التهاب المفاصل يزيد مخاطر أمراض القلب

يرفع خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية

TT

وان كنت تتعايش مع ألم المفاصل الناجم عن التهاب المفاصل الروماتويدي (الرثياني) Rheumatoid Arthritis او الذئبة lupus، فان لديك الكثير من الامور المثيرة للقلق. ومع ذلك، فان من المستحسن بذل الجهد لزيادة الاهتمام بصحة قلبك وشرايينك.

التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة، والامراض الاخرى المرتبطة باضطرابات المناعة الذاتية هي مشاكل صحية مزمنة، يتسبب في حدوثها جهاز المناعة غير المنضبط. فهناك نوع محدد من كريات الدم البيضاء، التي تحمي في العادة الجسم من العدوى، التي تقوم وبدلا من ذلك، بمهاجمة الانسجة. وفي مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، فان التدمير يحدث في المفاصل بالدرجة الرئيسية، الامر الذي يسبب الالتهابات والآلام. اما في مرض الذئبة فان جهاز المناعة بمقدوره مهاجمة المفاصل، الجلد، الرئتين، الاوعية الدموية، القلب، الكبد، الكليتين، والجهاز العصبي. وهاتان الحالتان المرضيتان تؤثران في نحو 4 ملايين اميركي، اكثرهم من النساء.

* الالتهابات والقلب

* وهناك أدلة دامغة على ان امراض المناعة الذاتية هذه، ترتبط بشكل ما مع مشاكل القلب. فالنتائج التي قدمتها «دراسة صحة المرضات»، على سبيل المثال، تظهر ان النساء المصابات بآلام المفاصل الروماتويدي، يتعرضن اكثر بمرتين الى حدوث النوبة القلبية او توقف القلب المفاجئ مقارنة بقريناتهن من الأخريات من غير المصابات بالمرض. وكلما طالت فترة المرض، زاد الخطر. اما في ما يخص داء الذئبة فان خطر امراض القلب سيكون اكبر. كما افترضت دراسة جديدة بأن النقرس، وهو نوع مختلف من التهاب المفاصل، يرتبط كذلك بامراض القلب والاوعية الدموية (أرشيفات الطب الباطني، 26 مايو 2008).

ولا يعلم أحد بالضبط كيف ترتبط هذه الامراض مع حدوث امراض القلب والاوعية الدموية. فهذه الامراض لا تحدث الاضرار المباشرة بالقلب او الشرايين. الا ان هناك احتمالا في ان تكون كلها نابعة من نفس المصدر- الالتهابات.

والالتهاب هو جزء حيوي من دفاع الجسم. وهو يساعد الجسم للوقوف بوجه البكتيريا، الفيروسات، والاجسام الغريبة الاخرى، كما يساعد على التنظيف من الشوائب، وفي اصلاح الانسجة المتضررة. الا ان الالتهابات لدى الاشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة، تعمل مثل النيران الصديقة- فهي تتوجه نحو الجسم نفسه وتحدث الاضرار في مفاصله وأنسجته الاخرى. وفي النظرة الجديدة لامراض القلب فان الالتهابات تحفز عملية تصلب الشرايين، وتعمل على الاستمرار في تأجيجها، وتؤثر في زيادة تكون الخثرات التي تسدّ الشرايين، وهذه هي الاسباب الكبرى للنوبات القلبية والكثير من السكتات الدماغية.

كما يحتمل ان توجد صلات اخرى. فالناس الذين يعانون من مفاصل مؤلمة يجدون صعوبة في اجراء التمارين الرياضية، وهي واحدة من اهم اجراءات الحماية من امراض القلب. وقد يعانون من وزن اكثر، كما انهم يتناولون عددا من الادوية الاسترويدية القشرية Corticosteroids التي تعمل بدورها على حدوث تصلب الشرايين وتضر القلب والشرايين.

