بين الخطأ والصواب

TT

* الاضطرابات النفسية.. بعد الصدمات يخطئ الكثيرون في نظرتهم للشخص الذي تظهر عليه آثار مفرطة في تعامله مع الآخرين كالإحساس المستمر بالتأهب، والعصبية، وصعوبة التركيز، أو الذي ينتابه شعور بأن موقفا معينا يتكرر حدوثه أمامه المرة تلو الأخرى، ويكون مصحوبا بكوابيس متكررة وذكريات مزعجة تتعلق بصدمة تعرض لها في وقت من أوقات حياته، وتمتد آثارها لتخلق صعوبات وعقبات في تأدية الوظائف اليومية، وتعيق بصورة خطيرة روتين حياته وحياة من حوله، في بعض الأحيان.

وبالفعل، فالكثيرون يجهلون الصور المختلفة التي يبدو عليها من تعرض لتجربة مهددة للحياة بالخطر أو لموقف مخيف جدا، وهي حالة اضطراب نفسي شديد يدعى: اضطراب ما بعد الصدمةPost-traumatic stress disorder أو PTSD.

يتعرض عادة لهذه الحالة PTSD الأشخاص الذين يقعون ضحايا للاغتصاب أو للاعتداء الجسدي أيا كان نوعه أو لغير ذلك من أوجه الإرهاب. كما تشاهد في أقسام الطوارئ حالات على مستويات مختلفة من الشدة لدى الأشخاص الذين تعرضوا لحادث مروري خطير، أو لأحد الكوارث الطبيعية أو الفيضانات أو الحرائق. وكم من سكان المدن التي تعرضت للحروب والمعارك، وخاصة الذين شاركوا جسديا فيها، أصيبوا بصدمات نفسية عنيفة من جراء ما تعرضوا له أو شاهدوا بأعينهم، ومثلهم في ذلك الأشخاص الذين فقدوا أحد أفراد أسرتهم أو شخصا آخر عزيزا، أو هم أنفسهم تم تشخيص مرضهم بأحد الأمراض الخطيرة والمميتة. ليس ذلك فحسب بل يتعرض لهذه الحالة أيضا الأشخاص الذين يعملون في مهنة عمال إنقاذ، مثل رجال الشرطة ورجال الإطفاء.

إنها رد فعل شديد على الحادث الصادم، وتعتبر أعراضا طبيعية تماماً في الفترة التي تعقب الحدث الصادم مباشرة، ثم تتلاشى بالتدريج عادة خلال الأسابيع والأشهر التي تلي الحدث. هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي من الأصدقاء والعائلة. إضافة إلى أخذ قسط كاف من النوم، والمحافظة على الروتين اليومي، وأداء جميع الأنشطة البدنية التي تعودوا عليها سابقا، يضاف إليها ممارسة تمارين الاسترخاء فهي ذات نفع كبير أثناء مرحلة التعافي من الصدمات.

* التدخين وداء السكري

* من الأخطاء الشائعة استمرار الكثيرين بل وإصرارهم على ممارسة عادة التدخين بالرغم مما أثبتته الأبحاث العلمية، وبما لا يدع مجالا للشك، من تسببه في أخطار صحية جسيمة على الأجهزة الحيوية للمدخن. ومن المؤلم ما يلاحظ في العيادات الطبية أن لا يقدم المدخن على اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين إلا بعد أن يصاب أحد أعضائه بالفشل، مثل الفشل الكلوي، العجز الجنسي (اضطرابات الانتصاب)، الفشل الرئوي، قصور الدورة الدموية للقلب.. الخ. وإذا كان التدخين مضرا للجميع بشكل عام، فإن جميع الدراسات والأبحاث العلمية تشير إلى أنه أشد خطورة، بشكل خاص، على مرضى داء السكري، الذين يعتبرون من أكثر فئات المجتمع تعرضا لخطر المضاعفات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.

* كما تشير الأبحاث إلى أن مريض السكري الذي كان مدخنا في السابق بغض النظر عن عدد سنوات التدخين، يمكنه أن يحسن من وضعه الصحي إذا ما أقلع عن التدخين قبل حدوث المضاعفات.

الاتحاد الأميركي لمرض السكر عرض ضمن حملته الوقائية التي تدعو المدخنين للإقلاع عن التدخين قائمة بالأخطار المحتملة لمرضى السكري الذين يدخنون بهدف التأكيد على تعريفهم بها ومن ثم اتخاذ القرار، وهي: التدخين يؤدي إلى نقص كمية الأوكسجين التي تحتاج إليها خلايا وأنسجة الجسم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة. التدخين يزيد من نسبة الكولسترول في الدم، ويرفع معدل ضغط الدم عن الطبيعي، وهذا مما يرفع خطر الإصابة بنوبة قلبية. التدخين يؤدي إلى انقباض وضيق الأوعية الدموية ويحدث أضرارا في جدارها الداخلي، وهذا يمكن أن يؤثر على التغذية الدموية وخاصة الواصلة إلى الأطراف محدثا تقرح القدم (السكري). التدخين يزيد من خطر تلف الأعصاب والكلى. التدخين يزيد من خطر الإصابة بنزلات البرد وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي. التدخين يرفع من مستويات السكر في الدم. التدخين يرفع نسبة التعرض لخطر الموت من أمراض القلب والأوعية الدموية ثلاثة أضعاف مقارنة مع مرضى السكري الذين لا يدخنون. وبعد ذلك يبقى على المدخن اتخاذ القرار. استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة