أستشارات طبية

TT

* «كرياتين» وتنشيط الأداء

* أعرف أن المنشطات الرياضية ضارة بالجسم. ولكن، هل تناول مادة «كرياتين» كذلك ضار؟

محمود ـ جدة - هناك أدوية منشطة للأداء البدني الرياضي، وهناك لنفس الغاية مواد مشتقة من الأغذية. والتحذير الطبي الأساسي هو من الأدوية التي قد يستخدمها البعض لرفع قدرات أجسامهم على الاستمرار في بذل المجهود البدني خلال المنافسات الرياضية، وكذلك من الأدوية التي ترفع من كتلة العضلات في الجسم. والسبب وراء التحذير الطبي هذا هو التأثيرات الضارة لتلك الأدوية على القلب والأوعية الدموية وأنظمة الهرمونات بالجسم وأعضائه كالكبد والكلى وغيرها.

ويلجأ بعض الرياضيين إلى تناول مواد أصلها من المنتجات الغذائية، كوسيلة لرفع قدرات الأداء البدني، بدلا من تلك الأدوية الهرمونية وغير الهرمونية. وهذه المواد الغذائية تتوفر إما على هيئة مسحوق (بودرة) أو على هيئة أقراص (حبوب).

ومن أكثر ما هو شائع بين الرياضيين، تناول مادة «كرياتين». وهذه المادة الطبيعية موجودة بالأصل في الجسم. ويكوّنها الجسم كي تسهم في مساعدة العضلات على إنتاج المزيد من الطاقة.

والبحث العلمي يشير إلى أن لمادة «كرياتين» بعض الفوائد للرياضيين في إعطائهم القليل من القوة ولفترة قصيرة. ذلك أنها تدفع العضلات إلى إنتاج كمية من الطاقة في خلال فترة قصيرة، وبالتالي تعطي العضلات قوة سريعة وقصيرة الأمد. كما أنها تؤخر شعور العضلة بالإجهاد والتعب. ولكن هذه الفائدة مختصة بأنواع الرياضة التي تتطلب كمية عالية من الطاقة في وقت قصير، كرفع الأثقال. أما في حالات رياضة الإيروبيك، كالهرولة والجري في كرة القدم والسلة وغيرها، أو رياضة الاحتمال والثبات، في سباقات الماراثون وغيرها، فإن تناول الرياضي لمادة «كرياتين» لا يقدم الفائدة.

والحقيقة أن الكبد السليم والصحي لدى الإنسان العادي ينتج كمية تعادل 2 غرام من مادة «كرياتين». كما يمكن الحصول على هذه المادة المفيدة للجسم، بتناول اللحوم. هذا من جانب. ومن جانب آخر، تختزن العضلات الكمية التي تحتاجها عادة من هذه المادة، وترسل الفائض عن حاجتها المعتادة إلى الكلى كي تتخلص منه. ولذا فإن الإنسان الطبيعي، الذي يتناول غذاء جيدا، لا يحتاج إلى تناولها من خلال الحبوب أو البودرة. كما أن لتناولها تأثيرات جانبية قد تصيب البعض، كألم المعدة وتقلصات العضلات والغثيان والإسهال، وكلها قد تضر بالأداء البدني. والإفراط في تناول هذه المادة قد يضر بوظيفة الكبد والكلى، كما تشير إصدارات «مايو كلينك».

والنصيحة الطبية هي الابتعاد عن تناول هذه المادة، للأسباب المذكورة. وتشدد الكلية الأميركية للطب الرياضي على عدم تناول الأشخاص ما دون عمر 18 سنة لها.

* الصرع والرضاعة

* هل المصابة بالصرع ترضع مولودها؟

بدر علي ـ أبها - تحسنت كثيرا طريقة المعالجة الطبية لمرضى الصرع خلال العقود الماضية. وأكثر من 90% من المريضات بالصرع يمكنهن الحمل والولادة بشكل طبيعي، وينجبن أطفالا أصحاء. والمهم في الأمر هو المتابعة مع طبيب الأعصاب قبل وأثناء وبعد الحمل، إضافة إلى المتابعة مع طبيب الولادة.

ولا محظور إطلاقا على حث المرأة المصابة بالصرع، بإرضاع المولود رضاعة طبيعية، حتى لو كانت تتناول أدوية معالجة الصرع. وكل المطلوب هو المتابعة مع طبيب الأعصاب لضبط جرعة الدواء ولاختيار المناسب منها للعلاج حال تقديم الرضاعة الطبيعية للطفل.

* شبكية العين ومرضى السكري

* أشكو من تأثر شبكية العين بمرض السكري. والطبيب ينصح بعلاج الليزر لها. لماذا حصلت لدي هذه المشكلة وهل علاج الليزر آمن؟

محتارة ـ القاهرة - هذا ملخص السؤال. إن تأثر شبكية العين أحد المضاعفات المحتملة لمرض السكري. وأهداف الجهد الطبي لمعالجة مرض السكري ليست هي فقط ضبط نسبة سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية، بل أيضا العمل على ملاحظة حصول أي مضاعفات في وقت مبكر، والعمل على منع تطورها. والمضاعفات قد تطال عدة أعضاء، كشبكية العين أو الأعصاب أو الكلى أو الشرايين القلبية أو غيرها.

وعادة لا يتسبب تأثر شبكية العين بأي أعراض قد يلحظها مريض السكري. ولذا فإن الفحص الدوري السنوي، أو أقل من ذلك، ضروري لملاحظة بدايات حصول المشكلة في العين، أو غيرها. وقد تظهر بعض الأعراض لمشكلة الشبكية، كظهور بقعة سوداء في مجال الرؤية أو ضعف الإبصار بالليل أو «زغللة» وغشاوة في الرؤية أو غيرها من الأعراض.

وهناك عوامل، يجب أن يتنبه لها المصاب بالسكري، ترفع من احتمالات تأثر الشبكية لديه، مثل عدم انضباط نسبة سكر الدم، وطول أمد الإصابة بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وتكرار الحمل والتدخين.

واسمحي لي، قد يضطر الطبيب لذكر حقائق طبية قاسية، ولكن من المهم ذكرها للتنبه لها وإعطاء الفرصة للطبيب كي يعالجها في وقت مبكر. والحقيقة الطبية حول علاقة السكري بشبكية العين تقول إن تأثر شبكية العين سبب في فقد أو تدني قدرات الإبصار لدى مرضى السكري.

وما يمكن لمريض السكري فعله هو أمران، العمل مع الطبيب على ضبط نسبة سكر الدم، والحرص على مراجعة طبيب العيون لفحصها. وإذا ما لاحظ الطبيب أي تغيرات غير طبيعية في الشبكية، أو في غيرها من أجزاء العين، فإن من الضروري الخضوع للعلاج. والعلاج بالليزر من أفضل ما هو متوفر، إذا ما نصح الطبيب المتخصص في العيون بذلك، لعلاج درجات مهمة من تأثر شبكية العين.