أستشارات طبية

د. حسن محمد صندقجي

TT

* لدي هشاشة في العظم وتضيق في الشرايين القلبية وأعاني من ألم التهاب المريء، وأتناول عدة أدوية للمعالجة. هل من علاقة بين الأدوية والمريء؟

مازن ع. ـ الرياض.

ـ هذا ملخص سؤالك الذي عرضت فيه عدة أسماء لأدوية تتناولها والمشاكل الصحية التي تُعاني منها. إن علينا أن نتذكر أمرين، الأول هو أن هناك علاقة وثيقة بين أصناف عدة من الأدوية وبين تهييج المعاناة من ألم التهاب المريء. والثاني أن هناك علاقة سلبية ما بين كثرة وطول أمد تناول أدوية تسكين ألم المعدة وبين الإصابة بضعف بنية العظم.

وهناك حالة مرضية مزمنة يعاني منها الكثير وهي «ارتداد أحماض المعدة إلى المريء». وفيها يحصل أن تتسرب الأحماض القوية للمعدة إلى داخل أنبوب المريء. وكما تعلم فإن بطانة المعدة تتحمل قوة تلك الأحماض، ولكن بطانة المريء لا تتحملها لأنها غير مهيأة لمقاومة التأثيرات القوية لأحماض المعدة. وما يحمي المريء في الحالات الطبيعية هو وجود حلقة عضلية في أسفل المريء، أي ما بين المريء والمعدة، لا تسمح إلا بمرور الطعام والشراب من المريء إلى المعدة. وبالتالي فإن مهمتها هي الانقباض لقفل فوهة المعدة ومنع تسريب أحماضها إلى المريء. وثمة أدوية متعددة تعمل على إضعاف قوة انقباض الحلقة العضلية تلك، وبالتالي حصول تسريب الأحماض إلى المريء، وبدء تهييج الشعور بألم المريء. وبعض أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم وأدوية توسيع شرايين القلب والأسبرين وأدوية معالجة هشاشة العظم، التي تتناولها كلها كما هو واضح في رسالتك، تتسبب في حصول وتهييج تلك المشكلة في المريء. ومن الأدوية الأخرى التي عليك التنبه لها، حبوب الحديد وفيتامين «سي»، والفاليوم وغيرها من أدوية النوم، وأنواع من مسكنات الألم، كلها قد تُضعف انقباض العضلة تلك.

وعادة ما يعطي الطبيب نصائح في كيفية ونوعية الأكل وطريقة النوم وارتداء الملابس وتخفيف الوزن وغيرها، كوسائل كفيلة بمنع، أو للحد من، حصول تلك المشكلة في المريء. ولكن الأطباء يضطرون إلى وصف أدوية تعمل على تخفيف إنتاج المعدة للأحماض، حينما لا تُتبع الوسائل غير الدوائية. وصحيح أن المريض يجد فيها الراحة والإعفاء من الالتزام بتلك النصائح، إلا أن تناول أدوية المعدة ليس بلا ثمن، بل هناك حديث علمي قوي عن أن طول فترة تناول أدوية المعدة قد يُؤدي إلى إضعاف بنية العظم، وذلك عبر تأثيرات تلك الأدوية على تدني امتصاص الأمعاء للكالسيوم. والذي أنصح به أولا هو مراجعة طبيبك لكي يتأكد من أن مشكلة المريء ناجمة عن الأدوية وليس عن أي سبب عضوي آخر في الجهاز الهضمي العلوي. وإن كانت الأدوية هي السبب، فيجب العمل على تغيير الأنواع المتسببة بالمشكلة إلى أنواع ليس لها تأثيرات سلبية على المريء.

* زراعة قوقعة الأذن

* لدي ضعف في السمع، لا يعرف الأطباء له سبب. وأستخدم سماعة الأذن، هل تنصحني بإجراء عملية زراعة قوقعة الأذن؟

ف.ف. ـ لبنان.

ـ يُمكن لما يُعرف بـ«زراعة قوقعة الأذن» أن يُساعد على تجاوز الأجزاء التالفة أو التي لا تعمل في الأذن الداخلية، ما قد يُؤدي إلى تحسين قدرة السمع لدى منْ لديهم بالأصل فقد تام لقدرة السمع أو ضعف شديد فيه، أي أن الأشخاص الذين لديهم ضعف شديد في السمع هم الذين يُمكن زراعة القوقعة لهم. وعليك ملاحظة أن القوقعة التي تتم زراعتها هي جهاز إلكتروني صغير متصل بعصب السمع، ويعمل على استقبال الأصوات التي تصل إلى محيط الأذن، ثم تحويلها إلى ذبذبات كهربائية تنتقل إلى عصب السمع مباشرة، والذي ينقلها بدوره إلى الدماغ، كي يُحلل الأصوات تلك ويفهمها. أما سماعة الأذن فهي جهاز يعمل بشكل مباشر على تضخيم وتكبير الصوت الواصل إلى صوان الأذن، وتوجيهه بتلك الكيفية القوية إلى الأجزاء الداخلية في الأذن، كي تقوم بتوصيله إلى عصب السمع، ومن ثم إلى الدماغ.

كما أن عليك ملاحظة أمر آخر، وهو أن القوقعة المزروعة لن تُعطيك سمعا طبيعيا، بل كثيرا ما يشكو الأشخاص الذين تتم زراعتها لهم من أنهم يُواجهون صعوبات في «فهم وتفسير» كلمات الحديث الذي يسمعون صوته، بمعنى أن الأصوات لا تصل إليهم بوضوح كي يفهموا كلماتها. وهو ما يتطلب نوعا من التهيئة والتمارين وإتباع إرشادات المتخصصين في اضطرابات السمع، الذي قد يستغرق بضعة أشهر إلى بضع سنوات. أي أن الأمر يحتاج إلى صبر للاستفادة الأفضل من هذه الوسيلة العلاجية. ولذا فإن زراعة القوقعة ليست اختيارا رديفا لاستخدام سماعة الأذن، بل إن الأمر يتطلب مناقشة مع طبيب الأذن حول مدى الحاجة إلى أي منهما، ومدى التوقعات وكيفية المتابعة بعد الزراعة.

* الفيتامينات وحماية القلب

* ما هي حبوب الفيتامينات المفيدة لحماية القلب من أمراض الشرايين؟

سنية ح. القاهرة.

ـ هذا ملخص السؤال. والمفيد للقلب هو تناول وجبات غذاء صحية، أي غنية بالخضار والفواكه الطازجة، وتناول البقول والبذور والحبوب الطبيعية غير المقشرة، وتناول الدهون النباتية الطبيعية، الموجودة في زيت الزيتون وفي المكسرات، وتناول وجبتين في الأسبوع من الأسماك، وتقليل تناول اللحوم الحمراء والشحوم الحيوانية وتقليل تناول الصوديوم.

وإذا ما كانت الوجبات الغذائية بهذه الكيفية الطبيعية والمتنوعة، ضمن ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين في ما بينهما، فإن وزن الجسم يكون طبيعيا، ويحصل الجسم على ما يحتاجه من الفيتامينات والمعادن.

أما اللجوء إلى تناول حبوب دوائية لفيتامينات معينة، فلا تُوجد نصيحة طبية بذلك ضمن إرشادات الهيئات الطبية المعنية بصحة القلب. وتحديدا في الكلام، لا يُنصح من قبل رابطة القلب الأميركية أو غيرها بتناول حبوب فيتامين سي أو فيتامين إي أو غيرها بشكل يومي كوسيلة لحماية الشرايين القلبية.

ووسيلة حماية الشرايين القلبية هي تناول الأغذية الصحية، وممارسة نشاط الحركة البدنية بشكل يومي، والحفاظ على وزن طبيعي، والامتناع عن التدخين وعن تناول الكحول، والحفاظ على نسبة طبيعية منخفضة للكولسترول في الدم، وضبط ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية، والحفاظ على نسبة طبيعية لسكر الدم، ومعالجة أي أمراض تُؤذي القلب.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]