استشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي

TT

السكري الشبابي والحمل

* زوجتي لديها السكري منذ الطفولة. هل يُمكنها أن تحمل دون أن يضرّها ذلك أو يضرّ الطفل؟

محسن خ.- مصر ـ حمل المُصابة بالسكري ممكن بلا شك، وهناك الكثير مما يُمكن فعله لوقاية الأم من أي مضاعفات للحمل على السكري لديها، كما أن هناك الكثير مما يُمكن فعله لتجنيب الجنين أي مشاكل إلى حين ولادته سليماً مُعافى.

والمهم أن تُدرك أنت وزوجتك أن الحمل بذاته مرحلة تتطلب رعاية طبية مستمرة، وأن وجود مرض السكري لديها يتطلب حرصاً أكبر ومتابعة أفضل مع الأطباء.

وخلال متابعة المرأة الحامل والمريضة بالسكري، سواءً كانت مُصابة بالسكري قبل الحمل أو حصل لديها "سُكري الحمل"، هناك فريق طبي لمتابعة حالتها وحالة جنينها الصحية. وهو ما يتطلب المتابعة لدى طبيب السكري، وأخصائية التغذية، للعمل على ضبط نسبة سكر الدم بطريقة سليمة وللعمل على تغذية الأم بما تحتاجه هي وجنينها خلال فترة الحمل وما بعدها. والمتابعة لدى طبيب الحمل، لمراقبة مراحل الحمل وصحة الأم وصحة الجنين ونموه. والمتابعة أيضاً مع طبيب العيون للتأكد من سلامة الشبكية طوال فترة الحمل.

وكل ما هو مطلوب من الأم الحامل والمصابة بالسكري، هو العمل على التحكم في نسبة سكر الدم، وضبط النسبة تلك ضمن المعدلات الطبيعية. ومن المهم جداً عدم التهاون في ذلك. والسبب أن تحقيق ضبط نسبة سكر الدم يُؤدي إلى تقليل احتمالات حصول الإجهاض، وتقليل احتمالات إصابة الجنين بأي عيوب في بنية تكوين أعضاء جسمه، وتقليل احتمالات كبر حجمه وزيادة وزنه، وتقليل احتمالات إصابة الأم بارتفاع ضغط الدم أو أي مضاعفات أخرى في جسمها خلال الحمل، وتقليل احتمالات حصول مضاعفات السكري نفسه على العين أو الكلى.

والحقيقة الطيبة والجيدة، هي أن النجاح في ضبط نسبة سكر الدم خلال فترة الحمل يُلغي إلى حد كبير جداً احتمالات أي مشاكل في الحمل أو صحة الأم أو صحة الجنين. أي يجعل حمل المرأة مثل أي حمل آخر لدى أي امرأة غير مُصابة بالسكري من الأصل.

وللوصول لهذه الغاية، على الأم أن تُتابع لدى طبيب السكري، ولا تهمل في ذلك. وتتبع إرشاداته العلاجية وإرشادات أخصائية التغذية في جانب الأطعمة التي تتناولها. ولذا عليها أن تُجري فحص نسبة سكر الدم، وفق توجيه الطبيب، مهما كان تكرار القياس الذي يطلبه الطبيب. وللعلم، قد يطلب الطبيب في بعض الأوقات تكرار قياس نسبة سكر الدم ثمان أو ست أو أربع مرات يومياً. وعليها أيضاً أن تأخذ إبرة الأنسولين، في الأوقات التي ينصحها الطبيب بها، وبالكمية التي يدلها عليها. وعليها أن تعلم أن جرعة الأنسولين اللازمة لضبط نسبة سكر الدم قد تكون عالية في المراحل الأخيرة من الحمل، وهذا طبيعي. كما أن عليها أن تحرص على تناول الأطعمة المفيدة، كالخضار والفواكه الطازجة، وتتناول حبوب الفيتامينات التي ينصحها الطبيب بها، وتحرص على النشاط البدني، كالمشي، وفق ما يُرشدها طبيب الحمل.

