اليوم الوطني لشرب الحليب

يحتفل به للعام الثاني وتنطلق فعالياته السبت

TT

تطلق وزارة الصحة صباح يوم السبت المقبل وللمرة الثانية فعاليات اليوم الوطني لشرب الحليب تحت شعار «اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه»، وذلك بمشاركة العديد من القطاعات الحكومية والخاصة، حيث سيتم توزيع أكثر من سبعة ملايين عبوة حليب مجانية على كافة شرائح المجتمع المعني بالحملة.

وأوضح وزير الصحة د. حمد بن عبد الله المانع أن استمرار الوزارة في تنفيذ هذا اليوم تندرج تحت مسؤوليتها في الحفاظ على صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع بهدف ترسيخ السلوك الصحي السليم لديهم وتعزيز المفاهيم الصحية السليمة من أجل إنسان صحي ومعافى. ولفت الانتباه إلى أن هذه الفعاليات تعد رافداً للحملة الوطنية لمكافحة هشاشة العظام، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى تزايد نسبة الاصابة بمرض هشاشة العظام وبالأخص لدى النساء.

وأكد الوزير على ضرورة تعزيز ثقافة الفرد بأهمية الحليب على اعتبار أنه أحد أهم الأغذية المتكاملة العناصر، حيث إن تناوله باستمرار يسهم في بناء أجيال صحية سليمة خالية من الأمراض وخاصة هشاشة العظام، مشيراً إلى أن الفعاليات ستركز على تأصيل عادة شرب الأطفال للحليب لبناء وتقوية عظامهم. ودعا الجميع إلى المشاركة في اليوم الوطني لشرب الحليب والإسهام بفاعلية في دعم جهود الوزارة لتحقيق الأهداف المرجوة منه.

وأوضح د. خالد بن محمد مرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن الحملة تستهدف الأطفال بكافة شرائحهم، حيث تم تخصيص أكثر من (5) ملايين عبوة لجميع المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم للبنين والبنات وسيتم توزيع عبوات الحليب والمطويات التوعوية الخاصة بالحملة على كافة المناطق إضافة إلى المرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة إضافة الى قيام إدارة الإعلام الصحي بوزارة الصحة بتنفيذ العديد من الفعاليات الأخرى.

* الحليب.. غذاء كامل على مر العصور ـ ببروتيناته وفيتاميناته ومعادنه العالية ودهونه المنخفضة

* جدة: د. عبد الحفيظ خوجة

* اللبن هو الغذاء المفضل على مر العصور، لا لطعمه اللذيذ فحسب، ولكن لأنه غذاء جيد ومغذ أساسي لمختلف الأعمار والمراحل والفئات والأجناس ومناسب لجميع المراحل العمرية للإنسان منذ الولادة وحتى الشيخوخة، ويعد غذاء متكاملا للحوامل لاحتوائه على كافة العناصر الغذائية اللازمة لجسم الأم وتكوين الجنين على المدى البعيد، كما أنه يوفر الكالسيوم الكافي للحفاظ على أسنان وعظام سليمة، وكذلك يحتوي على البروتينات عالية القيمة الغذائية والفيتامينات والأملاح المعدنية العديدة.

القيمة الغذائية للألبان

* توضح لـ«الشرق الأوسط» الصيدلانية أمل بنت معاوية ابوالجدايل من وزارة الصحة السعودية بأن الألبان من المواد الغذائية الغنية بالفوائد، ويستفاد منها في صورتها الطبيعية أو في صورة أحد منتجاتها الطبيعية كالزبدة، الزبادي، الجبن، والآيس كريم.

وعن القيمة الغذائية للألبان تضيف الآتي:

- يتكون اللبن من حوالي 80 – 90% ماء، والـ10% المتبقية تشتمل على مواد غذائية كثيرة يحتاجها الجسم للصحة الجيدة، تتمثل في البروتينات – المعادن – الفيتامينات.

- يحتوي لبن الأبقار على 3.5 – 5% دهون وتوجد في صورة كريات صغيرة متخللة في اللبن، تمد الجسم بالفيتامينات (إيه، دي، إي، كي) بالإضافة إلى الأحماض الدهنية التي لا يستطيع الجسم إنتاجها.

