أستشارات طبية

TT

* الكالسيوم والغذاء

* هل صحيح أن تناول الكالسيوم منذ الصغر، يمنع الإصابة بأمراض العظام في الكبر، وما هي الكمية اللازمة لإعطائها لأطفالي في هذه الحالة؟

سميحة المصري - الإسكندرية ـ هذا ملخص سؤالك.. نعم، أؤكد لك صحة المعلومة، وهي أن الحصول على كميات كافية، وبصفة يومية منذ الصغر، يحمي كثيراً من مشاكل ضعف بنية العظم في الكبر. والنصائح من هيئات الغذاء في الولايات المتحدة وكندا، اليوم، كأكاديمية طب الأطفال الأميركية وغيرها، تقول إن:

- الأطفال ما بين سن سنة وثلاث سنوات يحتاجون حوالي 500 ملليغرام يومياً منه، أي كوبين من الحليب.

- الأطفال ما بين الرابعة والثامنة من العمر يحتاجون 800 ملليغرام منه يومياً، أي حوالي 3 أكواب حليب.

- الفتية والمراهقون ما بين سن التاسعة والثامنة عشرة، كذلك البالغون من الرجال، يحتاجون 1300 ملليغرام منه يومياً، أي حوالي أربعة أكواب حليب.

- النساء الحوامل والمرضعات يحتجن حوالي 1500 ملليغرام منه يومياً. ولأن الحليب يحتوي علي كميات جيدة من الكالسيوم، فإن من يتناوله من الأطفال والمراهقين، يحقق بسهولة تناول الكمية اليومية المطلوبة منه، ويجب ألا تكون هناك مشكلة، لكن المشكلة هي لدى الأطفال ممن هم حساسون للحليب أو أنهم لا يحبونه، فهناك مصادر أخرى له. فكمية الكالسيوم في كوب من الحليب 300 ملليغرام، وكوب من الشوفان المطبوخ 120 ملليغرام، وفي 50 غراماً من جبن الشيدر نحو 300 ملليغرام، وفي 250 غراماً من لبن الزبادي 300 ملليغرام، وفي نصف كوب من البطاطا 50 ملليغراماً، وكذلك في نصف كوب من الفاصوليا 120 ملليغراماً، وفي عشر ثمار من التين 170 ملليغراما،ً وفي برتقالة واحدة 50 ملليغراماً، وفي 90 غراماً من سمك السردين بعظمه حوالي 370 ملليغراماً، وفي الكمية نفسها من الروبيان 150 ملليغراماً.

وكذلك فإن الخضر الورقية الخضراء، والعدس، والمشمش، والأسماك وغيرها، فإنها كلها مصادر غنية للكالسيوم لمن لا يتناول الحليب، أو يصعب عليه ذلك.

لذا فإن تناول الكالسيوم من الغذاء هو ما تتحقق به الفائدة للجسم. ومصادره الغذائية هي من ضمن الأغذية الشائعة والمتوفرة، لذا من الصعب فهم لماذا يحدث نقص الكالسيوم في الجسم نتيجة قلة تناوله، والأمر حينها يعكس اضطراباً واضحاً وواسعاً في النظام الغذائي اليومي لدى من يعاني منه.

* نزيف ما بعد الولادة

* ما هي أسباب نزيف ما بعد الولادة، وهل يحدث لمن أصيبت به من قبل، في الولادات المقبلة؟

* أم عبد الله - جدة

* هذا ملخص سؤالك.. ليس بالضرورة لكل من عانت من نزيف بعد الولادة أن تعاني مرة أخرى منه. ولم تذكري في سؤالك عن سبب حصول النزيف لديك أثناء ولادتك المرة الأولى، ولكن بشكل عام هناك العديد من الأسباب والآليات التي عبرها يتم حصول حالة نزيف الولادة، إلا أن أهمها خمسة أمور:

- وهن الرحم، والمقصود هي حالة الإرهاق والتعب، إن صح التعبير، التي تصيب الرحم بعد خروج الجنين والمشيمة، الأمر الذي لا يُمكّن الرحم آنذاك من الانقباض الطبيعي. ومن المعروف أن انقباض الرحم بعد الولادة مباشرة يُسهم في منع نزيف الأوعية الدموية في منطقة التصاق المشيمة ببطانة الرحم. وعدم حصول هذا الأمر هو السبب في 70% من حالات نزيف الولادة.

- حصول تهتك في عنق الرحم أو في المهبل، يعد السبب الثاني بعد وهن الرحم في حصول نزيف الولادة.

- يعد بقاء أجزاء من المشيمة أو عدم خروجها كلها أصلاً، أحد الأمور التي تسبب نزيفاً مباشراً أو في مرحلة لاحقة بعد الولادة.

- وجود اضطرابات مرضية أو علاجية في الإتمام الطبيعي لعملية تخثر الدم أحد الجوانب المهمة ومتعددة الأسباب في حصول حالات نزيف الولادة، والتي تحتاج إلي بحث في كل حالات النزيف عموماً.

- بالرغم من أن تهتك الرحم أو حصول تشقق في جدرانه لا يؤدي إلا إلى نزيف قليل من الدم عبر المهبل، وتلحظه الأم الواضعة، إلا أنه يؤدي إلى نزيف أكبر في البطن وألم متفاوت القوة فيها، ويعتبر من الأسباب الحرجة لحصول النزيف، ويتطلب تدخلاً جراحياً، ربما قد يصل إلى استئصال الرحم. هذا بالإضافة إلى حالة انقلاب جدار الرحم إلى الداخل، والذي يشير البعض إلى أن شد الحبل السري أثناء خروج المشيمة قد يسببه.

وبعد ذكر الأسباب التي قد تؤدي إلى نزيف الولادة، أريد أن أنوه أن ثمة عوامل تزيد من احتمال حدوث النزيف، يستطيع الطبيب أن يبحث عنها خلال فترة الحمل، لأخذ الحذر أثناء عملية الولادة لاجتناب حصول النزيف والتي منها تعدد ولادة المرأة في السابق فوق خمس مرات، وكبر حجم الجنين أو وجود أكثر من جنين، وكبر حجم السائل الأميوني الذي يسبح فيه الجنين داخل الرحم، وطول أمد عملية الولادة، وحصول تعسر يستدعي استخدام الطبيب لوسائل تسهيل خروج الجنين كالملاقط أو الشفط، ووجود اضطرابات في المشيمة، كأن يكون التصاقها ببطانة الرحم في منطقة قريبة من عنق الرحم أو تغطيه بالكامل، أو إصابة الأم أثناء الحمل باضطرابات في ضغط الدم، إما ارتفاعاً أو انخفاضاً، أو وجود اضطرابات في تخثر الدم، والتي سبق حصول نزيف لديها في ولادة سابقة، كلها عوامل تزيد من احتمالات الإصابة.

ص.ب. 7897، الرمز البريدي 11159 [email protected]