أستشارات

TT

* الغذاء وعلاج الغدة الدرقية

* لديّ كسل في الغدة الدرقية، وأتناول حبوب هرمون الغدة. سؤالي: هل هناك أغذية مفيدة للغدة تخفف عني الحاجة لتناول هذا الدواء؟ وهل كسل الغدة لدي سبب في آلام مفاصل والظهر؟

فاطمة ـ القاهرة.

- لا توجد «حمية غذائية» خاصة بمرضى كسل الغدة الدرقية، بمعنى أنه لا توجد إثباتات علمية على أن تناول نوعية معينة من الأغذية، أو ترك تناول نوعية أخرى منها، وسيلة لرفع كفاءة عمل الغدة الدرقية. والوسيلة الوحيدة اليوم لتوفير هرمون الغدة الدرقية، والذي لا تقوم الغدة الكسولة بإنتاجه للجسم، هو تناول الجرعة اللازمة من دواء «هرمون الغدة الدرقية». وتعرف الكمية اللازمة لجسم كل إنسان من هذا الهرمون عبر المتابعة الطبية للتأثير الصحي على المصاب بعد تناول جرعات معينة من هذا الهرمون، وإجراء الطبيب لتحاليل الدم لمعرفة نسبة هرمون الغدة الدرقية في الدم، ومعرفة نسبة هرمون الغدة النخامية المُحفز لإنتاج الغدة الدرقية لهرمونها. وما يمكن للمريض فعله عبر الغذاء، هو تناول ما لا يُعيق امتصاص الأمعاء للهرمون الدوائي، وتجنب تناول ما يتسبب بتدني امتصاص الأمعاء لهذا الهرمون، أي تهيئة الظروف الأفضل لاستفادة الجسم من الدواء الهرموني للغدة. والأساس، أن يتم تناول دواء هرمون الغدة على معدة خالية، أي قبل تناول الطعام بمدة تتراوح ما بين نصف الساعة إلى ساعة. وفي وجبة الطعام التي تلي تناول دواء هرمون الغدة، يفضل تقليل تناول الأغذية الغنية بالألياف، لأن الألياف تعيق قدرات الأمعاء على امتصاص كامل الجرعة الدوائية للهرمون. وهناك أنواع من الأطعمة التي تعيق، لعدة أسباب، امتصاص هرمون الغدة الدرقية، مثل الجوز، أو ما يعرف بـ«عين الجمل»، والصويا. وهناك أيضا أدوية تتسبب في إعاقة امتصاص هرمون الغدة الدرقية، مثل حبوب الحديد الدوائية وحبوب الفيتامينات والمعادن المتعددة، وخاصة المحتوية على الحديد، وحبوب الكالسيوم الدوائية، والأدوية المضادة لحموضة المعدة، وخاصة المحتوية على معادن الألومنيوم والمغنيسيوم، وأنواع من أدوية معالجة قرحة المعدة، مثل عقار «سوكرالفيت، وأنواع من أدوية خفض الكولسترول، مثل «كوليستارامين»، وغيرها مما يسأل الطبيب عنها مباشرة. وهذه التفاعلات، المعيقة لامتصاص دواء هرمون الغدة الدرقية، لهذه العناصر الغذائية أو العقاقير الطبية، لا يعني أن على المريض الامتناع عن تناولها البتة، بمعنى أن للمريض، الذي يعالج من نقص هرمون الغدة الدرقية، تناول الألياف الغذائية وتناول أدوية الحديد أو الكالسيوم أو غيرها. ولكن عليه أن يفصل لمدة أربع ساعات على أقل تقدير بين تناول دواء هرمون الغدة وبين تناول أي من هذه العناصر الغذائية أو الدوائية. أما بالنسبة لعلاقة آلام المفاصل والعضلات بكسل الغدة الدرقية، فإن هناك عدة أعراض من هذه النوعية تصاحب وجود حالة من الكسل في هذه الغدة. مثل ألم وتيبس عضلات الكتفين والرقبة والفخذين. أو مثل آلام المفاصل وتدني مدى حركتها. ومثل تورم مفصل الركبة أو غيرها من مفاصل الجسم. وعادة ما تخف تلك الأعراض بتوفير الكمية اللازمة للجسم من هذا الهرمون، أي بتناول الدواء الهرموني، أو زوال الالتهاب العارض في الغدة المتسبب بكسل مؤقت في عملها. ولكن إذا استمرت تلك الأعراض في المفاصل أو العضلات بالرغم من اطمئنان الطبيب إلى أن الجسم يتلقى حاجته من الهرمون، فمن الضروري مراجعة الطبيب من أجل تلك الأعراض لسببين. الأول، أن الطبيعي هو زوال تلك الأعراض في المفاصل عند معالجة نقص الهرمون في الجسم. والثاني، أن هناك أمراضا روماتيزمية من المعروف أنها مصاحبة لحالات الالتهابات المناعية المؤثرة على الغدة الدرقية وعلى المفاصل والعضلات. ونصيحتي هي عرض المشكلة على طبيبك المتابع لعلاج الغدة الدرقية وعدم إهمال الأمر.

* الزبادي والقولون العصبي

* أشكو من القولون العصبي، هل يفيدني تناول اللبن الزبادي؟ وهل يفيد تناول الأنواع التي يقال إنها مفيدة للقولون؟

* محمد حكمي ـ جازان. - هذا ملخص سؤالك. بداية، علينا استحضار أمرين في الذهن. الأول، أن الأشخاص الذين لديهم حالة «عدم تقبّل تناول الحليب»، أي الأشخاص الذين تضطرب أمعاؤهم جراء شرب الحليب، يمكنهم الاستفادة من تناول لبن الزبادي. والسبب هو اختلاف تركيب نوعية السكريات في ما بين الحليب العادي، وبين الحليب الذي تفاعل مع أنواع البكتيريا الصديقة والصحية الموجودة في لبن الزبادي. والبكتيريا حينما تضاف إلى الحليب، وتترك لتتفاعل معه، تعمل على تحويل سكر «اللكتوز» الحليبي إلى «حمض اللكتيك» ذي الطعم الحامض واللاذع، الذي يتميز لبن الزبادي به. وهنا لا يقصد «الحساسية من بروتينات الحليب»، والتي تحصل مظاهرها لدى المصاب بذلك النوع من الحساسية، عند شربه الحليب أو تناوله لبن الزبادي، على السواء. والثاني، أن هناك شيء يعرف بـ«البكتيريا الصديقة»، والموجودة بشكل طبيعي في الأمعاء الغليظة، القولون. وهذه البكتيريا من الضروري الحفاظ عليها، وتهيئة الظروف لنموها وتكاثرها، كي تقوم لنا بخدمات صحية عدة. وأحد عوامل اضطرابات القولون، والأعراض المصاحبة له، هو الإخلال بهذا الوجود الطبيعي والمفيد لتلك المستعمرات البكتيرية الصديقة. وهناك أنواع من الأطعمة التي تحتوي على كميات من هذه البكتيريا الصديقة، ومن أبسطها، وأكثرها توفرا، هو اللبن الزبادي. وتقترح كثير من المصادر الطبية جدوى وفائدة تناول المنتجات الغذائية المحتوية على البكتيريا الصديقة، لجهة تخفيف الأعراض المزعجة للقولون العصبي. ولا تكتفي الدراسات الطبية بهذا، بل تتحدث عن جدوى تناول تلك الأطعمة المحتوية على البكتيريا الصديقة في تخفيف أعراض التهابات الحلق ونزلات البرد والإسهال وغيرها. وأنواع منتجات اللبن المحتوية على بكتيريا «لاكتوبسيللاي» و«بايفيدوباكتيريا» وغيرها، هي أكثر أنواع اللبن الزبادي أو الثخين السائل التي تشير إلى جدواها وفائدتها غالبية نتائج الدراسات الطبية التي تمت حول القولون العصبي. ولك أن تتأكد عن نوعية البكتيريا الموجودة في المنتج التجاري للبن الذي لديك. والأعراض التي يقال إن اللبن الزبادي يُخفف منها، لدى مرضى القولون العصبي، هي الانتفاخ والغازات وألم البطن والإمساك والإسهال.