بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة*

TT

* عوامل تحد من ظهور مرض الزهايمر

* لقد أصبح أمرا شائعا في معظم مجتمعات العالم أن يشكو البعض من أعراض مرض الزهايمر في مراحل مبكرة من العمر. ويعزو العلماء ذلك الى الابتعاد عن تناول العناصر اللازمة لصحة وسلامة الجهاز العصبي بشكل عام.

صحيح أن هناك الكثير مما لا يعرفه الأطباء، على وجه الدقة، عن اسباب حدوث الزهايمر، لكن الذي يجمع عليه غالبيتهم أن هناك أغذية واساليب حياة من شأنها أن تقلل من مخاطر التعرض لتطوير مرض الزهايمر. ويركز العلماء على عدد من العوامل التي يمكن أن تحد بشكل كبير من حدوث الزهايمر مبكرا، ومنها: ـ تناول عصائر الخضراوات والفاكهة، فهناك دراسة نشرت في عدد ايلول (سبتمبر) الماضي من المجلة الاميركية للطب تشير الى أن الناس الذين يشربون ثلاث حصص او اكثر من عصائر الفاكهة والخضراوات في الاسبوع الواحد يكونون اقل خطرا لتطوير مرض الزهايمر مقارنة مع الاشخاص الذين شربوا اقل من حصة واحدة في الاسبوع الواحد.

أما بالنسبة للاشخاص الذين لديهم ارتفاع في مستوى السكر في الدم وما يرتبط بذلك من مضاعفات السكر عند شرب عصير الفاكهة بشكل منتظم ومتواصل، فيمكنهم الاقتصار على تناول المزيد من الخضراوات سواء المعصور منها أو الخام. ـ تناول الاحماض الدهنية الغنية بـ «اوميغا - 3» بانتظام، فهناك دراسة نشرت في مجلة علم الاعصاب تشير الى ان الحمية الغذائية العالية في محتواها، بشكل خاص، من الحامض الدهني الغني باوميغا - 3 المسمى (DocosaHexaenoic Acid (DHA) والمعروف أن له دورا أساسيا في نمو وتطوير وظائف الدماغ في الأجنة، وأمكنه الى حد كبير ابطاء عملية تقدم الزهايمر في الفئران.

ويتفق الاختصاصيون في علوم الاعصاب في جميع انحاء العالم على ان استهلاك الاغذية الغنية بالاحماض الدهنية ذات اوميغا - 3 امر ضروري للبناء والحفاظ على سلامة الجهاز العصبي، واختلال ذلك يؤدي الى حالات الزهايمر.

ومن هذه الاغذية الغنية بالاحماض الدهنية اوميغا - 3 : زيت الكبد - الجوز الخام - الأعشاب البحرية - بذور الكتان الطازجة - أسماك المياه الباردة مثل السلمون.

ـ تجنب التعرض لبعض العناصر مثل الألومنيوم والزئبق، فهناك دراسة نشرت في طبعة عام 2001 من مجلة تقرير الأعصاب Neuroreport تشير الى ان استنشاق بخار الزئبق يمكن أن يسبب أضرارا عصبية مماثلة، بصورة لافتة، الى الاضرار التي يعاني منها مرضى الزهايمر.

ـ المحافظة على وزن صحي مثالي، ووفقا للابحاث التي قدمت في الاجتماع السنوي الثامن للاكاديمية الاميركية لطب الاعصاب في نيسان (ابريل) عام 2006، فإن الوزن يلعب دورا كبيرا في مرحلة الاربعينات من العمر، فزائدو الوزن يكونون في خطر اكبر من تطوير مرض الزهايمر عن أمثالهم في العمر من أصحاب الوزن المعتدل. كما ان ممارسة التمارين الرياضية مهمة، فخلايا المخ مثلها مثل خلايا العضلات تحتاج الى دورة دموية نشيطة حتى تبقى سليمة وقوية.

* ممارسات شائعة ولكنها خطرة

* من الاخطاء الشائعة أن يمارس الكثيرون عادات شائعة في المجتمعات من دون التمعن في آثارها بعيدة المدى في صحتهم، خاصة تلك التي ثبتت علاقتها بالاصابة بالسرطان.

إن العلماء والباحثين لا يفتأون يجرون الدراسات والأبحاث ليل نهار على هذه الممارسات اليومية الشائعة للتأكد من سلامتها أو لاثبات مخاطرها على الصحة.