* نقاط جوهرية

* الاشخاص المصابون بالتهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة، والنقرس، يكون خطر الاصابة بامراض القلب لديهم اعلى من المتوسط. (ولا ينطبق هذا على الاشخاص الذين يعانون من الالتهاب المفصلي العظمي Osteoarthritis الناجم عن البَلَى).

* حتى الآن فان افضل اسلوب للتحكم بهذا الخطر هو الاهتمام بالنظام الغذائي، الوزن، التمارين الرياضية، ضغط الدم، والكولسترول.

* تخفيف الالتهاب

* في افضل العوالم، فان العلم بأن التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة بمقدورهما زيادة خطر امراض القلب، يجب ان يكون مصاحبا بالعلم حول الاحتياطات التي ينبغي اتخاذها. لكن، وفي العالم الواقعي، فان هذين الأمرين لا يسيران جنبا الى جنب. ويقول الدكتور دانيال سولومون الاختصاصي بالتهاب المفاصل الروماتويدي في مستشفى بريغهام التابع لجامعة هارفارد الذي اجرى ابحاثا في هذا المجال: «واحد من اكثر الامور المجهولة، هو: ما هي افضل الخطوات لمساعدة الناس المصابين بهذين المرضين، على خفض الخطر الكبير لأمراض القلب».

ان السيطرة على التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة بواسطة الادوية التي تخفف الالتهابات مثل Infliximab Remicade، Adalimumab Humira، او Etanercept Enbrel، قد تكون بداية جيدة. وقد اظهر عدد من الدراسات الصغيرة ان المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي الذين يتناولون هذه الادوية، هم اقل من يتعرضون الى الاصابة بالنوبات القلبية او الاحداث الناجمة عن امراض القلب والاوعية الدموية، مقارنة بالآخرين الذين يتناولون الادوية الأسترويدية او الادوية الاخرى.

وماذا اذن عن ادوية الستاتين المدهشة لحماية القلب؟ وبالاضافة الى خفضها للكولسترول، فان ادوية الستاتين Statins تحافظ على استقرار اللويحات المترسبة على جدران الاوعية وتخفف الالتهابات. وتفترض دراسات اولية جدا ان ادوية الستاتين ربما بمقدورها تخفيف الالم والتورم الناجمين عن التهاب المفاصل الروماتويدي. لكن، حتى الآن فان الابحاث لم تدقق في التأثيرات البعيدة المدى لاستخدام ادوية الستاتين على امراض القلب، او فرص النجاة لهذه المجموعة من المرضى. اما تناول الاسبرين بجرعته الصغيرة يوميا، فقد يكون ملائما، رغم ان هذا الامر لم يختبر بعد. وان تناولت حبة اسبرين لحماية قلبك عندما تتناول الادوية غير الاسترويدية المضادة للالتهابات مثل «ايبوفرين» لتخفيف اوجاع وآلام التهاب المفاصل، فان هناك امرين مهمين ينبغي عليك معرفتهما:

1 ـ تناول الاسبرين قبل دقيقة على الاقل من تناول اول جرعة من الادوية غير الاسترويدية المضادة للالتهابات، لأن بمقدور هذه الادوية ايقاف تأثير الاسبرين.

2 ـ تناول الاسبرين من النوع سريع الانحلال، وليس النوع المغلف او النوع بطيء الانحلال. وأحد الامور السيئة في تناول الاسبرين انه، كما هو الحال مع الادوية المضادة لالتهاب المفاصل، مضر بالمعدة.

وفي الوقت الحالي عليك ان تركز على: • الحفاظ على وزن طبيعي.

• اتباع نظام غذائي جيد.

• اجراء التمارين الرياضية.

• السيطرة على ضغط الدم.

• الحفاظ على مستويات الكولسترول.

ويعترف الدكتور روبرت شميرلنغ، رئيس القسم الاكلينيكي في علوم التهاب المفاصل الروماتويدي في مركز «بيث اسرائيل الطبي» التابع لهارفارد: «ان هذه الرسالة ليست مغرية على وجه الخصوص، الا انها مفيدة لانقاذ الحياة».

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»