بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

من الأخطاء الشائعة استمرار الكثيرين، بل وإصرارهم، على ممارسة عادة التدخين، بالرغم مما أثبتته الأبحاث العلمية، وبما لا يدع مجالا للشك، من تسببه في أخطار صحية جسيمة على الأجهزة الحيوية للمدخن. ومن المؤلم ما يلاحظ في العيادات الطبية أن لا يُقْدم المدخن على اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين، إلا بعد أن يصاب أحد أعضائه بالفشل، مثل الفشل الكلوي، والعجز الجنسي (اضطرابات الانتصاب)، والفشل الرئوي، وقصور الدورة الدموية للقلب.. الخ. وإذا كان التدخين مضرا للجميع بشكل عام، فإن جميع الدراسات والأبحاث العلمية تشير إلى أنه أشد خطورة، بشكل خاص، على مرضى داء السكري، الذين يعتبرون من أكثر فئات المجتمع تعرضا لخطر المضاعفات، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.

كما تشير الأبحاث إلى أن مريض السكري الذي كان مدخنا في السابق، بغض النظر عن عدد سنوات التدخين، يمكنه أن يحسن من وضعه الصحي، إذا ما أقلع عن التدخين قبل حدوث المضاعفات.

الاتحاد الأميركي لمرض السكري عرض، ضمن حملته الوقائية التي تدعو المدخنين إلى الإقلاع عن التدخين، قائمة بالأخطار المحتملة لمرضى السكري الذين يدخنون، بهدف التأكيد على تعريفهم بها؛ ومن ثم اتخاذ القرار، وهي: > التدخين يؤدي إلى نقص كمية الأوكسجين التي تحتاج إليها خلايا وأنسجة الجسم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأزمة قلبية، أو سكتة دماغية. > التدخين يزيد من نسبة الكولسترول في الدم، ويرفع معدل ضغط الدم عن الطبيعي، وهذا مما يرفع خطر الإصابة بنوبة قلبية. > التدخين يؤدي إلى انقباض وضيق الأوعية الدموية، ويحدث أضرارا في جدارها الداخلي، وهذا يمكن أن يؤثر على التغذية الدموية، وخاصة الواصلة إلى الأطراف؛ محدثا تقرح القدم (السكري). > التدخين يزيد من خطر تلف الأعصاب والكلى. > التدخين يزيد من خطر الإصابة بنزلات البرد وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي. > التدخين يرفع من مستويات السكر في الدم. > التدخين يرفع نسبة التعرض لخطر الموت من أمراض القلب والأوعية الدموية ثلاثة أضعاف، مقارنة مع مرضى السكري الذين لا يدخنون.

* العناية بالمرأة بعد الولادة

* أخطاء شائعة متعددة تتعرض لها المرأة خلال فترة ما بعد الولادة، كأن تظل نائمة بدون حركة، ولا تمارس أي نوع من الرياضة، وأن تتناول من الطعام ضعف ما كانت تتناوله قبل الحمل.. الخ.

من الطبيعي أن تعتني المرأة بنفسها بعد الولادة بصورة جيدة، حتى يعود جسمها إلى سابق وضعه كما كان قبل الحمل، وهذا يحتاج إلى وقت كاف وتغذية جيدة ولياقة بدنية عالية. ولا ينبغي أن تتوقع المرأة أن تستأنف نشاطها البدني العادي بعد الولادة مباشرة، ولكنها تُنصَح بالمشي المبكر، وتحتاج إلى التشجيع على ذلك، لأن عدم الحركة وملازمة السرير لمدة طويلة لهما عواقب وخيمة، من حيث التعرض للجلطات الدموية، وحدوث ارتخاء في الرحم، وغير ذلك. - بإمكان الأم الوالدة أخذ الحمام مباشرة بعد الولادة. وبإمكانها أن تحمل طفلها وكل ما هو في وزن جسمه، ولكن عليها أن تتجنب رفع الأشياء الثقيلة.

- رياضة المشي مهمة جدا لها، وتكون البداية بالمشي لمسافات قصيرة، ولكن بانتظام.

- الغذاء مهم جدا، ويجب أن يكون غنيا بالبروتينات والفيتامينات والمعادن والخضروات والفواكه.

- البدء في عمل تمارين ما بعد الولادة بعد أسبوعين من الولادة، حتى تعود العضلات إلى وضعها الطبيعي.

- تُستأنَف الأنشطة العادية بشكل تدريجي، وفق جدول زمني محدد، وتعود إلى عملها بعد مضي ستة أسابيع على الأقل.

- معالجة الإمساك، حتى لا تتعرض إلى حدوث بواسير، أو هبوط في الجهاز التناسلي.

- استئناف العلاقة الزوجية الحميمة بعد توقف إفرازات ما بعد الولادة، خلال 6-8 أسابيع.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة