أستشارات طبية

TT

* الفيتامينات والطبخ > الفيتامينات مهمة للجسم، لكن هل طبخ الخضار سبب في زوال الفيتامينات منها ؟

عايده أحمد ـ مصر ـ الفيتامينات في الأصل هي مواد كيميائية عضوية مهمة للجسم، من أجل نمو وعمل أعضاء الجسم. ولأن الجسم لا يستطيع صناعة أي كمية منها، بخلاف فيتامين دي، فإن على المرء تناولها من المنتجات الغذائية بأنواعها. وما يحتاجه الجسم منها في الواقع هو كميات ضئيلة. ومع ذلك قد يتسبب نقص بعضها بأمراض.

وثمة نوعان من الفيتامينات، بحسب القدرة على الذوبان في الماء، فهناك الفيتامينات الدهنية، التي لا تذوب في الماء، وهي فيتامينات إي و أيه ودي و كي. وبقية الفيتامينات تذوب في الماء، وهي الفيتامينات المائية. والمهم في هذا أمران: الأول أن من الضروري تناول الفيتامينات المائية، لأن الجسم لا يخزنها في أي مستودعات فيه، بل إن ما لم يستخدمه منها يخرج مع البول أو غيره. أما الفيتامينات الدهنية فيخزن الجسم ما يزيد عن حاجته منها، ولذا قد تنشأ حالات من زيادة وجودها بالجسم، بكل تداعيات ذلك. والأمر الثاني، أن الفيتامينات الدهنية يمتصها الجسم مع الدهون، وأي معوقات لامتصاصها سبب في نقصها بالجسم. مثل أمراض الأمعاء أو تناول حبوب زينيكال أو غيرها من المعوقات.

عملية الطبخ، بالحرارة، لإنضاج الأكل مقصود بها تحبيب طعم تناول المنتج الغذائي وتسهيل تحليل مكوناته كي يكون بمقدور الجهاز الهضمي هضمها وامتصاص ما بها من عناصر غذائية. إلا أنها عملية قد تُؤثر سلباً على فائدة ذلك المنتج الغذائي. وبالنسبة للفيتامينات، فإن أنواعها التي تتأثر بالحرارة، وبدرجة مباشرة وواضحة، هي فيتامينات مجموعة بي وفيتامين سي. أما الفيتامينات الدهنية، فلا تتأثر بسهولة بالحرارة. وبقية الفيتامينات المائية، أي غير بي وسي، قد لا تتأثر كثيراً بالحرارة بل قد تذوب في مرق الطبخ. وهنا إذا تناولت المرق مع الخضار مثلاً، فإنك ستستفيدين من تلك الفيتامينات.

ووسيلة حفظ فيتامينات المنتجات الغذائية، وتسهيل توفيرها للجسم، هو الطبخ السريع ما أمكن، وتقليل إضافة كميات الماء إليه. واستخدام وسائل طبخ لا تُعرض المنتج الغذائي لحرارة عالية. أي مثل الطبخ بالبخار أو باستخدام أفران الميكروويف.

* النقرس والطعام

* لدي ارتفاع حمض اليوريك، وأتناول علاج أللوبيرينول، ما علي تجنبه من الأطعمة؟

حمد عبد العزيز ـ الكويت ـ يتأثر مرض النقرس نفسه، أي التهابات المفاصل نتيجة اضطرابات نسبة حمض اليوريك، أو مجرد وجود ارتفاع في حمض اليوريك، بنوعية محتويات ما تتناوله من منتجات غذائية. وهناك منها ما يعمل بالذات على رفع نسبة حمض اليوريك في الدم.

والهدف الرئيسي للعلاج الغذائي لحالات ارتفاع حمض اليوريك هو خفض تناول مادة بيورين، ومنع حالات الجفاف. والأطعمة عالية المحتوى من البيورين هي أسماك الأنشوفة والماكاريل والساردين والرنكة. ومن اللحوم الديك الرومي والعجل والغزال، وأعضائها كالكبد والكلى والدماغ. والأطعمة متوسطة المحتوى من مادة بيورين تشمل الروبيان واللوبيستر، ولحم البقر والخروف، ومشتقات الألبان، والبقول، كالفاصوليا والعدس، وخضار السبانخ والفطر والزهرة (القرنبيط) والأسبراغس. والمطلوب هو تجنب الأطعمة عالية المحتوى من البيورين، وتناول القليل من تلك المحتوية على كميات متوسطة منه. هذا بالإضافة إلى تقليل وزن الجسم، لأن السمنة بحد ذاتها ترفع من نسبة حمض اليوريك في الجسم. وإلى شرب كميات كافية من السوائل، لمساعدة الجسم، وخاصة الكلى، على تخليص الجسم من ذلك الحمض.

