أستشارات طبية

TT

* اضطراب تدني تركيز البالغين > تم تشخيص إصابة أخي، البالغ من العمر 32 عاماً، باضطراب تدني التركيز، أنا أعلم أنه يُصيب الأطفال فقط، هل هذا التشخيص صحيح؟

فاتن ـ الكويت ـ نعم هناك مرض عصبي نفسي يُدعى «اضطراب تدني التركيز»، دونما، غالباً، وجود عنصر «فرط النشاط» الموجود لدى الأطفال المُصابين بحالات «اضطراب فرط النشاط ـ تدني التركيز». وما تشير إليه مصادر الطب النفسي، هو أن حوالي 4% من البالغين مُصابون بدرجات متفاوتة من هذه الحالة. وما يغلب على المُصابين هو غفلة واضحة وعدم الكفاءة في انجاز المهمات نتيجة لتأجيل قدرة الحسم فيها أو ضعف قدرات تنظيم الأولويات أو غير ذلك من الأسباب التي تعكس تدني مَلَكة الانتباه.

والحقيقة أن حوالي ثلثي مَن يُعانون منها في الصغر تستمر معهم هذه الحالة عند البلوغ وما بعده. وكعادة أي شيء يُوضع تحت المجهر فتتضح معالمه وأي شيء لا يُوضع تحت المجهر فتخفى معالمه، فإن من السهولة تشخيص إصابات الأطفال، لأن ثمة من يُراقب ويهتم بالأطفال في المنزل أو المدرسة أو من قِبل الأقارب. أما لدى البالغين فتخفى الحالة، وتزداد صعوبة مع اتباع الشخص، أو مَن يعيش معهم، مهارات التكيف معها.

ومع هذا، فإن تشخيص إصابة البالغ ممكنة عند العرض الطبي، أسوة بما هو لدى الأطفال، وثمة آليات في الطب النفسي العصبي لذلك. وأهم ما يتطلبه التشخيص والدقة في اتباع عناصر تلك الآليات واستثناء أن تكون هناك أسباب أخرى عضوية أو نفسية للأعراض البادية، أو حتى الخفية، على الشخص.

والعلاج، لتخفيف تأثيرات الحالة على حياة الشخص الأسرية والاجتماعية والعملية، ممكن أيضاً.

* بروتينات دقيق القمح

* هل لبروتينات دقيق القمح فائدة وتأثيرات صحية؟ وهل يختلف وجودها في أنواع الدقيق؟

آمال محمد ـ القاهرة ـ لم يتضح لي من سؤالك الداعي لطرحه من الناحية الصحية، بمعنى هل هو بسبب وجود حساسية من بروتينات معينة في دقيق القمح، أو أن الأمر له علاقة بمجرد وجود بروتينات في القمح.

ومع ذلك، فإن الدقيق المستخدم عادة في إعداد الأطعمة كالخبز والحلويات مصنوع من القمح. وثمة أنواع أخرى من الدقيق المستخلص من حبوب أو بقول أخرى، أي من الذرة أو الحمص أو الشعير أو غيرها.

وأنواع دقيق القمح، واختلاف نوعية محتواها، أساسهما العمليات الإنتاجية التي تخضع حبوب القمح لها، بمعنى أن طحن كامل حبة القمح يُعطي الدقيق الكامل أو ما يُسمى بالدقيق الأسمر أو البُرّ. وهذا النوع كامل بنسبة 100% لما هو في حبوب القمح من نخالة ولب، ولم يُترك منها شيء. والدقيق الأبيض هو دقيق مُنقى يحتوي على حوالي 75% من كامل حبة القمح. أي بإزالة النخالة المكونة من القشور المغلفة لحبة القمح، والأهم بإزالة جزء مهم من العناصر الغذائية المتوفرة في تلك الحبوب. وثمة نوع أنقى من الدقيق الأبيض، يُطلق عليه الدقيق البني الذي يحتوي على حوالي 85% من كامل حبوب القمح. ولغايات صحية تعويضية، يُعزز الدقيق، خلال العمليات الإنتاجية، بعناصر غذائية مثل الكالسيوم أو الحديد أو مجموعات متنوعة من الفيتامينات أو غيرها.

كمية البروتينات في دقيق القمح، بذاته ودون غيره من الحبوب أو البقول، تختلف بحسب نوعية القمح وليس بحسب نوع الدقيق ولونه واحتوائه على أجزاء قشوره. وبشكل عام يُستخدم دقيق القمح عالي المحتوى من البروتينات في صنع الخبز، أما الأدنى محتوى منه ففي صنع البسكويت وأنواع من المعجنات. والسبب أنه كلما زادت كمية البروتينات في دقيق القمح، كان المُنتج الغذائي المُعد منه أكثر ليونة، كالخبز مثلاً. وكلما قلت البروتينات، أصبح المُنتج الغذائي أكثر قسوة وقرمشة، كالبسكويت أو غيره.