وهناك متابعة خاصة تتم خلال فترة الولادة وما بعدها، كلها في سبيل إتمام الولادة بطريقة مناسبة تضمن سلامة الأم والجنين.

السكري مرض قد يُصيب الإنسان في أي عمر، وقد تكون له مضاعفات على الحمل والجنين والأم، لكن عليك تذكر أن توفير المتابعة الجيدة مع الأطباء والالتزام بتطبيق نصائحهم، كفيل بتقليل أي احتمالات سيئة للسكري.

علاج نقص هرمون الذكورة

* عمري 43 سنة، ولدي نقص في هرمون الذكورة، والطبيب وصف لي الهرمون التعويضي، هل أخذه؟.

بسام.- الدمام ـ نسبة الهرمون الذكري لديك متدنية، كما هو واضح من الرقم الذي ذكرته في رسالتك. ولكن لم يتضح لي الوقت الذي أُجري التحليل فيه وهل تم التأكد بتكرار إجراء التحليل. والسبب في هذا أن نسبة هرمون الذكورة في دم الرجل تختلف خلال اليوم. واالنصيحة الطبية هي إجراء التحليل في الصباح الباكر، دون بقية أوقات اليوم، لأن نسبة الهرمون الذكري تكون في الوقت أعلى من بقية ساعات اليوم. هذا أمر، والأمر الأخر أن من الضروري في حال وجود نقص نسبة هرمون الذكورة، إعادة التحليل للتأكد من نسبة انخفاضه. والأمر الثالث، أن حوالي 98% من هرمون الذكورة الموجود في الدم، يكون ملتصقاً ببروتينات، ولا تستفيد أنسجة الجسم منه. ولذا فإن إجراء تحليل تفصيلي لهرمون الذكورة هو أدق من مجرد قياس نسبة الهرمون الكلي في الدم. وعلى افتراض أن الأمور الثلاث هذه تمت بشكل صحيح في تحليل نسبة الهرمون الذكري لديك، وأن النتيجة هي أنه منخفض، فإن تقرير البدء بالمعالجة التعويضية يكون بناءً على وجود أعراض ناجمة عن هذا النقص. أي أن يكون هناك شكوى من ضعف الرغبة الجنسية أو ضعف مستوى الأداء الجنسي في جانب الانتصاب. أو أن يكون ثمة اضطرابات في المزاج خلال اليوم، كالتوتر والاكتئاب والتعب والغضب والتشويش الذهني وغيرها، أو وجود ضعف وهشاشة في بنية العظم. أو تدني مستوى المظاهر الرجولية على البشرة والشعر والعضلات وغيرها.

وعلى افتراض أن ثمة لديك دواعي، من أجلها أشار الطبيب عليك بأخذ العلاج الهرموني التعويضي، فإن هذا العلاج مفيد في تحسين الأمور التي من أجلها تم النُصح بهذا العلاج التعويضي، أي الاضطرابات الجنسية أو المزاجية أو العظمية أو غيرها.

ومع هذه المنافع المرجوة، فإن ثمة أموراً عليك التنبه لها حال البدء بالعلاج الهرموني التعويضي لهرمون الذكورة. وهي أن ثمة احتمالات لتسبب هذا الهرمون بتضخم الثدي لدى بعض الرجال. واحتمالات لزيادة تجمع السوائل في الجسم، وهو ما يحتاج إلى عناية لدى مرضى القلب أو الكبد أو الكلى. ولكن الأهم، وهو ما يجب أن تتأكد من طبيبك مباشرة عنه، هو أن هذا العلاج الهرموني التعويضي يجب أن لا يستخدمه منْ لديه احتمالات أو مُصاب باضطرابات في البروستاتا من نوع الأورام.

وهناك جانب أخر يفرض وقف أخذ هذا العلاج ومراجعة الطبيب، وهو حصول اضطرابات في التنفس أثناء النوم، أو حصول حالة طويلة ومتكررة من الانتصاب.

* استشاري باطنية وقلب ـ مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

* ص.ب. 7897، الرمز البريدي 11159 [email protected]