وهناك إشارات علمية إلى أن تناول مشتقات الألبان الخالية من الدسم، وتناول التوت، يُسهم في خفض نسبة حمض اليوريك بالدم.

* الكولسترول والغدة الدرقية

* لدي كسل بالغدة الدرقية وارتفاع في الكولسترول. وأتناول هرمون الغدة مع ليبيتور. هل بالإمكان خفض الكولسترول إلى الحد الطبيعي، وهل الليبتور سبب للاكتئاب؟ وهل من أغذية تُؤثر على عمل دواء هرمون الغدة الدرقية؟

محمود جمعة ـ جدة ـ يتسبب كسل الغدة الدرقية، وبحد ذاته، في رفع نسبة الكولسترول الخفيف والكولسترول الكلي، وحتى رفع نسبة الدهون الثلاثية. والإشكالية هي أن ثمة أشخاصا لديهم كسل غير واضح الأعراض في عمل الغدة الدرقية، ولديهم ارتفاع في الكولسترول الخفيف. وبخلاف الدور المهم للوراثة في ارتفاع الكولسترول، فإن كسل الغدة الدرقية هو السبب الثاني بعد كثرة تناول الدهون، في ارتفاع الكولسترول لدى الناس.

والجيد في الأمر، أن تناول هرمون الغدة الدرقية التعويضي، وبكميات مناسبة ولازمة، كفيل في تعديل حدة مشكلة ارتفاع الكولسترول، وليس في زواله تماماً. بمعنى أن نقص هرمون الغدة يُؤدي إلى ارتفاع الكولسترول، والخطوة العلاجية الأهم هنا هي تعويض الجسم عما ينقصه من هذا الهرمون. وهذا التعويض يجب أن يكون كافياً، وهو ما يتم عبر الإشراف الطبي لتكرار إجراء تحاليل الدم المُطمئنة لبلوغ ذلك.

والليبيتور، أحد أدوية مجموعة ستاتين، لخفض كولسترول الدم، لا يتسبب بحالات الاكتئاب في الغالب. بل الأقرب أن يكون نقص هرمون الغدة الدرقية نفسه هو سبب حالة الاكتئاب، التي غالباً ما تزول مع نجاح تعويض كمية الهرمون اللازمة.

وبالنسبة للغذاء وعلاج الغدة، فإن من المفيد تقليل تناول المنتجات المتسببة بتضخم الغدة، مثل الأسبرغس والزهرة (القرنبيط) والباسيلا والبروكلي والخس والسبانخ وغيرها. كما أن الأغذية المحتوية على الألياف قد تعيق امتصاص الأمعاء لعلاج هرمون الغدة الدرقية. ولذا فإن النصيحة الطبية هي تناول العلاج قبل تناول وجبة الطعام بحوالي نصف ساعة على أقل تقدير.

* أدوية حموضة المعدة

* أتناول حبوب «تمْس» لحموضة المعدة، وأحياناً «مالوكس» وأرتاح بهما. هل منهما ضرر؟

ميسون عبد السلام ـ جدة ـ كل دواء له أضرار إذا ما تناوله المرء فوق ما هو منصوح به. ودون الحديث عن الأنواع الأخرى لمعالجة حموضة المعدة، فإن دواء «تمْس» يحتوي على أملاح كربونات الكالسيوم. وبالمقابل هناك أدوية أخرى مثل «مالوكس» تحتوي على أملاح الألمونيوم والمغنيسيوم. والإكثار من تناول «تمْس» قد يُؤدي إلى حصول اضطراب في نسبة الكالسيوم ونسبة الحموضة بالجسم، ما قد يضر به، وعلى وجه الخصوص قد يضر بالكلى. وعلينا أن نتذكر أن أملاح الكالسيوم قد تُعادل في البداية درجة حموضة المعدة، إلا أنها لاحقاً قد تزيد من إنتاج الجسم للأحماض. ولذا فإن هذا التأثير السلبي سيظهر حال وجود مشاكل في المعدة ناجمة عن زيادة إفرازها للأحماض، كقرحة المعدة.

وأدوية مثل «مالوكس» قد تتسبب بحالات من الإسهال، نتيجة لمحتواها من المغنسيوم، أو بالإمساك، نتيجة لمحتواها من الألمونيوم. كما أن تراكم الألمنيوم في الجسم قد يضر بالكلى.

ولذا فإن هذه الأدوية، غير المعالجة بشكل مباشر لمشاكل المعدة وآلامها، يجب استشارة الطبيب حول تناولها وحول الكمية اللازمة منها. مع الأخذ بعين الاعتبار أن ثمة أدوية متخصصة لوقف أو تخفيف إفراز المعدة للأحماض أصلاً، مثل نيكسيم أو زنتاك.