جامعة نيو ساوث ويلز وضعت نظاما يتكون من عدد من النقاط تحدد مخاطر انتشار مرض السرطان بالنسبة لبعض الممارسات مثل التدخين، الكحول، استخدام مزيلات الروائح، المحليات الاصطناعية، زرعات الصدر الاصطناعية، شرب القهوة، والتعرض لاشعة الشمس.. الخ. وقد نشرت البحوث والدراسات التي أجريت في هذا المجال في العدد الأخير من مجلة استعراض ومراجعة أبحاث الطفرة Mutation Research Reviews journal. ومن أهم نتائجها:

- التدخين، لقد وجد أن المدخنين النشطين والمدخنين بالغصب هم الاكثر عرضة لهذا الخطر، وأن درجة خطر اصابتهم بالسرطان تنخفض بالاقلاع عن التدخين. - الكحول، فشرب الكحول، بغض النظر عن نوع المشروب الكحولي المستخدم، هو ايضا عامل مخاطرة عالية، خصوصا للاشخاص الذين يدخنون أيضا في نفس الوقت.

- شرب المياه المعالجة بنسب من الكلور واستخدام الهاتف المحمول، وجد أنهما أقل بكثير من سواهما في التسبب في السرطان، وإن كانت بعض الدراسات لا تزال مستمرة ولم تكتمل بعد.

- شرب القهوة، استخدام مزيلات الروائح، شرب الماء بعد معالجته بالكلور، زرعات الصدر وحشوات الاسنان، وجد أنها قليلة المخاطر.

* أطعمة صديقة للجهاز الهضمي

* من الأخطاء الشائعة التي انتشرت في السنوات الأخيرة اعتماد الكثيرين على تناول احتياجاتهم الغذائية الرئيسية من ما يسمى بالوجبات السريعة والتي تنعت كثيرا بالوجبات الخفيفة وهو وصف خاطئ، حيث انها في حقيقة الأمر تعتبر دسمة وملبكة للمعدة في كثير من الأحيان.

وهذا السلوك الحضاري السيئ أبعدنا عن تناول أنواع كثيرة من الفاكهة والخضراوات المفيدة التي تعتبر من أغنى المواد الغذائية في محتواها من العناصر الغذائية الأساسية، خاصة الفيتامينات والمعادن.

إن الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة من شأنها أن تحافظ على صحة الجهاز الهضمي وسلامة ادائه وحمايته من التعرض لعدد كبير من الأمراض الخطيرة كالأورام السرطانية وغيرها.

إن الألياف وحدها تعتبر عنصرا غذائيا صحيا من مجموعة الأنواع الأخرى التي نطلق عليها مسمى «بريبيوتيك» prebiotics أي عناصر غذائية غير قابلة للهضم. ومنها أيضا الحبوب التي يحتوي معظمها على العناصر الغذائية الكاملة المطلوبة في وجباتنا اليومية، وهذا شيء جيد، فمجموعة البريبيوتيك prebiotics تعمل أيضا على تعزيز النمو الصحي وتحافظ على البكتيريا الحيوية المفيدة probiotic في أجسامنا. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن الموز، التوت، الهليون، الثوم، القمح، الشوفان المجروش، الشعير، حب الكتان، الطماطم، الخرشوف، البصل، والبقول تحتوي جميعها على عناصر كربوهيدراتيه وألياف غير قابلة للهضم prebiotics وهي تهيئ المعدة للبكتيريا المفيدة Probiotic. وهذا شيء يحتاج إليه الجميع بالتأكيد، لأن البكتيريا الصديقة والمفيدة probiotics تقوم بأعمال مهمة ومفيدة للجسم ابتداء من حماية الامعاء من السموم والالتهابات الى المساعدة على تحريك الفضلات ومقاومة الامساك. هناك امور أخرى بامكانها أيضا أن تساعد في المحافظة على الصحة العامة واللياقة، منها:

* أن تملأ معدتك بالألياف، بحيث لا تقل الكمية المتناولة منها عن 25 غراما في اليوم.

* أن تبقي جسمك في حالة ارتواء ورطوبة، فكم نحن في حاجة الى الماء والأوكسجين.

* لا تهمل تناول الوجبات الرئيسية التي تتوفر فيها كافة العناصر الغذائية المطلوبة.

* ممارسة التمارين البدنية، التي تحرك الدورة الدموية وتنشط الوظائف الحيوية في الجسم.

* وأخيرا ترك الممارسات غير الصحية كالتدخين والسهر والقلق والتوتر.