أستشارات طبية

TT

* الصوديوم والملح وضغط الدم

* لدي ارتفاع في ضغط الدم، والطبيب ينصحني بتقليل تناول الملح. كيف أفعل ذلك؟

بركات. ج ـ الكويت ـ هذا مُلخص وأهم ما في سؤالك. ولا شك أن ضغط الدم يرتفع لدى بعض الناس نتيجة لارتفاع الكمية المُتناولة من ملح الطعام. والصوديوم هو العنصر المُهم، لأنه أساسي في تشكيل تركيبة ملح الطعام، المكون من مُركب «كلوريد الصوديوم». وعلى الرغم من أن حوالي 35% من مرضى ارتفاع ضغط الدم لديهم بالفعل «حساسية» من ارتفاع تناول الصوديوم، إلا أن النصيحة الطبية بالعموم تقول بأن على جميع مرضى ارتفاع ضغط الدم أن يُقللوا من تناوله.

والأهم في فهمنا لتأثير تناولنا للصوديوم أمران. الأول، أن أجسامنا الطبيعية تحتاج بشكل أساسي إلى كمية ضئيلة فقط من الصوديوم بصفة يومية. والكمية اللازمة لا تتجاوز 200 ملغم. وللتقريب في تصور مقدار تلك الكمية، فإن ربع ملعقة شاي من ملح الطعام تحتوي على 600 ملغم من الصوديوم. أي أننا نحتاج فقط كمية 1/12 مما في ملعقة شاي صغيرة من الملح.

والأمر الثاني، أن ما يدخل أجسامنا من الصوديوم له طرق متعددة. وإذا ما نظرنا بالنسبة، فإن إضافة الملح أثناء طهي الطعام وإضافة الملح عبر الرش بالملاحة أثناء تناول الطعام على المائدة، لا يُشكل إلا حوالي 10% من كمية ما يدخل إلى الجسم يومياً من الصوديوم. وتحتوي الكميات المُتناولة يومياً من المنتجات الغذائية الطبيعية والطازجة، كاللحوم والخضراوات والفواكه والحبوب، على حوالي 12% أخرى مما يدخل أجسامنا من الصوديوم، أي أن ما نتناوله من الصوديوم عبر تمليح الأطعمة الطبيعية والطازجة لا يتجاوز نسبة 22% من كمية ما يدخل أجسامنا من الصوديوم. وهذه نقطة غاية في الأهمية من ناحية إدراكها وتصورها، وأخذ الوقت اللازم في استيعابها وفهمها. والسبب هو ذلك التشويش واختلاط المعلومات لدى كثير من الناس حول المصدر الحقيقي لغالبية ما نتناوله من الصوديوم، حيث يتصور الكثيرون أن تمليح الملاحة أو إضافة الزوجة للملح أثناء الطهي هما المصدران الرئيسيان لتناول الصوديوم، والأمر ليس كذلك البتة. وتأتي نسبة حوالي 77%، أي الغالبية العظمى، من تلك الكميات للصوديوم المُضافة إلى شتى ما نتناوله من أطعمة ومشروبات في أثناء العمليات الإنتاجية والتعليب وغيره.

ومن المهم جداً إدراك أن كميات الصوديوم المُضافة أثناء إعداد هذه المنتجات الغذائية ليست بالضرورة مالحة الطعم وليست بالضرورة مكونة من ملح الطعام. ولذا قد تحتوي بعض المنتجات الغذائية على كميات عالية من الصوديوم من دون أن يكون طعمها مالحا.

وهذه الإضافات، التي ربما تكون مالحة أو غير مالحة، غايتها إما المساهمة في تحسين ظروف الحفظ، أو لضرورات الطعم أو الإعداد. وذلك مثل إضافة الـ «بيكنغ باودر» أو «بيكنغ صودا» أو مجموعات متنوعة من مركبات الصوديوم. ولذا فإن من المهم قراءة الملصق التعريفي للمنتج الغذائي للعلم بمقدار كمية الصوديوم فيه.

* صداع وحمل

* أنا حامل في الشهر الرابع، وأشكو من الصداع بشكل مزعج. بماذا تنصح؟

وفاء ـ القاهرة ـ مُلخص تساؤلاتك هي عن أسباب الصداع في الحمل، وأمان تناول مُسكنات الألم لذلك. ما هو واضح من رسالتك أنك تشكين من نوبات متكررة للصداع منذ فترة طويلة، أي من قبل الحمل. وأنها زادت مع بدء الحمل. وما هو معلوم أن الحمل تصطحبه تغيرات هورمونية طبيعية، خاصة في هورمون «أستروجين». وهذا الهورمون قد يُسبب إثارة نوبات من الصداع لدى منْ لديهن استعداد للتأثر بارتفاعه. ولذا فإن بعضاً من السيدات اللواتي لم يكن يشكين من نوبات صداع الشقيقة «المايغرين» مثلاً، يبدأن بالشكوى منه خلال فترة الحمل، خاصة في الثلث الأول منه.