- اللاكتوز (سكر اللبن)، هو أحد المكونات الأساسية في الألبان، ويعطيها المذاق الحلو، ويمثل 5% من عناصر اللبن الغذائية. وهو كربوهيدرات تتحلل في جسم الإنسان لإمداده بالطاقة. ويهضم الأطفال اللاكتوز بسهولة على عكس الكثير من الكبار الذين يصعب عليهم هضم هذه المادة بسبب نقص إنزيم اللاكتيز الذي يقوم بتحليل سكر اللاكتوز (سكر الحليب) الى غلكوز وغالكتوز يستطيع الجسم امتصاصه. ومعظم الأشخاص المصابين بسوء امتصاص اللاكتوز تظهر عليهم أعراض سوء امتصاص اللاكتوز وهي الشعور بالانتفاخ وتقلص البطن والاسهال.

- «الكازين» Casein، أهم عنصر بروتيني في اللبن ويمثل 80% من بروتينات الألبان، وهو بروتين كامل أي يشتمل على كافة الأحماض الأمينية والتي لا يستطيع الجسم إنتاجها. ومن البروتينات الأخرى الزُلال (albumin) والغلوبيولين (globulin) وهما لا ينحلان في الماء.

- المعادن، يحتوي اللبن على نسبة عالية من المعادن التي تساعد في عمل وظائف الجسم المختلفة وحماية الأسنان من التسوس، مثل: الكالسيوم، الفوسفور، الصوديوم، الكبريت، الألومنيوم، النحاس، اليود، المنجنيز، الزنك، ونسبة صغيرة من البوتاسيوم. ويتربع على عرش المعادن الكالسيوم الذي يؤدي نقصه إلى الكساح في الأطفال ووهن العظام في البالغين.

- الفيتامينات، فكأس الحليب الواحد يحتوي على 44% من الفيتامينات المطلوبة يومياً. ويحتوي اللبن على فيتامين أيه، بي2 ، بي6، ريبوفلافين، وفيتامينات أخرى ولكن بنسب ضئيلة، ويضاف فيتامين دي للألبان المباعة تجارياً، للمساعدة على امتصاص الكالسيوم، فمن دون كمية كافية منه لا يمكن إن يمتص الجسم الكالسيوم من الطعام. ويمكن الحصول على فيتامين دي من خلال التعرض لأشعة الشمس في أوقات الشروق أو الغروب لمدة 30 دقيقة ومن مصادر أخرى غذائية مثل البيض، اسماك البحر، الكبدة، بدائل الحليب.

حليب الأم

* وهذا نوع آخر من الألبان له عظيم الفائدة، ليس فقط بوصفه مادة غذائية هامة للأطفال حديثي الولادة بل لاحتوائه أيضاً على أجسام مضادة من الجهاز المناعي للأم مما يجعل الطفل قادراً على محاربة العدوى والأمراض. يفرز ثدي الأم بعد الولادة بعدة أيام قليلة سائل مائل للصفرة يسمي اللبأ، يحتوي على نسبة دهون وسكر (اللاكتوز) أقل ولكن على بروتينات وأجسام مضادة أكثر من اللبن نفسه، ليحل محله بعد حوالي ثلاثة أو أربعة أيام اللبن الطبيعي الأبيض المائل للزرقة الذي تكون نسبة الدهون و الكربوهيدرات به عالية.

ومن الحقائق العلمية أن ارضاع الطفل من ثدي أمه من شأنه أن يزيد معدلات طوله قياساً بالطفل الذي لا تتم رضاعته طبيعيا، كما أنه يتمتع بنوم هادئ.

الألبان المختمرة

* أوضحت الصيدلانية البندري البيشي أن العلم لم يتوصل الى إيجاد تفسير لفائدة الألبان المختمرة وأثرها في صحة المستهلكين إلا بعد اكتشاف البكتيريا العصوية المسؤولة عن تخمر الزبادي في بداية القرن العشرين ومنذ ذلك التاريخ تطور إنتاج الألبان المختمرة من المستوى المنزلي إلى صناعة تقوم على أسس علمية وتكنولوجية متطورة.