والسبب في هذا الاختلاف أن ثمة نوعين من البروتينات في دقيق القمح، يتفاعلان مع الماء عند إضافته إليها، لتكوين ما يُعرف بـ «غلوتين». وهي مادة مطاطية تعمل على تكوين شبكة مترابطة وواسعة في العجينة. وإذا ما أُضيفت الخميرة، وأنتجت ثاني أوكسيد الكربون، حبست هذه المادة فقاعات الغاز هذا بين أجزاء تلك الشبكة. وما يرفع من تكوين هذه المادة المطاطية هو عملية العجن بحد ذاتها أو إضافة الملح، وما يُخفف من تكوينها هو السمن والسكر.

والإشكالية الطبية في بروتينات دقيق القمح، هي في حساسية البعض، بالغين أو أطفالا، لمادة «غلوتين»، وهو ما يُعرف بمرض «سيليك» الذي يتسبب في ضعف النمو والإسهال وآلام البطن وغيرها، نظراً لحصول التهابات في الأمعاء جراء تعرضها لهذا البروتين، والحالة المرضية هذه مزعجة جداً للمصابين بها. لذا فإن إحدى أهم خطوات معالجة المُصابين، هي وقف تعرض الأمعاء لمادة «غلوتين» عبر عدم تناولها مطلقاً وبأي كمية كانت. وهذا ما يتم إما بالامتناع عن تناول دقيق القمح، أو تناول أنواع مخصوصة منه تعرض فيها دقيق القمح خلال عملية إنتاجه وطحنه لإزالة كامل محتواه من مادة «غلوتين».

* «مايغرين» الأطفال

* هل يُصاب الأطفال بصداع الشقيقة، «مايغرين»؟ ولماذا؟

ليلى ـ المدينة المنورة ـ نعم، يُصاب الأطفال بالصداع النصفي، بل إن الغالب هو أن تبدأ الإصابة بالصداع النصفي، أو الشقيقة أو الـ «مايغرين»، في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو بدايات الشباب، ومع التقدم في العمر تقل نوبات الحالة وتقل شدة وطأتها. وعلى الرغم من أن نوبات الصداع هذه تستمر مدة أقصر، مقارنة بالكبار، فإن ألمه قد يكون شديداً على الطفل، ما يُعيقه عن التفاعل الطبيعي مع ما حوله أو مع ما هو مطلوب منه أداؤه. كما أن الصداع قد يكون مصحوباً بالغثيان أو القيء أو الدوار، وتزداد الأعراض عند التعرض للضوء أو الأصوات، وبقية أعراض الشقيقة. وما قد يصعب تشخيصه لدى الأطفال هو نوع الشقيقة البطني. أي نوع من الشقيقة لا يكون فيها ألم بالرأس، بل غثيان أو قيء أو التحسس من التعرض للضوء وسماع الأصوات!.

والنوع الشائع من الشقيقة يشمل أعراضاً مثل ألم متوسط أو شديد في أحد جانبي الرأس أو كليهما، أو ألم من النوع النابض في الرأس، أو ألم يزداد سوءاً مع الحركة، أو ألم يُعيق عن التفاعل الطبيعي مع ما يدور حول الإنسان، أو غثيان أو قيء، أو حساسية من الضوء والأصوات.

ومن الصعب حتى اليوم إعطاء تعليل لإصابة البعض، صغاراً أو كباراً، بهذه الحالات ابتداءً. وثمة عدة فرضيات تتعلق بأجزاء الدماغ والجهاز العصبي مصحوباً باضطرابات في أوعية الرأس الدموية والأعصاب المغذية لها.

وبالإضافة إلى ضرورة المتابعة لدى طبيب الأطفال، فإن من المفيد جداً تفهم ما قد يكون سبباً في إثارة ظهور نوبة صداع الشقيقة، مثل تناول أطعمة معينة، كأنواع من الجبن المعتق أو الشوكولاته أو المخلل أو المشروبات المحتوية على الكافيين أو سكر أسبرتام الصناعي الموجود في بعض أنواع «الدايت» من المشروبات الغازية، أو عدم تناول وجبة والجوع بعد ذلك. كما أن التوتر سبب واضح لدى البعض لظهور نوبات الصداع تلك. ويتأثر البعض نتيجة التعرض للأضواء الشديدة أو ضوء الشمس أو التأخر في الاستيقاظ من النوم أو طول السهر أو تغيرات الفصول أو التعرض للبرودة الشديدة أو غيرها من العوامل.