أستشارات طبية

TT

* تورم القدمين في الطائرة > يتكرر لدي تورم في القدمين بعد السفر بالطائرة، ما يتسبب بضيق الحذاء وتسلخ في الكعب. عمري 36 سنة، ولا أشكو من أية أمراض. لماذا يحصل هذا التورم وماذا تنصح؟

م. م – الأردن ـ التورم العارض والمؤقت والمتكرر في القدمين خلال الرحلات الجوية أمر شائع، وعلى وجه الخصوص في الرحلات التي تستغرق أكثر من 3 أو 4 ساعات. ولا يتسبب بأي مشاكل صحية في الغالب، إلا ما ذكرت من تأثيره على الحذاء وضيقه، وتبعات ذلك. وليس من الواضح في سؤالك مقدار وزنك، لكن السبب الغالب في هذا التورم هو قلة الحركة بسبب طول الجلوس اثناء الرحلة، خاصة على مقاعد الدرجة السياحية، لأن الجلوس طوال فترة الرحلة، يتسبب بتجمع الدم في أوردة القدمين، ما يرفع الضغط فيها، ويزيد من تجمع المياه في أنسجة القدمين. ولذا فإن القيام والمشي في الممر، ولو قليلا، أو تحريك القدمين أثناء الجلوس، يُساعد على انقباض وانبساط عضلات الساقين والقدمين، ما يدفع إلى تصريف دم الأوردة نحو العودة للقلب، وبالتالي تقليل فرصة التورم في القدمين. وكذلك عند رفع القدمين ووضعهما أعلى من مستوى الأرضية.

الإشكالية تحدث لو حصل التورم بشكل كبير واستمر لساعات بعد انتهاء الرحلة وبعد العودة إلى الحركة والمشي. وهنا تجب مراجعة الطبيب للتأكد من عدم حصول جلطة في أحد أوردة الساق، خاصة حينما يكون التورم في أحد القدمين، ومصحوباً بألم في الساق. والنصيحة الطبية، لتقليل احتمالات تورم القدمين وكذلك جلطة أوردة الساق، هي العناية بعدم ارتداء ملابس ضيقة خلال الرحلة الجوية الطويلة، خاصة التي تضيق في منطقة وسط الجسم. مع الحرص على الإكثار من شرب السوائل، بخلاف سلوك البعض في عدم فعل ذلك خشية تكرار الحاجة إلى الذهاب لدورة المياه، وممارسة شيء من الحركات التي تنشط عضلات الساقين، كل ثلث أو نصف ساعة.

* الهواء المنزلي والربو > أنا مصاب بالربو منذ الصغر، وتتكرر الحالة لدي. وأصبحت أتعب كثيراً من الأمر، ما تنصحني؟

رحال وحيد ـ ليبيا ـ هذا ملخص سؤالك، والنصيحة الأساسية هي أن تحرص على متابعة حالتك لدى الطبيب. وأن تطبق إرشاداته في تناول الأدوية وإجراء الفحوصات ومراجعته متى ما حصلت مشاكل صحية في الرئة أو الجهاز التنفسي العلوي. بمعنى الاهتمام بثلاثة أمور: الأول، أن تكون لديك خطة عملية واضحة في المتابعة الطبية. والثاني، أن تكون متنبهاً لأي تغيرات تلحظها على تنفسك، مثل حدوث سعال خفيف أو صفير في الصدر عند زفير الهواء أو ضيق في التنفس. والثالث، أن تبادر إلى معالجة نوبة الربو في بداياتها. وفي العموم، عليك الاهتمام بتغذيتك جيداً، أي أن يحتوي غذاؤك على فواكه وخضر طازجة وحبوب كاملة، مع المحافظة على وزن طبيعي. وان تمارس تمارين بدنية معتدلة لتنشيط القلب والرئتين والعضلات والأوعية الدموية. وثمة جانب لا تغفل عنه، وهو معرفة وتفادي التعرض لمثيرات نوبة الربو، سواءً في هواء داخل المنزل أو خارجه.

وفي الخارج هناك لقاح الأزهار والغبار وملوثات الهواء والهواء البارد. وهنا تحرص على عدم تعريض نفسك لها. اما في داخل المنزل، فيحتاج الأمر إلى جهود لجعل هواء الحجرات نقياً وخالياً، ما أمكن، من مسببات تهييج الربو. مثل عثة الغبار والصراصير والعفن والمبيدات الحشرية وغيرها. ولتحقيق تنقية الهواء، قد تفيد الأنواع الجيدة من مكيفات الهواء، المحتوية على راشح (فلتر) خاص، مع الحرص على تكرار صيانتها والتأكد من فاعليتها في تنقية الهواء. وللتخلص من عثة الغبار، اهتم بإزالة السجاد والبساط من غرف النوم، وبتكرار تنظيف الأثاث، وتنظيف الستائر والوسائد ومراتب الأسرة. واهتم بترطيب الهواء المنزلي باستخدام مرطبات الهواء.

