أستشارات

TT

* د. حسن محمد صندقجي جرثومة المعدة والوقاية منها

* سبق أن عولجت من جرثومة المعدة، وعادت مرة أخرى. بماذا تنصح؟

عبد الله ـ الرياض ـ غالبية الذين يُصابون بجرثومة المعدة، إذ يلتقطون العدوى بها خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة. وكذلك يحصل نفس الأمر لدى البالغين بنسبة أقل. وتدخل الجرثومة إلى الجسم عبر الفم، لتستقر في المعدة وتجد فيها البيئة المناسبة لتكاثرها ونموها. وبالتالي تتسبب بالأذى على بطانة المعدة والإثنا عشر، ومن ثم تنشأ الالتهابات والقروح. ولدى هذه الجرثومة قدرة على البقاء في الأوساط الحمضية للمعدة عبر إفرازها لأنزيمات تحميها من درجة الحموضة العالية للمعدة.

والوسيلة الأكثر شيوعا لانتقال الجرثومة، من إنسان مصاب بها إلى شخص سليم منها، هي عبر اللعاب. ونادرا ما قد تنتقل عبر رذاذ الهواء. وهو ما يعني أن الجرثومة يُمكن أن تنتقل من الزوج إلى الزوجة خلال التقبيل أو المشاركة في استخدام فرشاة الأسنان، أو إلى بقية أفراد الأسرة أو غيرهم عبر استخدام نفس أدوات أكل الطعام أو الشرب من كأس واحدة أو غير ذلك من الطرق التي فيها ملامسة للعاب المصاب. كما يمكن أن تنتقل الجرثومة عبر تلوث الأطعمة أو الماء، ببقايا من براز المصاب.

ولذا فإن الوقاية بالأصل أو من تكرار الإصابة، بعد إتمام المعالجة بالمضادات الحيوية للجرثومة، تتطلب الاهتمام بغسل اليدين جيدا بعد الفراغ من الحمام وقبل تناول الطعام، وتعويد الأطفال الصغار على ذلك. وتجنب المشاركة باستخدام أدوات الطعام مع الغير، أو الشرب من نفس الكأس. والحرص على تناول الماء النظيف والأطعمة النظيفة. وبالرغم من عدم وجود إرشادات طبية واضحة حول ضرورة الكشف على بقية أفراد الأسرة حال إصابة أحدهم بجرثومة المعدة، خاصة أحد الزوجين، فإن من الضروري التنبه لهذا الأمر وسؤال الطبيب المعالج عن جدوى ذلك.

* الفطريات والجبنة

* يحصل أن تظهر طبقة من الفطريات، خضراء اللون، على أجزاء من الجبنة. هل هناك ضرر من تناولها أو تناول تلك القطع من الجبنة بعد إزالة الفطريات؟

محمود ـ القاهرة ـ هناك أنواع من الجبنة التي تباع للأكل، والشهية الطعم، التي تحتوي أصلا على فطريات خضراء اللون، ويتم إنتاجها بتلك الحالة. ويقبل البعض على تناولها طلبا لطعمها المميز وطلبا لما يقال عن دورها في تسهيل عمليات الهضم. وأيا كان السبب، فإن تناول هذه الأنواع من الجبنة المحتوية بالأصل على فطريات، هو شيء آمن صحيا. والإشكالية التي ربما تقصدها هي في تناول أنواع الجبنة النقية بالأصل من تلك الفطريات. التي ربما تنمو على أسطحها، أو في داخلها، طبقات من الفطريات الخضراء اللون. وهذه الأنواع من الجبنة متى ما ظهرت عليها الفطريات فإنها تصبح سيئة وضارة على الجسم حال تناول أحدنا لها. والأمر هنا لا فرق بينه وبين النصيحة بعدم تناول الخبز، أو الفواكه أو الخضار أو أي أنواع من الأطعمة، التي ظهرت عليها الفطريات. والسبب أن الفطريات هذه ليس مصدرها أنواع فطريات آمنة أو مفيدة، بل هي من أنواع العفن المنزلي أو غيره، التي تفرز مواد كيميائية ضارة على الجسم، ويدل ظهورها على تلوث الأطعمة بأنواع أخرى من الميكروبات أيضا.

وعلى الرغم من تفريق المتخصصين بالتغذية الطبية بين ظهور الفطريات على أنواع من الجبنة الصلبة أو على أنواع من الجبنة شبه السائلة، الأشبه بالكريم، فإن الأفضل التخلص من تلك الجبنة وعدم تناول حتى الأجزاء الخالية من تلك الفطريات، سواء نيئة أو مطبوخة.

* هرمونات ونزيف مهبلي

* وصف الطبيب لوالدتي الهرمونات الأنثوية التعويضية للتخفيف من أعراض بلوغ سن اليأس، وتصاب منذ بداية تناول تلك الأدوية بنزيف مهبلي شديد في كل شهر، هل هي السبب؟

ع. ز ـ القاهرة ـ هذا ملخص سؤالك. ونوع الأدوية التي ذكرت اسمها في سؤالك هي الهرمونات الأنثوية التعويضية، وسبب وصفها لوالدتك من قبل الطبيب هو للتخفيف من الأعراض المزعجة المصاحبة لبلوغ مرحلة سن اليأس. وتناول هذه الهرمونات ليس من المعروف ما إذا كان سببا في حصول النزيف المهبلي بالصفة التي تشكو منها والدتك. وهناك عدة أسباب لحصول مثل هذا النزيف لدى من بلغن سن اليأس، وكلها أسباب تتطلب منها أن تراجع الطبيب كي يتعرف على السبب من بينها وكي تتم معالجتها، والأهم هل عليها الاستمرار بتناول تلك الأدوية الهرمونية أم التوقف عنها.

* الماء والطعام

* عادة شرب الماء أثناء تناول الطعام، هل هي شيء سيئ للهضم ووزن الجسم؟

غزلان ـ الرباط ـ هذا ملخص سؤالك. وليس صحيحا ما يقال من أن شرب الماء مع تناول الطعام يسبب تخفيف تركيز العصارات التي يفرزها الجهاز الهضمي أو سبب في اختلال عملية الهضم. وهناك من المصادر الطبية التي ترى أن شرب الماء مع تناول الطعام أو بعده وسيلة لتحسين الهضم. وتعليلهم أن وجود الماء مع الطعام في المعدة والأمعاء، يُسهم في تفتيت الكتلة الصلبة نسبيا للأطعمة، ما يسهل عمل أنزيمات الهضم.

وما يزيد الوزن بالدرجة الأولى، ولدى غالبية الناس، هو تناول كميات عالية من طاقة الغذاء، وعدم الاهتمام بممارسة الرياضة البدنية، وعدم الاهتمام بتناول الخضار والفواكه والمنتجات النباتية الأخرى الغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات.

* البروتينات والوزن

* هل الإكثار من تناول البروتينات آمن للجسم؟

رامز ـ جدة ـ سؤالك كان مباشرا حول ما يعرف بحمية «أتكن» لإنقاص وزن الجسم والمحافظة عليه ضمن المعدلات الطبيعية، وبالذات حول تأثيرات الإكثار من تناول البروتينات على سلامة الكلى. وبداية تعتمد حمية «أتكن» على مبدأ أن إحلال البروتينات الغذائية محل سكريات الكربوهيدرات الغذائية، وجعل البروتينات المصدر الرئيسي للطاقة، وسيلة ناجعة في ضبط وزن الجسم. والفكرة، بالمنظور النظري، تبدو جذابة للغاية. وعلى الرغم من الحماس لدى البعض في الأوساط الطبية لهذه النوعية من التغذية، التي اعتمدتها بعض من شعوب العالم في السابق ولا تزال تعتمد عليها حتى وقتنا الحالي، فإن التغذية الصحية بالمفهوم الطبي اليوم، التي ينصح باتباعها مرضى السكري والأشخاص المصابون بالسمنة ومرضى القلب ومرضى ضعف الكلى والكبد، تقوم على مبدأ جعل سكريات الكربوهيدرات أساس الحصول على طاقة الغذاء اليومي، وبنسبة تتجاوز حوالي 55 في المائة. وتجعل الدهون الصحية، وبالذات من النوعية غير المشبعة كالتي في الزيوت النباتية، تشكل حوالي 25 في المائة من طاقة الغذاء اليومي. ولا تنصح بتجاوز نسبة 7 في المائة عند تناول الدهون الحيوانية المشبعة. كما لا تنصح بأن تتجاوز نسبة الطاقة التي تمدنا بها البروتينات مقدار 20 في المائة تقريبا.

وعليه فإن ثمة توجها نحو ضبط تناول البروتينات، وتحديدا أشد نحو تقليل تناول الشحوم الحيوانية.

وبالنسبة للأشخاص الأصحاء، وبالذات من هم صغار أو متوسطو العمر، فإن أجسامهم تتحمل تناول وجبات غذائية عالية المحتوى من البروتينات. ولكن أجسام من لديهم ضعف في عمل الكلى أو عمل الكبد، أو يتعرضون لما قد يسبب الضعف في أي منهما، قد لا تتحمل التعامل مع تلك الكميات العالية من البروتينات. وللتوضيح، يحتاج جسم أحدنا للبروتينات، ولكن الجسم لا يقوم بخزن الكميات الزائدة عن حاجته من البروتينات كبروتينات في مخازن الجسم الموجودة في الكبد أو العضلات أو الأنسجة الشحمية. وحينما يتناول أحدنا كمية من البروتينات، الحيوانية أو النباتية المصدر، فإن الجسم يقوم بهضمها وتفتيتها إلى أحماض أمينية. ومعلوم أن البروتينات بالأصل مكونة من تراكمات الأحماض الأمينية المحتوية على عنصر النيتروجين وعناصر أخرى. ويستخدم الجسم تلك الأحماض الأمينية في البروتينات التي تحتاجها الأنسجة العظمية والعضلات والجلد والأعضاء ومكونات الدم والهرمونات والإنزيمات. والكمية الزائدة عن الحاجة من هذه البروتينات يقوم الجسم باستخلاص النيتروجين منها، ومن ثم يخرجه عبر الكبد والكلى. ويقوم باستخدام بقية الحمض الأميني، الخالي من النيتروجين، في إنتاج الطاقة.

وحينما لا تعمل الكلى، أو الكبد، بشكل جيد، فإن الفضلات النيتروجينية قد تتسبب بمزيد من الضرر على الكلى أو الكبد، كما ترتفع احتمالات نشوء حصوات في الكلى أو حصول حالة هشاشة العظم. ولذا فإن الإشكالية في هذه النوعيات من الحمية الغذائية، ذات المحتوى العالي من البروتينات، هي لدى بعض الناس، وذلك في طريقة تخلص الجسم من الفائض عن حاجته منها. كما أن الإشكالية الأخرى فيها تتمثل في الاضطرار إلى تناول منتجات حيوانية المصدر، كوسيلة للحصول على البروتينات. ومعلوم أن هذه المنتجات كما هي غنية بالبروتينات، هي كذلك تحتوي على الدهون المشبعة والكولسترول. وهو أمر يعرض الجسم لتبعات الإكثار من تناول الدهون والكولسترول. والإشكالية الثالثة تتمثل في تقليل تناول المنتجات الغذائية عالية المحتوى بسكريات الكربوهيدرات، وهي المنتجات النباتية الغنية أيضا بالعناصر الغذائية المفيدة جدا للجسم، مثل الألياف والفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]