استشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

TT

عملية البروستاتا

* قرر الطبيب إجراء عملية جراحية لوالدي، لتضخم حميد في البروستاتا، وهو متردد في إجرائها. كيف أعرف ضرورة ذلك له؟ وما هي أفضل وسيلة لإجرائها؟

وائل محمد - القاهرة ـ هذا ملخص سؤالك. وكأي قرار علاجي، للبروستاتا أو غيرها، فإن المهم هو معرفة الدواعي الطبية لإجراء تلك الوسيلة العلاجية، والفوائد التي سيجنيها المُصاب، ومعرفة المخاطر المحتملة لإجرائها، ومعرفة المُضاعفات المحتمل حصولها بعد المعالجة. ثم وزن ما بين الفوائد والمخاطر. وبالتالي تقرير الأنسب والأفضل.

وأولاً علينا معرفة أن التأكد من تشخيص وجود تضخم حميد في البروستاتا لا يعني بالضرورة أن المُصاب سيُعاني صحياً من ذلك الأمر. والإحصاءات تشير إلى أن حوالي 50% فقط من المُصابين ستظهر لديهم أعرض صحية مزعجة جراء التضخم الحميد في البروستاتا. ومن بين هذه النسبة للمُصابين، قِلّة قد تحتاج إلى علاج جراحي. بمعنى، أن اللجوء إلى العلاج الجراحي هو بالدرجة الأولى في حال فشل العلاج بالأدوية للتغلب على الأعراض. وللمعلومة ثمة اليوم علاجات جيدة وفاعلة في تخفيف أعراض التضخم للبروستاتا، أو في حال حصول أعراض مزعجة لحياة الإنسان اليومية أو مُهددة لسلامة حياته. والأعراض المقصودة والأهم، متعلقة بعملية التبول، أي عدم القدرة على التبول لإفراغ المثانة من البول، أو وجود صعوبات في إتمام إفراغ المثانة بالكامل منه، ما قد يُؤثر على راحة الإنسان في حياته اليومية، بالليل أو النهار. وما أيضاً قد يُؤثر سلبياً على وظائف الكلى. كما يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في حال حصول تضرر فعلي في وظائف الكلى. أو تكرار حصول نزيف مع البول جراء اللجوء إلى استخدام قسطرة مجرى البول لإفراغ ما يتجمع من بول في المثانة، أو تكرار حصول التهابات البول بالميكروبات أو تكون الحصاة في المثانة، جراء طول فترة بقاء البول في المثانة دون النجاح في إخراجه منها. وهنا يكون اللجوء إلى الحل الجراحي لوقف مزيد من التدهور الصحي والمعاناة من التضخم الحميد للمثانة. أما بالنسبة للأنواع المتوفرة من المعالجات الجراحية لتضخم البروستاتا الحميد، فإن هناك طريقين للوصول إلى البروستاتا واستئصال الأنسجة المتضخمة فيها. الأول عبر الجلد، أي عبر عملية جراحية يتم فيها شق الجلد في أسفل البطن للوصول إلى البروستاتا. والثاني باستخدام منظار يُدخل عبر فتحة العضو الذكري التي يخرج البول من خلالها طبيعياً، أي دون شق الجلد. والطريق الثاني هو الغالب في هذه النوعية من إصابات البروستاتا، وبها يتم كحت وإزالة طبقات الأنسجة البروستاتا التي تُعيق أو تسد مجرى البول خلال منطقة البروستاتا.

وفي الطريقة الثانية تتنوع وسائل الكحت والإزالة لأنسجة البروستاتا المتضخمة. فهناك الكحت بمشرط جراحي، أي كالشفرة. وهناك وسيلة الكحت بالليزر أو بالميكروويف أو بوسائل فيزيائية أخرى. واختيار الطريقة، تتم مناقشتها بين الطبيب والمريض وذويه للجوء إلى ما هو أفضل.

علاج فشل القلب ومراحله

* حصل لدي ضعف في عضلة القلب بدرجة متوسطة كما قال لي الطبيب، نتيجة لجلطة قلبية. هل من أمل في العلاج؟

فكري مشغول – جدة ـ هذا ملخص رسالتك، ولفكرك أن ينشغل إيجابياً بما يُمكن أن تكون فيه الفائدة لصحتك، دون أي من التشاؤم بأمور سلبية لا جدوى منها. واليوم تتوفر عدة خيارات علاجية ناجحة ومفيدة لحالات ضعف القلب، لم تكن متوفرة في السابق. وعلينا أن نفهم أهداف علاج ضعف القلب، التي هي بالدرجة الأولى متجهة نحو ثلاثة أمور. الأول، تقليل احتمالات، أو منع، حصول تدهور المزيد من قوة عضلة القلب، أي العمل على الحد من مخاطر حصول انتكاسات في صحة القلب. والثاني، تخفيف شدة أعراض ضعف القلب عن أداء واجباته كاملة. والثالث، تحسين نوعية ومستوى العيش في الحياة اليومية وممارسة أنشطتها الطبيعية.

