أستشارات طبية

TT

* رفع الكوليسترول الثقيل

* لاحظ طبيبي أن لدي انخفاضا في نسبة الكوليسترول الثقيل في الدم، ونصحني بتخفيف الوزن وممارسة الرياضة، هل من أدوية تُحقق ذلك بدلاً من هذين الأمرين الصعبين؟

رحاب مختار ـ القاهرة ـ انخفاض الكوليسترول الثقيل، أو الحميد، شيء غير جيد بالنسبة لصحة شرايين الجسم. وما تدل عليه المصادر الطبية، هو أن ارتفاع نسبة الكوليسترول الثقيل شيء مفيد لسلامة الشرايين في القلب والدماغ وبقية أرجاء الجسم، وذلك بغض النظر عن مدى ارتفاع أو انضباط نسبة الكوليسترول الخفيف الضار أو الدهون الثلاثية. والسبب وراء هذا الأمر، وببساطة، أنه كلما ارتفعت نسبة الكوليسترول الثقيل في الدم، كان ذلك مؤشراً على ارتفاع نشاط عمليات تنقية وتنظيف الشرايين مما ترسب فيها من كوليسترول. لأن «مركب» الكوليسترول الثقيل عبارة عن ناقل ينقل الكوليسترول من الشرايين إلى الكبد، كي يتخلص الجسم منها هناك.

كما أن ثمة جدوى أخرى من ارتفاع نسبة الكوليسترول الثقيل، ألا وهي خفض حدة عمليات التهابات في مناطق تراكم الكوليسترول في داخل جدران الشرايين، وبالتالي تحقيق خفض احتمالات تكوين تجلطات دموية تسد وتُعيق جريان الدم داخل الشرايين. وإذا ما وضعت هذه الأمور الثلاثة في الذهن، اتضحت أهمية عمل أحدنا على معرفة نسبة الكوليسترول الثقيل في جسمه، واهتمامه برفع نسبته. لذا فإن أحد الجوانب التي علينا حقيقة الالتفات الجاد إليها، هي تحقيق ارتفاع نسبة الكوليسترول الثقيل في الدم، لأن رفع نسبة الكوليسترول الثقيل، وبصريح العبارة، حتى من دون النظر إلى مستوى الكوليسترول الخفيف، يُقلل من احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين، فما بالك بحجم الفائدة الصحية التي ستجنيها شرايينك لو نجحت في رفع الكوليسترول الثقيل ونجحت أيضاً في خفض الكوليسترول الخفيف. وطبيبك كان مُحقاً جداً في اعتماد نُصحك بممارسة الرياضة البدنية اليومية وبالعمل الجاد على خفض وزن الجسم، لأن من الثابت علمياً أن خفض وزن الجسم وسيلة لرفع مستوى الكوليسترول الثقيل، وأن ممارسة الرياضة من نوع تمارين «إيروبيك» الهوائية، هي الأخرى وسيلة مفيدة لرفع الكوليسترول الثقيل.

ودعيني أوضح لك فائدة ما قاله طبيبك. ان ممارسة الرياضة من نوع «إيروبيك» ترفع بمقدار 10% من نسبة الكوليسترول الثقيل، وكلما تفقدين حوالي 3 كيلوغرامات من وزن الجسم، ارتفع الكوليسترول الثقيل بمقدار 1 ملغم. وثمة وسائل أخرى مفيدة أيضاً، مثل الامتناع عن التدخين، وهو الذي سيؤدي إلى رفع نسبة الكوليسترول الثقيل بمقدار 20%.

وكذا الحال عند الحرص على تناول الدهون الصحية غير المشبعة، التي تتوفر في الزيوت النباتية الطبية والمكسرات. مع الابتعاد عن تناول الشحوم الحيوانية المحتوية على الدهون المشبعة، والابتعاد عن تناول الدهون المتحولة، المتوفرة في الزيوت النباتية الصناعية المُهدرجة. والاهتمام بتناول الحبوب الكاملة، كما في الخبز الأسمر، عوضاً عن تناول الخبز الأبيض.

وهناك بعض الأدوية، مثل «نياسين» الذي يرفع نسبة الكوليسترول الثقيل، لكن الأطباء لا يلجأون إليه إلا عند فشل كل تلك الوسائل غير الدوائية في تحقيق المُراد الصحي في نسبة الكوليسترول الثقيل.