وثمة أسباب أخرى لارتفاع احتمالات الصداع، في الأوقات الأخرى من الحمل، كالإجهاد والتوتر واضطرابات النوم والتعب وشد عضلات الرقبة والرأس وانخفاض سكر الدم وغيرها من الأسباب.

وكأي مشكلة صحية خلال فترة الحمل، يجب توخي الحذر من عشوائية تناول أي أدوية أو كيفما اتفق أو من دون استشارة الطبيب المتابع للحمل. والسبب أن بعض الأدوية قد تكون ضارة بالجنين أو بصحة الأم الحامل. وعلى سبيل المثال، فان أدوية مثل الأسبرين أو البروفين أو الفولتارين، غير آمنة بالعموم للحوامل. ولكن يظل من المناسب تناول أدوية مثل «البانادول» أو «التايلينول» المحتوية على مركبات «باراسيتامول» و«أسيتا أماينوفين»، الشائعة الاستخدام والتوفر، خلال فترة الحمل وفق توجيهات الطبيب المتابع للحمل.

ومع هذا، فإن من الأفضل اتباع وسائل غير دوائية للتغلب على الصداع أو منع ظهوره خلال فترة الحمل، ما أمكن ذلك، مثل استخدام كمادات باردة على الرقبة أو خلفية الرأس. وإجراء تدليك (مساج) متوسط القوة لعضلات الرأس والرقبة. وتجنب الظروف المثيرة للصداع، مثل الجوع أو تناول بعض المنتجات الغذائية المُهيجة للصداع أو ممارسة أنشطة مزعجة، مع الحرص على تناول أطعمة طازجة وطبيعية كالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، نظراً لقيمتها الغذائية العالية ونظراً لتأثيراتها الإيجابية على المزاج وعمل الدماغ. والحفاظ على وتيرة طبيعية ومعتادة لوقت النوم والاستيقاظ ومدة النوم وظروفه، مثل الوسادة والسرير وبرودة الغرفة ودرجة الضوء فيها. والحقيقة أن اتباع هذه الوسائل، وبالتجربة المثبتة علمياً، يقي ويُخفف من نوبات الصداع وإزعاجه، من دون الحاجة إلى تناول الأدوية المُسكنة.

* سفر الرضيع بالطائرة

* هل سفر الرضيع بالطائرة آمن؟

رحاب ـ الرياض ـ هذا مُلخص السؤال. وبالعموم، سفر الرضيع السليم بالطائرات التجارية آمن ولا ضرر منه. ولكن تظل النصيحة الطبية، المبنية على توخي الحرص من دون إثباتات علمية جازمة، تتبنى تأخر سفر الرضيع بعد ولادته حتى بلوغ عمر أسبوعين. ولا تُوجد دواع لهذا الحرص، اللهم إلا محاولة حماية الرضيع حديث الولادة من تأثيرات اختلاف الضغط الجوي واحتمالات إصابته بالميكروبات من الهواء الجاف في مقصورة الركاب المزدحمة.

أما بالنسبة لاختلاف الضغط الجوي داخل مقصورة الركاب، وتأثيراتها على أذن الرضيع، فلا يبدو أن ثمة فارقا بين تأثر الرضيع وبين تأثر البالغ، طالما لا تُوجد التهابات في الجهاز التنفسي العلوي أو الأذن. ومع ذلك فإشغال الرضيع أثناء الإقلاع أو الهبوط، بالرضاعة أو بالمصاصة، ربما يُفيد في تكرار معادلة الضغط الجوي على جانبي طبلة الأذن.

والأمر الآخر المهم في سفر الرضيع بالطائرة هو توفير الأمان له أثناء الجلوس. وعلى الرغم من أن قوانين الطيران تسمح لأحد الوالدين وضع الطفل، ما دون عمر سنتين، على الحضن أثناء السفر بالطائرة، وبالتالي لا تشترط حجز مقعد منفصل له، إلا أن إرشادات الهيئات الطبية المعنية بصحة الأطفال، مثل الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، تنصح بشكل صريح بوضع الطفل الرضيع على «المقعد المحمول لسلامة الطفل»، أي مثل ذلك الذي نضع الأطفال الرُضّع فيه داخل السيارة، ووضع الطفل حينئذ في المقعد المُجاور. وثمة مقاعد مناسبة لهذا الاستخدام ولحجم «المقعد المحمول». وبالإضافة لهذا، من الضروري انتقاء مقعد الجلوس في أماكن بعيدة عن مخارج الطوارئ أو عن الممر مباشرة.