لذا فإن البكتيريا هي عنصر رئيسي وأساسي في الصناعات الغذائية، لكن لها شقان متضادان، فهي من ناحية تؤدي إلى فساد الطعام وإصابة الإنسان بالأمراض، والشق الآخر أنها مفيدة للجسم في إعطاء حمض اللاكتيك الذي يجعل الألبان المختمرة وسطا لا يناسب وجود البكتيريا المسببة للأمراض المعوية، فلذلك يجب أن تخضع لمعايير تحكم استخدامها، فهي تعطي نكهة ومذاقا لذيذا للأطعمة إلى جانب قيمتها الغذائية الكبيرة. وعن استخدامات البكتيريا، تضيف الصيدلانية البيشي، أن منتجات الألبان هي أكبر مثال تستخدم فيه البكتيريا على نطاق واسع، سواء البكتيريا الضارة أو النافعة. وقبل التوصل إلى طريقة البسترة على يد (لويس باستير) في أواخر الثمانينات (تعقيم الحليب وغيره تعقيماً جزئياً بحرارة تقتل المتعضيات «الكائنات الحية الدقيقة» من غير أن تحدث في المادة المبسترة تغييراً كيميائياً جوهريا) كانت منتجات الألبان مصدراً رئيسياً للبكتيريا التي تسبب العديد من الأمراض، لكن الأمر اختلف الآن كليا بعد البسترة.

أما الجانب المفيد منها فهو عملية التخمر في كثير من منتجات الألبان وخير مثال لتخمر البكتيريا الموجودة في اللبن نجده في الزبادي وهو مادة غذائية نافعة جداً ، حيث تقوم البكتيريا بإنتاج الحامض اللبني (اللاكتيك أسيد) وهو الذي يحول اللبن إلى ما يسمى باللبن الرائب ومن ثَّم إلى زبادي له مذاق لذيذ لاذع. ويتكون الجبن أيضاً بالتخمر حيث تخمر البكتيريا المادة السكرية في اللبن إلى حامض لبني، ثم تعالج بواسطة القائمين على صناعة الجبن ببعض الكائنات الحية الدقيقة لإكساب الجبن النكهات المختلفة وقد تستغرق هذه العملية أشهرا لإكمال هذه السلسلة من المعالجات.

* حساسية الحليب وعدم تحمل سكر الحليب ـ حالتان من الاضطراب يعاني منهما ثلثا سكان العالم

* جدة: «الشرق الأوسط»

* هناك حالتان شائعتان بالنسبة لتناول الحليب تعاني منهما أو من إحداهما نسبة كبيرة من الناس، وهما حساسية الحليب وحالة عدم احتمال الحليب.

يؤكد الدكتور خالد علي المدني، استشاري التغذية العلاجية بوزارة الصحة ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية، بأنه لا بد من التفريق بين هاتين الحالتين، فحساسية الحليب يشارك فيها جهاز المناعة، حيث تعتمد على بروتين معين يعتبره الجسم غريبا ويتعامل معه على هذا الأساس. أما بالنسبة لعدم تحمل الحليب فلا يتدخل جهاز المناعة فيه ولكنه عبارة عن عدم تحلل السكر مما يؤدي الى عدم امتصاصه وبالتالي يتجمع في القولون ويكون غذاء مناسبا لبعض أنواع البكتيريا التي تنتج غازات تعمل على ظهور اضطرابات معوية واسهال ومغص وغثيان.

حساسية الحليب

* يوضح الدكتور خالد علي المدني أن الحليب يعتبر من الأطعمة الشائعة لحدوث الحساسية الغذائية للاطفال، وأنه في حالة التأكد من أن الحليب هو المحدث للحساسية Milk Allergy فعلى المريض سواء كان بالغا أو طفلا الامتناع فوراً عن تناول الحليب ومنتجاته وهذا يشمل الزبادي والزبدة والجبن والكريم والحليب.

والمعروف ان الحليب يعتبر مصدرا للكالسيوم وفيتامين (A) وفيتامين (D) وفيتامين (2B) وحامض البانتوثينيك (أحد فيتامين ب (B) المركب) والفوسفور. وتعد الاطعمة المدعمة كفول الصويا والبطاطس ومشروب حليب الارز بدائل جيدة كمصادر للكالسيوم وفيتامين (D) وفيتامين (A). ويمكن استعمال هذه المشروبات المدعمة كبديل للحليب في وصفة اعداد الاطعمة. كما يمكن الحصول على الكالسيوم من عصير البرتقال المدعوم بالكالسيوم والسريال (رقائق المحاصيل) المدعم، وغيرهما من الأطعمة الأخرى بالكالسيوم. وبالنسبة الى فيتامين (2B) وحامض البانتوثينيك والفوسفور فيمكن الحصول عليها من اللحوم والبقوليات والقمح غير منزوع القشرة.