وما عليك فعله لتحقيق النجاح في هذه الأمور الثلاثة، يتطلب خطوة أولية وأساسية مكونة من ثلاثة عناصر، وفق توجيهات الطبيب المعالج. وهي الالتزام بتناول الأدوية، واتباع ممارسة أنماط صحية في الحياة اليومية، والالتزام بالمتابعة الطبية لديه.

وعند المتابعة لدى الطبيب، عليك أن تعرف منه سبب حصول الضعف في قوة عضلة القلب، كما عليك أن تسأل عن مدى درجة الضعف الذي لديك في القلب. وهاتان المعلومتان أساسيتان، وعليهما تُبنى طريقة المعالجة. وعليه، سيكون من الأساسي التوقف عن التدخين إن كنت تدخن، والحفاظ على مستويات طبيعية لضغط الدم ونسبة الكوليسترول والسكر في الدم، وضبط وزن الجسم، وتناول الطعام وفق الطرق الصحيحة في مكوناته وكميته، وممارسة النشاط البدني وفق ما يُرشدك إليه الطبيب بما يتناسب مع قوة القلب الحالية لديك.

وسيتوجه الطبيب نحو معالجة مشكلة الشرايين، إما بالأدوية أو بالوسائل الأخرى، أي القسطرة أو العملية الجراحية إن دعت الحاجة لذلك. كما سيتوجه لمعالجة أي تأثيرات لضعف القلب على الصمامات.

وسيختار لك الطبيب مجموعة من الأدوية الهادفة إلى تقليل كمية الماء في الجسم، والعاملة على إعطاء راحة للقلب والشرايين، والمخففة لتفاعل الأنظمة الهورمونية والعصبية مع ضعف القلب. وهذه الأدوية عليك تناولها، كما عليك المتابعة مع الطبيب لتبيان مدى استجابة الجسم لها.

والذي أرجو أن يكون واضحاً لديك، أن إعطاء الفرصة الصحيحة والكافية للطبيب لمعالجة ضعف القلب، ينقلك إلى مستويات أفضل في جانبي سلامة الحياة والراحة في عيشها بشكل طبيعي.

شراب الكحة للنوم

* هل من الممكن تناول شراب الكحة لتسهيل الخلود للنوم؟ وهل دواء «سيستا» مفيد؟

عزيزة – دبي ـ يلجأ البعض إلى تناول الأدوية المحتوية على مواد مضادات الهيستامين للتغلب على مشكلة الأرق وصعوبة الخلود إلى النوم، أي أن البعض يستخدمها كبديل للحبوب المنومة. والسبب، أن إثارة النعاس هو من الآثار الجانبية لهذه المواد المضادة للهيستامين، والموجودة في شراب الكحة أو أدوية إزالة الاحتقان المصاحب لنزلات البرد أو الأدوية المستخدمة للتغلب على الحساسية.

ومن ناحية الممارسة، فإن منْ يتناولونها يلحظون أنها تفقد مفعولها المنوم بعد بضعة أيام من تكرار التناول. كما يلحظون أن تناولها قد يتسبب بالأرق. ومن ناحية أخرى، فإن هذه الأدوية لها تأثيرات سلبية على ضغط الدم وانتظام إيقاع نبضات القلب. كما أن لها تأثيرات سلبية لدى البعض، من الذكور والإناث، على الأداء الجنسي.

والإرشادات الطبية لا تعتبر تناول هذه الأدوية وسيلة مفيدة وسليمة للتغلب على صعوبات الخلود للنوم. أما دواء «سيستا»، والمحتوي على مركب «زاليبون»، فهو أحد الأدوية المنومة، السريعة البدء في المفعول، والقصيرة الأمد في التأثير. وهو من الأدوية الجيدة للتغلب على صعوبات النوم.

والمهم، هو محاولة التغلب على صعوبات النوم عبر الوسائل الطبيعية وتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، وتهيئة الظروف المُسهلة للنوم. وعند فشل كل ذلك، تكون مراجعة الطبيب واستشارته حول أفضل الأدوية المناسبة للحالة الصحية للإنسان الشاكي من الأرق.

* ص.ب. 7897، الرمز البريدي 11159 [email protected]

* استشاري باطنية وقلب ـ مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض