، تعتبر بذور الكتان غنية بالألياف الذائبة. وهذه الألياف قوية في منع الأمعاء من امتصاص الكوليسترول، وبالتالي خفض نسبته في الدم.

وعلى الرغم من ثبوت فائدة بذور الكتان على صحة القلب، وتأكيد الباحثين من جامعة هارفارد وكليفلاند ونشرات البرنامج القومي للتثقيف بالكوليسترول على ذلك، فإنه لا توجد نصيحة بالكمية المتناولة منها يومياً. لكن الكثيرين يُشيرون إلى مقدار ما يملأ ملعقة من الشاي من مطحون بذور الكتان. وهذه الكمية ثبتت جدواها ولم تتسبب بأي أعراض جانبية على الجهاز الهضمي.

بذور الكتان لها قشرة صلبة، وإذا ما تناولها الإنسان كاملة فإنه لن يستفيد منها. ولذا فإن الأفضل هو طحن تلك البذور، وتناولها كإضافة إلى السلطة أو أطباق الشوربة أو ضمن وصفات إعداد الخضار واللحوم وغيرهما.

تقليل الغازات

* أعاني من كثرة الغازات، بم تنصح؟

دلال. ر - الكويت.

ـ هذا ملخص السؤال، وعلى الرغم من طرحك له، إلا أنه لابد أنك سمعت الكثير عن الغازات وطرق الوقاية منها، خاصة وأنك تابعت مع الطبيب ولم تكن لديك أية أمراض في الجهاز الهضمي. ولذا دعينا نراجع ما تقوله الإرشادات الطبية، مثل تلك الصادرة عن الكلية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي حول غازات البطن، لعلك تجدين منها ما تفتقدين معرفته منها.

والواقع أن محاولات وضع حلول لمشكلة الغازات وصلت إلى حد الحديث عن دراسات مقارنة بين نوعية من وسائد مقاعد الجلوس ذات خاصية امتصاص رائحة الغازات وبين الوسائد العادية. وأيضاً إلى حد إنتاج ملابس داخلية مصنوعة من أقمشة ذات ألياف قادرة على امتصاص رائحة غازات الكبريت الكريهة. وجود غازات في البطن، وإخراجها لاحقاً، هو شيء طبيعي، وليس بالضرورة علامة على وجود مرض في الجهاز الهضمي، بل ربما دلالة على الصحة فيه. والإنسان الطبيعي، الخالي من أية أمراض، يُخرج غازات بمعدل 10 إلى 20 مرة يومياً، لأن تناوله أغذية صحية مفيدة لا بد أن يتسبب بالغازات، مثل تناول البقول والبروكلي والحبوب الكاملة غير المقشرة. ولذا ربما تكون زيادة الغازات دليلا على أنك تتناولين منتجات غذائية صحية.

ومن الطبيعي أن نبتلع هواء حال الأكل أو الشرب، ما يتسبب بالغازات. ولذا فإن تناول الطعام، أو شرب السوائل، بهدوء وتأن، ربما يُقللان من ابتلاع الهواء وبالتالي من ظهور زيادة في الغازات. وكذلك الحال عند استمتاعنا بشرب المشروبات الغازية أو تناولنا قطع الكعك الاسفنجية أو خليط الحليب بالثلج (ميلك شيك). أو عند التدخين.

وغازات البطن مزيج من عدة عناصر في حالتها الغازية، وعادة لا تحمل رائحة كريهة جداً، ما لم توجد فيها مركبات الكبريت. ولذا فإن تقليل تناول الأطعمة المحتوية على الكبريت يُقلل من مشكلة رائحة الغازات. والأطعمة المقصودة من أمثلتها البيض والقرنبيط (الزهرة) واللحوم والكبد وغيرها.

وعلينا أن نضع في الذهن حقيقة مهمة، وهي أن تناول البروتينات أو الدهون ليس سبباً في نشوء الغازات، بل السبب هو تناول أنواع من السكريات الكبيرة الحجم، التي لا تستطيع الأمعاء هضمها، والتي تصل من دون هضم إلى القولون. وهناك تعمل البكتيريا الصديقة على تحليلها وإنتاج غازات منها جراء ذلك. والعدس والفاصوليا وغيرهما من البقول وبعض الخضار، تحتوي تلك السكريات الصعبة الهضم. وهنا يأتي دور طريقة الإعداد والطهي في تقليل نسبة تلك السكريات فيها. أي طهيها أولاً ثم إزالة الماء منها وتركها لمدة ساعة ثم إعادة طهيها من جديد. والبعض يجد فائدة من النقع لفترة قبل الطهي.

وفائدة الأدوية المتوفرة لمعالجة الغازات محدودة جداً، لذا يجب عدم توقع الكثير منها.

* استشاري باطنية وقلب ـ مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض - ص.ب. 7897، الرمز البريدي 11159 - [email protected]