عدم التحمل

* يعرف الدكتور خالد علي المدني حالة عدم تحمل سكر الحليب Lactose Intolerance بعدم قدرة الجهاز الهضمي للمريض على هضم سكر الحليب (اللاكتوز Lactose) الموجود في الحليب وبعض منتجاته، وترجع أسباب هذا المرض إلى عدم توفر إنزيم اللاكتيز Lactase الذي يحلل مائيا سكر الحليب إلى وحداته البنائية (غلوكوز GLUCOSE وغالكتوز Galactose) وعادة ما يبقى هذا الإنزيم نشطاً طوال حياة الإنسان، ويقل نشاطه أحياناً في بعض الأطفال عندما تصل أعمارهم ما بين 8 و9 سنوات مما يجعل أجسامهم غير قادرة على هضم سكر اللبن بفاعلية فيصل إلى القولون مع فضلات الطعام لتستخدمه البكتيريا الموجودة طبيعياً في الأمعاء في زيادة نشاطها، وينتج عن ذلك حجم كبير من الغازات وحمض الحليب (حمض اللاكتيك Lactic Acid)، ويسبب هذا الحمض تهيجاً في جدران القولون وحدوث انتفاخات وآلام وإسهال.

ويضيف د. المدني ان حوالي 70% من سكان العالم البالغين يتصفون بوجود مستويات غير كافية من إنزيم اللاكتيز في الجهاز الهضمي، في حين تصل النسبة في الأميركيين الذين هم من أصل آسيوي إلى 80% وإلى 75% للذين هم من أصل أفريقي، كما تصل النسبة إلى 70% لدى سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط وتصل لدى الإسبان إلى 50%، وتتفاقم المشكلة الصحية عند إصابة الأطفال بحالة سوء التغذية الناتجة عن نقص البروتين والطاقة Protein and Energy Malnutrition، أو وجود خلل في الأمعاء الدقيقة نتيجة العدوى أو وجود تلف في الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء الدقيقة.

العلاج الغذائي

* يجب وضع قيود على مقدار ما يتناوله المريض من الحليب ومنتجاته كالأرز بالحليب والأغذية الأخرى المحضرة من الحليب حسب درجة تحمل جسمه. وهناك تركيبات خاصة خالية من اللاكتوز للأطفال الرضع، كما يفيد إضافة مستحضرات إنزيم اللاكتيز إلى الحليب قبل تناوله.

ويستطيع نحو 90% من الأفراد الذين يعانون من حالة عدم تحمل سكر الحليب تناول حوالي كوب من الحليب من دون الشكوى من أي أعراض صحية لهذا المرض، حيث إن الاستبعاد الكلي للحليب من طعام الطفل له آثار سلبية على صحته، فالحليب مصدر جيد للبروتينات سهلة الهضم والعديد من العناصر المعدنية الضرورية لجسمه كالكالسيوم والفوسفور، وبعض الفيتامينات. كما يحتاج المريض الحصول على أغذية غنية بالعناصر المعدنية والفيتامينات بديلاً عن تلك الموجودة في الحليب أو مصادرها الصيدلانية تفادياً لحدوث أعراض نقصها في جسم الطفل.

وينصح المرضى الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز بتناول اللبن الزبادي Yogurt والجبن بدلاً من الحليب وذلك لأن اللاكتوز الموجود بهما قد تحول جزئياً بفعل التخمر إلى حمض الحليب Lactic Acid.

وكنصيحة عامة يؤكد د. خالد المدني على أن الحليب ذو قيمة غذائية وصحية عالية لا لصغار الاطفال فحسب ولكن للانسان في جميع مراحل عمره، فهو غذاء مهم في حالات الصحة والمرض، وكذلك ينصح المختصون بعلوم الغذاء والتغذية وصحة الانسان بتناول كوبين الى ثلاثة أكواب أو ما يعادلها من الحليب يوميا.