الهيموفيليا تعرض مرضاها لخطر الإصابة بالأمراض الفيروسية

مخاوف في الأوساط العلمية من عودة مرض جنون البقر

خبير أميركي يسحب عينة من دم أحد المرضى (ام سي تي)
TT

يعد مرض الهيموفيليا (مرض نزف الدم) خللا وراثيا في المادة التي تمنع الدم من التخثر (عامل الدم رقم 8). ويعرض فقدان هذا العامل، المريض إلي نزيف في مناطق مختلفة من الجسم، تحت الجلد أو في المفاصل أو تحت العضلات، وذلك عند تعرضه لأي إصابة أو جرح بسيط. وقد يحدث النزيف أيضا بشكل تلقائي، وذلك في الحالات الشديدة (التي يكون فيها العامل رقم 8 في الجسم أقل من 1 في المائة). وفي حدث جديد، تناقلت وسائل الإعلام البريطانية نبأ إصابة أحد مرضى الهيموفيليا بمرض جنون البقر. وكان هذا الشخص المصاب واحدا من آلاف مرضى الهيموفيليا، الذين تم علاجهم عن طريق تعويض عامل الدم المشتق من بلازما الدم. وقد أثار هذا النبأ خوفا في الأوساط الطبية والعلمية في بريطانيا وبقية دول العالم. والهيموفيليا مرض وراثي يصيب الذكور دون الإناث، وينقسم إلى نوعين: > هيموفيليا ايه (نقص عامل الدم رقم 8): يمثل هذا النوع حوالي 85 في المائة من حالات الهيموفيليا. > هيموفيليا بي ( نقص عامل الدم رقم 9): يمثل هذا النوع حوالي 15 في المائة من حالات الهيموفيليا.

* العلاج

* يتم علاج مرض الهيموفيليا عن طريق تعويض المريض النقص الحاصل عنده في عامل الدم رقم (8). كما أنه يوجد من هذا العامل نوعان، حسب المصدر الذي يتم تحضيره منه، وهما: > النوع الأول: عامل الدم رقم 8 المشتق من البلازما أو ما يسمى Human anti-hemophilic ، ويحتوي علي كمية كبيرة من البروتين البشري، حيث يتم تصنيعه عن طريق التبرع بالدم من عدد هائل من الناس. ويكثر مع هذا النوع احتمال نقل الأمراض الفيروسية مثل الالتهاب الكبدي الوبائي والإيدز. وقد حدث ذلك بالفعل في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي. وقد تمت معاملة هذه الأنواع لكي تكون سليمة وآمنة من هذه الفيروسات. ولكن حدث أن ظهرت أنواع أخري من الفيروسات لم تكن معروفة من ذي قبل مثل جنون البقر المذكور أعلاه. ولا تنصح أي من الهيئات الصحية العالمية باستخدام عامل الدم رقم 8 المشتق من البلازما إلا في حالات قليلة، أو في حالة عدم المقدرة المادية علي توفير النوع الآخر. وهذا النوع لم يعد يستخدم إلا في دول العالم الفقيرة، التي لا تستطيع توفير النوع الآخر > النوع الثاني: عامل الدم رقم 8 غير المشتق من البلازما أو ما يسمي بـ (ريكومبينانت فاكتور 8) قد تم تطويره في السنوات الأخيرة بشكل كبير من أجل سلامة المرضى، فمنه مثلا ما يستعمل السوكروز وهو نوع من أنواع السكر في خطوات التصنيع والتنقية بدلا من البروتين البشري مثل Kogenate FS، وبذلك يصل إلي معدلات سلامة عالية. ويقل مع هذا النوع احتمال نقل الأمراض الفيروسية.

وتنصح جميع الهيئات الطبية العالمية بتوفير هذا النوع للمرضى لأن ذلك يجنب المجتمع احتمال حدوث مشكلات صحية قد تحدث في المستقبل، وهو ما يؤدي إلى نتائج اقتصادية إضافة إلى الصحية، حيث تجنب الجهات الصحية، معالجة الأمراض الخمجية الناتجة عن استخدام العامل المشتق من البلازما، نفقات قد تزيد عن تكلفة العلاج الحالية.