* تغيير الصمام الأورطي > لدى والدتي ضيق في الصمام الأورطي. والطبيب يطلب إجراء قسطرة، وقرر ضرورة تغيير الصمام. هي ونحن خائفون من العملية. هل يُمكن عدم إجرائها؟

حنان يوسف ـ الرياض ـ بالإمكان عدم إجرائها، لأن الطبيب مهمته النصح بما هو أفضل صحياً للمريض. ولكن يجب معرفة تبعات ذلك على صحة الوالدة، والأهم هل رفض إجراء العملية فيه مصلحة لها، خاصة أن الطبيب ينصح بها! وابتداء علينا أن نعلم أن ضيق الصمام الأورطي قد يُصيب من هم في مثل سن والدتك، ومن الجيد أن الأطباء تنبهوا إلى وجوده، وتابعوا حالتها الصحية، وتوصلوا إلى أن العملية ضرورية لها. الإشكالية في هذا الضيق أن فتحة خروج الدم، من القلب للجسم كله، صغيرة ولا تكفي مرور ما يجب أن يصل إلى الأعضاء مع كل نبضة للقلب. والضيق، كما هو واضح من التقارير التي أرسلتها، شديد وناجم عن ترسبات كلسية جيرية على شرفات الصمام. وهنا يحصل إرهاق وإجهاد للقلب، لأن دفع وضخ الدم يتطلب من القلب بذل جهد وقوة أكبر من المعتاد، ما أدى لديها إلى تضخم عضلة القلب، وإلى ضيق التنفس الذي زاد في الآونة الأخيرة لديها، كلما مشت أو صعدت درج المنزل. ومما عليها التنبه له، وذكره للطبيب لو حصل، هو ألم في الصدر حال بذل الجهد البدني، أو حالات الدوخة أو الإغماء. واحتياج الوالدة للعملية واضح من المعلومات المتوفرة حول قلبها وحالتها العامة. وتقدير نسبة خطورة العملية يُحدده جراح القلب بناءً على معطيات تتعلق بقوة القلب وحالة الشرايين، وهما ما ستعمل القسطرة على الإجابة عليهما، وحالة الرئة والكلى والكبد. لكن لاحظي أمراً إيجابياً مهماً وهو أن الصمام الأورطي يُعتبر تشريحياً ونسبياً خارج القلب.

* اختبار جرثومة المعدة > أجريت تحاليل طبية، وظهر في النتائج أن لدي بكتيريا المعدة. ما معنى ذلك؟ وهل تجب معالجتها؟

جميلة عزيز ـ المغرب ـ الإجابة باختصار شديد أن الواجب إجراء هذا الفحص لمن يحتاج إليه وليس ضمن الفحوصات العامة، لأن تلك النتيجة لا معنى لها، لكنها في نفس الوقت محرجة للطبيب، لأن بعض الأطباء يرى أن الأفضل معالجة الجرثومة متى ما تم اكتشاف وجودها، برغم القناعة بعدم ضرورة ذلك. والبعض الآخر، وهو الأقرب للصواب، يرى عدم معالجتها طالما لا تُوجد دواع لذلك. وللتوضيح، فإن وجود بكتيريا هيليكوبكتر، أو جرثومة المعدة الحلزونية، في الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي ليس بالضرورة علامة ودليلا على تسببها بأي قروح أو التهابات في تلك المناطق. ولذا هناك فرق بين وجودها واحتمال أن تتسبب بضرر للإنسان.

والسبب أن هناك سلالات متفاوتة الشراسة من هذه البكتيريا، منها ما يتسبب بمشاكل، ومنها ما يعيش مسالماً في الأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي. والحقيقة أن نسبة مهمة من الناس الأصحاء لديهم الأنواع المسالمة وغير الضارة منها، وتصل النسبة إلى حوالي 80% من الناس في بعض الدول الأفريقية، و60% في بعض دول الشرق الأوسط. وهنا تبرز أهمية ألا يُجري تحليل وجودها إلا لمن يشكون من أعراض عسر الهضم أو ألم في أعلى البطن، أو أن منظار المعدة أظهر وجود التهابات أو قرحة لديهم. وحينها فقط يجب إجراء تحليل وجودها، ولو ثبت ذلك يجب أن تُعالج هذه البكتيريا بالمضادات الحيوية المناسبة.