أستشارات طبية

TT

* الأنسولين وزيادة الوزن

* الطبيب ينصحني بأخذ الأنسولين لضبط السكر لدي. وأنا أعرف أن الأنسولين يزيد الوزن، ولا أريده بسبب ذلك. بم تنصح؟

رولا روبير - بيروت.

- هذا ملخص سؤالك. هناك علاقة وثيقة بين أخذ حقن هرمون الأنسولين وبين زيادة وزن الجسم. ولكن ليس من الحتمي أن تحصل زيادة في الوزن نتيجة أخذ الأنسولين. ولأن الطبيب ينصحك بأخذ الأنسولين لضبط ارتفاع السكر لديك، فإن من المفيد فهم كيف يعمل الأنسولين في الجسم، وكيف يمكن تفادي الوقوع في زيادة الوزن.

مهمة الأنسولين الأساسية هي تنظيم دخول السكر إلى خلايا الجسم. والطبيعي أن البنكرياس يفرز الأنسولين إلى الدم، بُعيد تناول وجبة الطعام، كي تدخل سكريات الطعام إلى الخلايا. ومعلوم أن خلايا الجسم تحتاج السكريات كي تنتج الطاقة التي تعمل الخلايا بها. ولدى مرضى السكري، لا يُنتج البنكرياس الكمية اللازمة للجسم من الأنسولين، أو أنه لا ينتجه بالأصل. وبالتالي ترتفع كمية السكر في الدم ولا يتمكن من الدخول إلى الخلايا كما هو طبيعي. ولذا فإن أحد خطوات معالجة مرض السكري، رفع كمية الأنسولين في الجسم إلى «الحد الكافي» لتنظيم خفض نسبة سكر الدم. و«الكمية الكافية من الأنسولين» يُمكن توفيرها للجسم عبر أحد طريقين:

- أخذ حقن الأنسولين. وهو ما يجب اللجوء إليه عندما لا يكون بالأصل لدى البنكرياس أي قدرة على إنتاج الأنسولين. - تناول الحبوب الدوائية لعلاج السكري. وهي أدوية تستخدم حينما يكون البنكرياس ضعيفا، ولكن لا تزال لديه قدرة على إنتاج كمية قليلة من الأنسولين. وما تقوم به هذه الأدوية هو تنشيط البنكرياس كي يفرز المزيد من الأنسولين، وأيضا تقوم هذه الأدوية بتقليل امتصاص الأمعاء للسكريات.

وحينما يواجه المريض مشكلة عدم انخفاض السكر وظهور تأثيرات على أعضاء الجسم المهمة بسبب ذلك، بالرغم من تناول الأدوية، لا يبقى أمام الطبيب إلا اللجوء إلى الأنسولين كعلاج للحالة. زيادة الوزن أحد التأثيرات الجانبية للأنسولين، والتي يعاني منها الكثيرون دونما ضبط لذلك. وللتوضيح، سيُسهل وجود الأنسولين دخول السكر إلى الخلايا. أي أن الجسم لن يفقد السكر مع البول، كما في حالة استمرار ارتفاع نسبة سكر الدم. والسكر الذي يدخل إلى الخلايا سيتحول إلى شحوم حينما لا يستهلك الجسم تلك السكريات ويحرقها. وزوال عامل فقد السكريات في البول، وعامل تحول السكريات إلى شحوم، هي السبب في زيادة الوزن المصاحبة للبدء بأخذ حقن الأنسولين.

أي بعبارة أخرى، تواجه مرضى السكري مشكلة زيادة الوزن عند أخذ الأنسولين، لأنهم لا يتناولون الكمية اللازمة فقط من الطعام، ولأنهم لا يمارسون النشاط البدني الذي يحرق السكريات الفائضة عن حاجة الجسم.

والنصيحة الطبية عند البدء بأخذ الأنسولين، هي الاهتمام الجاد بضبط كمية الطعام اليومية، ضمن حدود حاجة الجسم للحركة وللحفاظ على وزن طبيعي. وبهذا يمكن دون شك منع حصول زيادة في وزن الجسم مع أخذ حقن الانسولين.

والحقيقة أن على مرضى السكري النظر بعين الاهتمام الجاد إلى كمية الطعام التي يتناولونها خلال اليوم، وإلى توزيع تلك الكمية على خمس وجبات في اليوم، وإلى ممارسة الرياضة والنشاط البدني.

* الكولسترول الخفيف

* أجريت تحليل الكولسترول، ولدي نسبة الكولسترول الكلي والكولسترول الثقيل والدهون الثلاثية طبيعية كلها. ولكن الكولسترول الخفيف مرتفع. هل هذا ممكن؟

أحمد الغامدي - الرياض.

- هذا ملخص سؤالك. والنتائج التي ذكرتها ممكنه وشائعة. ولاحظ معي أن ارتفاع الكولسترول الخفيف هو عامل في رفع احتمالات ترسب الكولسترول في الشرايين. وما يهدف الطبيب إليه هو خفض هذا الارتفاع الضار في نسبة الكولسترول الخفيف.

وعند إجراء «تحليل الكولسترول»، يتضمن تقرير النتائج أربعة عناصر. وهي الكولسترول الكلي والكولسترول الخفيف والكولسترول الثقيل والدهون الثلاثية. ونتائج كل من الكولسترول الكلي والكولسترول الثقيل والدهون الثلاثية، محددة لكل الناس. أي أن هناك ما هو طبيعي لكل الناس، وما هو غير طبيعي لكل الناس.

أما في موضوع «الكولسترول الخفيف» بالذات، فإن الطبيعي لشخص ما يختلف عن الطبيعي لشخص آخر. والأمر لا علاقة له بالعمر أو الجنس. بل الأمر مرتبط بالحالة الصحية للشخص. ومثلا، نتيجة الكولسترول الخفيف بمقدار 3 مليمول قد تكون نتيجة طبيعية ومقبولة لإنسان عادي. ولكن ذلك الرقم هو مرتفع بالنسبة لشخص آخر لديه ارتفاع في ضغط الدم ويدخّن وذو وزن زائد. وهنا عليه أن يكون الكولسترول الخفيف أقل من 2,6. وبالنسبة لشخص ثالث، مصاب بمرض شرايين القلب ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم، يكون المُراد الطبي خفض الكولسترول الخفيف إلى ما دون 1.8 .

والسبب في اختلاف أرقام المعدل الطبيعي للكولسترول الخفيف، هو النظر إلى احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين القلبية. وكلما ارتفعت الاحتمالات، أي بوجود عدة عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين لدي الشخص، كلما وجب العمل على خفض الكولسترول الخفيف بمقدار أكبر. أي جعله متدنيا بدرجة أكبر.

ولذا عليك المتابعة مع الطبيب مباشرة في شأن نتائج الكولسترول، لأنه هو منْ سيفحصك وهو الذي سيقول لك ما هو الطبيعي لك وما هو غير طبيعي لك.

* تسلّخ الكفين

* أعاني من تسلخ وتقشير في جلد الكفين منذ فترة. والأمر يسبب لي إحراجا، وأنا قلقة حول السبب، فما هو السبب؟

منال أحمد - الكويت.

- مشكلة تقشير جلد الكف هي مشكلة سطحية في الطبقة الخارجية للجلد، وغالبا تظهر لفترة بضعة أسابيع ثم تختفي، وهي غير ضارة، أي طالما لا تتسبب في شقوق وجروح تنزف بالدم وعُرضة للالتهابات الميكروبية.

وهناك أسباب معلومة وواضحة ومنطقية لحصول المشكلة في جلد الكفين، كتعرّض الكفين للتسلخ بفعل عوامل «ميكانيكية»، أي الاحتكاك بأشياء خشنة أو استخدام الكفين بشكل غير صحيح أو ارتداء قفازات لفترة طويلة لا تسمح بتهوية الكفين، وغيرها. وهناك أسباب أخرى، لها علاقة بجفاف الهواء أو البرودة الشديدة أو التعرض الزائد لأشعة الشمس، أو استخدام أنواع من المنظفات المنزلية، أو الصابون أو الشامبو، المُثيرة للحساسية. وذلك دون الاهتمام بترطيب الكفين باستخدام أحد المراهم أو الكريمات.

وقد يكون الأمر نتيجة لوجود التهابات فطرية، تتطلب معالجة سليمة ولفترة كافية. أو أنه نتيجة لتناول بعض الأدوية المُؤثرة على الجلد، كبعض أنواع علاج حبّ الشباب أو المضادات الحيوية أو غيرها. ودون البقاء في القلق دونما مبرر، عليك مراجعة طبيب الجلدية، واستحضار ما ذكرت لك من أسباب قد يسألك عنها.