* غسيل الكلى بجهاز «الديلزة»

* والدي مُصاب بالسكري وبارتفاع ضغط الدم، ولديه ضعف مزمن في الكلى. والطبيبة تنصحنا أن نُجري له عملية توصيلة وعائية دموية في المعصم تحضيراً لغسيل الكلى، والوالد متردد في الأمر كله، بم تنصحنا؟

م. الصالح ـ الرياض ـ تردد والدك متوقع، ومن الطبيعي والمفهوم طبياً أن أي مريض سيتردد في الاستجابة لأي اقتراح علاجي، من نوعية بدء الحاجة إلى غسيل الكلى، الذي سيُجرى بشكل متكرر ثلاث مرات أسبوعياً، ولمدة عدة ساعات في كل مرة، وطوال العمر. ما يجب أن يكون واضحاً في الذهن، أن ضعف قدرات الكلى عن أداء عملها في تنقية الدم، هو أحد المُضاعفات الناجمة عن عدم انضباط نسبة سكر الدم وارتفاع ضغط الدم. وبالإمكان تأخير وصول المريض، المُصاب بمجرد الضعف المزمن في وظائف الكلى، إلى حالة الفشل التام في الكلى. ومعلوم لديك أن الوصول إلى حالة الفشل النهائي والتام في الكلى، هو ما يتطلب بدء غسيل الكلى. وضعي في ذهنك أيضاً أن غسيل الكلى أساسي جداً لتنقية الجسم من السموم الطبيعية حال تراكمها فيه، وللحفاظ على مستويات طبيعية للمواد الكيميائية في الجسم، ولإزالة الكميات الزائدة من السوائل في الجسم، ولضبط درجة حموضة أنسجة الجسم، ولضبط أي ارتفاع في ضغط الدم.

وهناك طريقتان متوفرتان لمعالجة الفشل التام للكلى، وهما إما غسيل الكلى أو إجراء عملية زراعة الكلى، وغسيل الكلى إما بجهاز غسيل الدم أو الغسيل عبر الغشاء البيريتوني للبطن. وما تراه طبيبة الوالد مناسباً له هو جهاز غسيل الدم، ويتم دخول الدم إلى هذا الجهاز، ثم تصفيته وتنقيته، وبعدها دفعه إلى الجسم مرة أخرى. أي أخذه من شريان وإعادته إلى وريد. وهذا يتطلب التوصيلة الوعائية الدموية التي طلبت الطبيبة إجراءها للوالد كتهيئة مبدئية لحين الحاجة مستقبلاً لغسيل الكلى بالجهاز، وهو ما يجب إجراؤه من دون تأخير إن أمكن. وستكون غالباً جاهزة للاستخدام، حال الحاجة إلى جهاز غسيل الكلى، بعد حوالي 6 أسابيع من إجراء عملية التوصيلة الوعائية في المعصم. وهناك توجيهات طبية معينة حول كيفية العناية الشخصية والطبية بتلك التوصيلة. وغالباً ما يتم الغسيل في المستشفى، ثلاث مرات في الأسبوع، ولمدة تصل إلى ثلاث ساعات تقريباً، وقد تزيد. وثمة عناية طبية خاصة بالمرضى الذين يتم لهم غسيل الكلى، يُوضحها الطبيب خلال تلك الفترة، من نواحي التغذية والعناية الصحية بالنفس وتناول الأدوية ومراجعة الطبيب وإجراء الفحوص والتحاليل. وتذكري أن المريض متى ما تم توضيح دواعي الإجراء العلاجي له بكل رحابة صدر من الطبيب، وأدرك فوائد ذلك والمخاطر المحتملة منه، وأدرك أيضاً كيفية العناية بالنفس وما هو مطلوب منه لنجاح المعالجة، فإنه سيُقدم على ما يرى مصلحته تتحقق به.

* ضعف الغدة الدرقية والحمل

* زوجتي مُصابة بضعف الغدة الدرقية وتتناول علاجا هورمونيا تعويضيا، هل يضرها الحمل؟ وهل من تأثير لذلك على الجنين؟

ياسين عبد الحفيظ ـ جدة ـ هذا ملخص سؤالك. وبشكل عام، فإن علاج المرأة خلال الحمل لضعف الغدة الدرقية لا يختلف عن علاجها خارج الحمل أو حتى عن علاج الرجل. بمعنى أن علاجها بتناول حبوب هورمون الغدة الدرقية سيستمر عندما تحمل، أسوة بما كان قبل حملها.

لكن عليها أن تُتابع، خلال حملها، لدى الطبيب المُعالج لضعف الغدة الدرقية، لأن ثمة حالات كثيرة يحصل فيها زيادة الحاجة إلى كمية أكبر من تلك الحبوب، أي قد تحتاج إلى زيادة في جرعة الدواء بنسبة قد تصل إلى 50% فوق ما كانت تأخذه قبل الحمل، أو ربما حتى ضعف كمية الدواء. وهو ما يعتمد على نتائج تحليلات الدم لمستوى هورمون الغدة الدرقية في الدم لدى الحامل. وعادة ما يُجري الطبيب هذا الفحص كل 6 أو 8 أسابيع خلال فترة الحمل للتأكد من توفير الكمية اللازمة من هورمون الغدة الدرقية لجسم الأم. وبعد الولادة تعود المرأة إلى الجرعة السابقة التي كانت تتناولها قبل الحمل، مع المتابعة الطبية لنسبة الهورمون في الدم.

والشيء الآخر الذي على زوجتك التنبه له هو أن امتصاص الأمعاء لهورمون الغدة الدرقية قد يقل إذا ما تناولت دواء الغدة الدرقية مع حبوب الحديد التي تُنصح الحامل بها عادة، لذا عليها أن تفصل بين تناولهما بحوالي 3 ساعات.