أستشارات طبية

بإشراف د. حسن محمد صندقجي*

TT

* ارتفاع ضغط الدم > أعاني من ضغط الدم منذ عدة أعوام وأتناول العلاج الذي وصفه الطبيب بانتظام، وأقوم بقياس الضغط منزلياً، فهل يجب متابعة الطبيب؟

عبد الباقي السيد ـ القاهرة ـ هذا ملخص سؤالك. الارتفاع في ضغط الدم حالة مرضية شائعة، وكل ما هو مطلوب من الإنسان أن يهتم بالمتابعة لدى الطبيب، وبتحقيق ضبط معدل ضغط الدم ضمن ما هو مطلوب علاجياً.

ما يجدر بك ملاحظته والأخذ به كحقيقة، هو أن ارتفاع ضغط الدم حالة مزمنة. والحاجة إلى زيارة الطبيب بشكل دوري، ووفق ما ينصح به، لها غايات أخرى ضرورية لا تقتصر على مجرد معرفة أرقام قراءات القياس للضغط، لأن الأمر هذا بحد ذاته هو جزء من المتابعة. وثمة عناصر يهتم بها الطبيب عند متابعته لمن لديه ارتفاع ضغط الدم، أهمها خفض مقدار ضغط الدم ضمن نطاق ما دون 120/80 ملم زئبق. ولذا فإن قراءات أعلى، وإن كانت لا تصل إلى حد 140/90، هي لا تزال مرتفعة بالنسبة لمن يتناولون علاجات ارتفاع الضغط. هذا أمر، والأمر الآخر هو متابعة أي آثار جانبية للأدوية. وهذه الآثار ليست بالضرورة من النوع الذي يظهر على جسم متناولها كاحمرار جلدي مثلاً، بل ربما اضطرابات كيميائية في أملاح الدم وغيرها. وهي ما تحتاج إلى الطبيب ومساعدته. ثم هناك التأكد من قبل الطبيب أن المريض يتبع الإرشادات الخاصة بالوسائل العلاجية المساندة للأدوية في ضبط مقدار ضغط الدم، مثل الرياضة البدنية والاهتمام بالوزن ومكونات الوجبات الغذائية.

بعد هذا كله، هناك أمران من الحكمة إدراك أهمية تولي الطبيب متابعتهما. الأمر الأول متابعة تأثير وجود حالة ارتفاع في ضغط الدم، حتى مع انضباط مقداره، على الأعضاء المُستهدفة بالضرر في هذه الحالة. وتحديداً الحديث هو عن القلب وشرايينه، وعن الكلى ووظائفها، والدماغ ووظائفه، والعينين. والأمر الثاني متابعة أي أمراض أخرى، خاصة المزمنة منها. مثل السكري أو اضطرابات وظائف الكلى أو الرئة أو غيرها، المُصاحبة لوجود حالة مرض ارتفاع ضغط الدم.

* انتفاخ الساقين وتورمهما > عمري 56 عاما وأعاني من تورم في الساقين، مما يسبب صعوبة في المشي. أريد حلاً لهذه المشكلة.

أم عبد الله ـ السعودية ـ هذا موجز سؤالك، ان التورم أو الارتشاح الذي يصيب الساق والكاحل والقدم يجعلها تبدو منتفخة وثقيلة الوزن، فسوائل الجسم تتحرك بصورة منظمة جيئة وذهابا في جميع أنحائه بين الدم والأنسجة. وعندما يكون هناك ضغط زائد بأوردة الساقين تندفع السوائل خارج الدم نحو الأنسجة ويظهر التورم. ـ ومن أسباب هذه الحالة الجاذبية الأرضية نتيجة للوقوف لفترات طويلة، أو التغيرات التي تطرأ على أوردة الساق مع التقدم في العمر، وقد يكون التورم هذا إشارة إلى مشكلة في القلب كالجلطة أو هبوط عضلة القلب، أو قد يكون أيضا علامة على سوء التغذية أو وجود أمراض في الكلى أو الكبد أو الأمعاء أو الغدة الدرقية، لذلك ينصح دائما عند ظهور مثل هذا التورم إجراء الفحوصات الشاملة للتأكد من خلو الشخص من هذه الأمراض العضوية.

من الأمور التي قد تساعد على تخفيف حدة التورم، الاستلقاء على الظهر أو الجلوس ورفع الساقين إلى أعلى من مستوى القلب، وتجنب الوقوف لفترات طويلة وارتداء الجوارب الضاغطة في حال وجود الدوالي، كما يساعد المشي في تحسين التورم الناتج عن الدوالي. أما بالنسبة لأصحاب الوزن الزائد، فان إنقاصه يساعد على التخفيف من الضغط على أوردة الساقين. ونذكر أيضا أن التقليل من تناول ملح الصوديوم (ملح الطعام) يساعد على عدم ترشيح سوائل الجسم، وقد يصف الطبيب المعالج بعض أنواع مدرات البول للتخلص من هذه السوائل.

* جفاف العين والحكة > أعاني من جفاف العين والحكة التي تأتي على فترات متقطعة، مسببة لي الإزعاج. أرجو الإفادة؟

نبيلة ـ تونس ـ هذا ملخص سؤالك الطويل.ان جفاف العين هو عدم قدرة العين على إفراز الدمع لترطيبها، فيشعر المرء بالوخز والحكة والحرقة والاحمرار، مما يتسبب في عدم القدرة على تحمل ارتداء العدسات اللاصقة واستحالة استخدامها. وإذا كانت كمية الدموع التي تفرزها العين دون المعدل الطبيعي، فان تعرض العين لأي من العوامل المثيرة لها كالغبار أو الدخان أو الحرارة الشديدة، يُؤدي إلى أن تقوم الغدد الدمعية بإفراز كميات كبيرة من الدمع، فتخفي حقيقة الجفاف الذي كان السبب الرئيسي لهذه الدموع الغزيرة.

أحد أهم أسباب الجفاف هو ما ذكرته في سؤالك وهو الجلوس أمام التلفزيون والكومبيوتر لساعات طويلة حيث تقل حركة الأجفان بسبب التركيز الشديد أثناء المشاهدة أو أثناء العمل مما يؤدي إلى نقصان حركة الجفن من 15 رمشة في الدقيقة إلى 5 رمشات أو أقل في الدقيقة الواحدة وبالتالي يقل إفراز الطبقة المائية للدمع، إضافة إلى أن التحديق في الشاشات المضاءة يسرع تبخر الدمع فيصاب المرء بالجفاف.

أيضاً، من الممكن أن يؤدي استخدام بعض الأدوية العلاجية الى جفاف العين حيث ينخفض معدل الإفراز الدمعي. وعند ملاحظة حدوث ذلك يجب إخبار الطبيب المعالج لتغيير الدواء، أما في حال ضرورة استخدام الدواء بعينه كما هو الحال لديك، فيمكن التعويض باستخدام قطرات الدموع الصناعية. وقد يزيد التعرض للطقس الجاف وحرارة الشمس والرياح، وبالطبع مكيفات الهواء من الجفاف في العين.