أستشارات طبية

TT

* التهاب السحايا > أصيب ولدى بارتفاع شديد في درجة الحرارة مع صداع، وشك الطبيب أن يكون مصابا بالتهاب السحايا، ولم يكن مصابا به، فما هو التهاب السحايا وما أعراضه، مع الشكر؟

أم سمير ـ جدة ـ هذا ملخص سؤالك. يصيب التهاب السحايا ويعرف أيضا بالحمى الشوكية، الأغشية الثلاثة المحيطة بالدماغ. وعادة ما يحدث بسبب الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية تنتقل بصورة مباشرة من الأذن أو تجاويف الجيوب الأنفية إلى المخ أو تنتقل من أى جزء من أجزاء الجسم إلى المخ عبر تيار الدم.

ويعتبر التهاب السحايا الفيروسي الأكثر انتشارا والأقل خطورة وغالبا ما يصيب الأطفال والشباب، أما التهاب السحايا البكتيري فهو أشد خطورة ويؤثر في الأطفال بوجه خاص. وغالبا ما يبدأ هذا المرض المهدد للحياة بأعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا أو الزكام التي تتفاقم بشكل سريع لدى الأطفال لتظهر الأعراض الكلاسيكية للمرض، التي تشمل الحمى والصداع الشديد مع تيبس الرقبة وعدم الرغبة أو النفور من الضوء والقيء، وفى بعض الحالات قد يظهر طفح جلدي، ويصاب الأطفال بحالة من الخمول والنعاس الشديد و الارتخاء.

ولتشخيص المرض بعد المعاينة، يجب أخذ عينة من السائل النخاعي أسفل الظهر وتفحص تحت المجهر لتحديد السبب ونوع العدوى. ولا يتطلب التهاب السحايا الفيروسي ذو الأعراض الخفيفة في العادة علاجا معينا سوى المسكنات لتخفيف الألم ومخفضات الحرارة، حيث أنه يشفى تلقائيا ويتم التعافي بشكل كامل منه خلال أسبوع إلى أسبوعين. أما في حالة الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري، فيتطلب الأمر علاجا فوريا بإعطاء المريض المضادات الحيوية عبر الوريد من دون أدنى تأخير. وللوقت هنا أهمية بالغة في الأمر، فالدقائق القليلة يمكنها إنقاذ حياة المصاب. ويتعافى المريض بصورة أبطيء كثيرا من الالتهاب الفيروسي ويتفاوت الوقت اللازم للشفاء من مريض إلى آخر وحتى مع توفر أفضل العلاجات، تحدث الوفاة لقرابة15% من المصابين بهذه الحالة. وقد يسبب المرض الشديد بعض المضاعفات كفقدان السمع أو ضعف الذاكرة.

والجيد هنا أنه من الصعب التقاط عدوى التهاب السحايا الجرثومي من شخص لآخر، ولحدوث ذلك ينبغي على الطفل استنشاق رذاذ شخص مصاب بالمرض لعدة ساعات حتى تنتقل العدوى له. ويمكن منع انتشار العدوى بين الأشخاص القريبين من المصاب بفاعلية عن طريق إعطائهم مضادات حيوية لمدة يومين.

ويوجد لقاح ضد التهاب السحايا وهو متوفر في جميع المراكز الطبية ويعطى للأطفال والكبار للوقاية من المرض.

* هشاشة العظام > أبلغ من العمر 45 عاماً وأعانى من ألام في كل عظام الجسم، هل من المفيد أن أتناول الكالسيوم، وكيف أعرف أن كنت مصابة بهشاشة العظام؟، أرجو الإفادة.

سامية عبد المحسن ـ البحرين ـ هذا ملخص سؤالك. والأساس هنا هو محاولة الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وبصفة مستمرة يومياً منذ الصغر. لأن هذا هو ضمانة الحماية من اضطرابات ضعف بنية العظم عند كبر الإنسان. والإرشادات الصحية، لهيئات الغذاء في الولايات المتحدة وغيرها، تقول:

ـ الأطفال ما بين سن سنة وثلاث سنوات يحتاجون حوالي 500 مليغرام يومياً منه. أي كوبين من الحليب.

ـ الأطفال ما بين الرابعة والثامنة من العمر يحتاجون 800 مليغرام منه يومياً أي حوالي 3 أكواب حليب.

ـ الفتية والمراهقون ما بين سن التاسعة والثامنة عشرة وكذلك البالغون من الرجال يحتاجون 1300 مليغرام منه يومياً أي حوالي أربعة أكواب حليب.

ـ النساء الحوامل والمرضعات يحتجن حوالي 1500 مليغرام يومياً.

والحليب يحتوي على كميات مناسبة جداً من الكالسيوم، لذا لا بد من تناول الحليب، الأمر الذي يحقق بشكل تلقائي تزويد الجسم بالكمية اليومية المطلوبة من الكالسيوم. ومتى ما تم ذلك التناول للحليب والتعرض لأشعة الشمس لتوفير فيتامين «دي»، فإنه من المفترض أن لا تكون هناك مشكلة. كما أن هناك مصادر أخرى للكالسيوم، بإمكانها تزويد الجسم بكميات جيدة منه، كالأجبان والشوفان و الروبيان والسردين والفواكه كالتين والبرتقال والمشمش والخضروات الورقية والبقول كالعدس وغيرها، وكلها مصادر غنية للكالسيوم لمن لا يتناول الحليب أو يصعب عليه ذلك.

أما عن فحوصات تشخيص الإصابة بهشاشة العظم فهي تشمل قياس كثافة العظم عبر الأشعة لأسفل الظهر ومنطقة الحوض والمعصم أو الكاحل. وهذا الفحص هو لهذه المناطق العظمية المعرضة بشكل أكبر من غيرها للكسور. وبه يتم تفادي مضاعفات هشاشة العظام عبر بدء العلاج ومتابعة تأثيره، لأن الهشاشة نتيجة قلة ترسب وتكوين النسيج العظمي تزيد من الشعور بألم العظم، خاصة عند الضغط عليه ومن احتمال الإصابة بالكسور لدى التعرض لأدنى حادث أو سقوط.

وفي سبيل الوقاية أو بدء العلاج المبكر لهشاشة العظم فإن النصيحة الطبية هي حث جميع النساء ممن تجاوزن الخامسة والستين على إجراء فحص كثافة العظم الإشعاعي. لكن لو كانت هناك عوامل تزيد من احتمال الإصابة بالهشاشة في العظم كتدني وزن الجسم أو الإصابة بالكسور في السابق أو وجود تاريخ عائلي موجب لهشاشة العظم فإن من الأفضل إجراء هذا الفحص بشكل مبكر أي في سن الستين.

ص.ب. 7897، الرمز البريدي 11159 [email protected]