متلازمة المثانة الخجولة.. مشكلة يمكن علاجها

قلق نفسي يؤدي إلى توتر عضلي

TT

* تقرير هارفارد

* س: آمل ان يكون بإمكانك مساعدتي في فهم مشكلة مزعجة ومحرجة. اجد من الصعب علي، بل والمستحيل في بعض الاحيان، ان أتبول وأنا في دورة المياه للرجال. عمري 41 سنة وانا سليم الجسم تماما. ليست لدي مشكلة في التبول داخل المنزل، ومن النادر ان أنهض للتبول ليلا. الا انني في الاسبوع الماضي لم اتمكن من التبول حتى في منزل صديقي، الأمر الذي اضطرني الى المغادرة الى منزلي مبكرا للدخول الى دورة المياه. ما الذي يمكنك اقتراحه عليّ؟

ج: رغم ان مشكلتك لا تحظى باهتمام كبير، فانها لا تعتبر نادرة، البتة. وفي الحقيقة فإنها حتى حصلت على اسم علمي لها وهو paruresis، وكذلك الترجمة الشعبية الدارجة «متلازمة المثانة الخجولة» shy bladder syndrome. paruresis لا تعتبر مشكلة من مشاكل الامراض البولية، بل مشكلة نفسية. وهي شكل من اشكال حالات عامة من الخوف المرضي (الرهاب) الاجتماعي. وتتخذ المخاوف المرضية الاجتماعية عدة اشكال. ولعل اكثرها المعروف، هو القلق اثناء الأداء، او عند الوقوف على مسرح القاعة. اما المخاوف الاخرى فتشمل في ما تشمل الخوف من رؤية الانسان وهو يأكل، او الخجل الشديد من المقابلات الشخصية. وفي حالتك، فان التبول هو «الأداء» المحفز على حدوث القلق. الناس الذين لديهم حالة «المثانة الخجولة» يزداد توترهم عندما يعتقدون ان احدا يمكن ان يراهم وهم يتبولون، او يسمعهم وهم يتبولون، او حتى يعلم بأنهم يتبولون، خصوصا اذا كان هناك طابور انتظار امام دورة المياه. ويؤدي القلق الى ازدياد توتر العضلات العاصرة في عنق المثانة، وعندما لا ترتخي هذه العضلات فان التبول لن يحدث.

وبما ان المشكلة نفسية، فان افضل العلاجات هي نفسية ايضا. والخيارات تشمل الحصول على المشورات التقليدية، العلاج السلوكي الادراكي، التدريب على الاسترخاء، تدريب المثانة على التحكم بالبول، وتناول الادوية مثل «باروكسيتين» (باكسيل) المضاد للكآبة. الا انه اذا كانت حالتك خفيفة فان بإمكانك محاولة التحكم بها بالتفكير الايجابي (ما هو اسوأ شيء يمكنه ان يحدث ان سمعني شخص ما؟ إن لم استطع الافراغ الآن، سأحاول مرة أخرى)، وبالتجربة في دورات المياه.

وبعض النصائح قد تكون مفيدة. تأكد من افراغ مثانتك، في وحدتك، قبل المغادرة خارجا. وعندما تكون تحت رحمة الأماكن العامة لفترة ما، لا تتناول الكثير من المياه او المشروبات الغنية بالكافيين. وان امكن فحاول استخدام حجرة في دورة المياه بدلا من الوقوف في سلسلة من المباول المتراصفة.

والماء الجاري، ان كان موجودا، قد يساعد على التبول. ابتعد عن الادوية الموجهة لتقليل احتقان الانف مثل «سودوإيفيدرين» pseudoephedrine (مثل «سودافيد» Sudafed وغيره)، التي تزيد من تقلص العضلات العاصرة. ويمكنك ايضا سؤال طبيبك لتجربة احد ادوية حاصرات ألفا مثل «تامسولوسن» (فلوماكس) tamsulosin (Flomax) الذي يعمل على ارخاء العضلات العاصرة.

ودوما، فان الافضل التوصل الى جذر المشكلة، الا ان الناس المعانين من «المثانة الخجولة» لديهم خيار آخر، اذ ان بامكانهم التدرب على وضع القسطرة بانفسهم في مثانتهم، كي يحرروا البول في حالات الطوارئ، مثلا اثناء رحلة طويلة بالطائرة. ورغم ان هناك خطرا ضئيلا بحدوث عدوى في المثانة فان هذه الطريقة سهلة وآمنة.

وعلى كل حال، فان كانت لديك مثانة خجولة، لا تخجل من مناقشتها مع طبيبك. وهناك الكثير من الطرق التي يمكن للطبيب مساعدتك من خلالها عندما تكون في حالة تجوال.

* طبيب، محرر في «هارفارد مينز هيلث ووتش» خدمة هارفارد الطبية ـ الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد.