أستشارات طبية

TT

* ضعف عضلة القلب > أبلغ 47 سنة من العمر، وأصابني تضخم وضعف في القلب نتيجة التهاب فيروسي. وأتابع لدى الطبيب وأتناول العلاجات التي يصفها لي. سؤالي هل يُمكن أن تعود لقلبي قوته؟

ناديا عصام ـ القاهرة ـ من التقارير الطبية التي أرسلتها، حصل لديك الضعف والتوسع في حجم حجرات القلب، جراء حصول التهاب فيروسي طال العضلة القلبية نفسها. وبالرغم من عدم شعورك بأي أعراض في بداية الأمر، إلا أن انتفاخ الساقين وضيق التنفس الذي شكوت منه، وخاصة حين استلقائك على الظهر، دفعك للجوء إلى الطبيب. وأتصور مدى الأذى النفسي الذي ذكرت أنه لحق بك حال سماعك خبر تضرر قوة عضلة قلبك. والمهم في الأمر برمته نقطتان: الأولى أن هذا الضعف لم يكن نتيجة مرض في الشرايين القلبية أو نتيجة مرض مزمن في الصمامات، بل هو محصلة تفاعل مع ذلك الالتهاب الفيروسي. وهذه الحالات بالذات يُمكن فيها أن تعود للقلب قدراته على ضخ الدم، أي الانقباض والانبساط.

والثانية، أن الجيد جداً في الأمر أيضاً هو أن تناولك للعلاجات التي وصفها لك الطبيب أزال الأعراض التي كنت تشكين منها، بمعنى أن حالة ضعف القلب استجابت للعلاج الدوائي. وهو ما يعني أن الوضع لم يتدهور إلى الحد الذي يتطلب تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب أو حتى التفكير بزراعة القلب. وهاتان النقطتان إيجابيتان جداً.

المهم إدراكك، ولو بصفة عامة، أن أنواع العلاجات التي تتناولينها تخدم عدة جوانب في حالتك. ودواء إدرار البول يخدم في تخفيف تراكم السوائل في مناطق معينة من الجسم، كالرئة والساقين، وهو ما يُخفف من الأعراض ويُريح القلب. ودواء ديلاترند، واسمه كارفيدالول، من الأدوية التي ثبت أنها تعمل على إعادة القوة والحجم الطبيعي لعضلة القلب، والتي ثبت أنها تُقلل من تداعيات ومضاعفات ضعف القلب.

كل ما عليك الاهتمام بمراجعة الطبيب، وإجراء الفحوصات التي يطلبها منك، وتناول الأدوية التي يصفها لك، والاهتمام بجوانب سلوك نمط صحي، أي تناول وجبات طعام صحية، في محتوى مكوناتها وفي كمياتها، وتقليل تناول الملح وضبط كمية الماء والسوائل التي تشربينها، والابتعاد عن أي أماكن يوجد مدخنون فيها، وتجنب المجهود البدني الذي يتطلب منك حمل الأشياء الثقيلة.

ويمكنك ممارسة الرياضة البدنية المعتدلة، لكن بعد مشورة الطبيب، خاصة بالأخذ في الاعتبار مدى شعورك بالأعراض بعد القيام بمقادير متفاوتة من الجهد البدني، ومدى تغير النبض وضغط الدم، ومدى قوة عضلة القلب، وغير ذلك.

* تأثير الأدوية على الناس > هل تؤثر مسكنات الألم بطريقة مختلفة على الناس؟

سهيلة صالح ـ جدة ـ هذا ملخص استفسارك النظري حول ملاحظتك أن البعض يتناول قرصاً من البانادول للصداع وآخر يحتاج إلى قرصين. ومع افتراض أن سبب الألم واحد، أو قوته واحدة، وأن حجم الجسم واحد، وأن امتصاص الأمعاء تم لكميات واحدة من الدواء لدى شخصين مختلفين، فإن الناس يختلفون في كيفية تعامل أجسامهم مع الدواء.

وهناك أنظمة من العمليات الكيميائية في الكبد تعمل على تعطيل مفعول مادة الدواء، وتحويلها إلى مادة أخرى كي يتم إخراجها وتخليص الجسم منها. وللوراثة، وعوامل أخرى، تأثيرات على عمل هذه الأنظمة. والحقيقة أوسع، وليست مقتصرة على ألم الصداع وحبوب البانادول. بل في حالات كثيرة من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو اضطرابات الكولسترول، نجد أن سبب استجابة البعض لتناول كمية قليلة من الدواء، بينما آخرون يحتاجون كميات أكبر، هو أن أجسامهم تتفاعل مع الدواء بطريقة مختلفة.

ولذا، وفي بعض الأحيان، قد لا يعني اختلاف كمية الدواء التي يحتاجها شخصان لديهما نفس المرض، أن أحدهما حالته أسوأ من الآخر.

وتتعقد الأمور في بعض الأحوال حول كمية العلاج. فمثلاً مريض بالسكري يأخذ الأنسولين. يُلاحظ أن كمية الأنسولين التي عليه أخذها تقل حين إصابته بالفشل الكلوي، مع أن حالة السكري لديه هي نفسها. والسبب أن الوصول إلى حالة الفشل الكلوي التام يعني أن الكلى ليس بمقدورها التخلص من الأنسولين كما في السابق، وبالتالي لا يحتاج المريض لنفس تلك الكميات السابقة، بل أقل. وهذا التقليل من كمية الأنسولين لا يجعل المرء يفرح، بل علامة غير جيدة.

وهنا يأتي دور الخبرة الطبية في المعالجة الدوائية. وإلا فالأدوية معروفة في الغالب، أنواعها ولماذا تُوصف. لكن ضبط العلاج وكميات الدواء ومتابعة ذلك كله تعتمد على تلك الخبرة والممارسة العلاجية.

وحول الجانب الآخر من سؤالك، فإنه لا يُوجد طبياً ما يُشير إلى اختلاف استجابة النساء عن الرجال لمسكنات الألم، إذا كانت الأمور واحدة من جوانب شتى لدى أي منهما.

* الوقاية من الروماتزم > ما علي فعله للوقاية من الإصابة بروماتزم الركبة، والدتي مُصابة به وسمعت أنه مرض وراثي؟

مروة بخيت ـ الإمارات ـ النوع تلقائي الظهور من التهاب المفاصل الروماتزمي، والذي يُصيب في مراحل تالية من العمر، هو مرض وراثي بالدرجة الأولى. ولذا فإن الوقاية غير مُجدية في الغالب.

إلا أن بالإمكان تخفيف سرعة ظهوره، عبر الحفاظ على وزن طبيعي للجسم، وتجنيب الركبة أنواع الإصابات أو استخدامها بطريقة خاطئة في الجلوس أو الاستخدام وبالامتناع عن التدخين، لتأثيره على الأوعية الدموية الصغيرة المغذية لأجزاء مفصل الركبة الداخلية، إضافة إلى الاهتمام بالرياضة البدنية وتقوية العضلات المحيطة بالركبة، والمتابعة المبكرة مع الطبيب.

* حويصلات المرارة > أشكو من ألم في أعلى البطن، وأجريت فحوصات شملت تصوير المرارة بالأشعة الصوتية، وتبين أن لدي حويصلات في المرارة، وليس حصوات. والطبيب يقترح استئصال المرارة. هل من خطر نتيجة عدم إزالتها؟

خديجة مرشد ـ السعودية ـ كنت بحاجة لنسخة من تقرير الأشعة فوق الصوتية. ومع ذلك، فوجود حويصلات ورمية في المرارة هي من الحالات الشائعة نسبياً. ولكنها في الغالب من النوع الصغير الحجم، أي أقل من سنتيمتر واحد. وهذه الحويصلات بهذا الحجم غالباً ما تكون حميدة، ولا تحتاج إلى استئصال المرارة، بل مراقبتها لرصد تطور حجمها، إن حصل ذلك.

وما يحتاج التنبه والاهتمام الطبيين، هو إن كانت تلك الحويصلات بحجم يفوق السنتيمتر. وهنا تبدأ الشكوك لدى الطبيب من أنها قد لا تكون حميدة. ولذا طلب الطبيب استئصال المرارة، وهو مُحق في ذلك.

وأنصح باتباع نصيحة طبيبك، كي يتم قطع الشك باليقين.

[email protected]