أستشارات

TT

الكمامة وإنفلونزا الخنازير

* هل لبس الكمامة على الوجه يحمي من عدوى إنفلونزا الخنازير؟

م. عبدالرحمن ـ السعودية.

ـ هذا ملخص السؤال. وعلينا بداية تذكر ثلاثة أمور عند الحديث عن العدوى بإنفلونزا «إتش1 إن1»، أو ما يعرف بإنفلونزا الخنازير.

الأمر الأول: أن الأشخاص الأكثر تضررا حال إصابتهم بهذا الفيروس هم الأطفال دون عمر خمس سنوات، والذين يتجاوز عمرهم 65 سنة، والحوامل، وعموم الذين لديهم أمراض مزمنة في الرئة أو الدم أو القلب أو الجهاز العصبي، وعموم الذين مناعتهم ضعيفة بفعل الأمراض أو الأدوية الخافضة للمناعة.

والأمر الثاني: أن أهم وسائل الوقاية النظافة الشخصية، وخصوصا في اليدين، وعدم لمس الأنف أو الفم أو العينين باليدين غير النظيفتين، واتباع «إتيكيت» اللياقة حال السعال والعطس، أي تغطية الفم أو الأنف حال فعل أي منهما، وعدم التمادي في المصافحة وممارسة عادة العناق، وتجنب حضور الأماكن المكتظة والمزدحمة بالناس، وخصوصا منها ما كان مغلقا.

والأمر الثالث: أن إنفلونزا الخنازير مرض شبيه بالإنفلونزا الموسمية، بل إن الوفيات منه تقل عن تلك الناتجة عن الإنفلونزا الموسمية المعروفة.

وبخصوص لبس «الكمامة» فهناك إرشادات طبية واضحة صادرة عن الهيئات الطبية العالمية المعنية بالأمراض المعدية، وتعتمد هذه الإرشادات على تصنيف الناس إلى أشخاص «عاديين» وأشخاص «أكثر عرضة للضرر حال الإصابة بهذا الفيروس». ووفق ما تنصح به «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية»، نلاحظ النقاط التالية، التي تجيب على سؤالك بشكل مباشر:

ـ في المجتمعات التي لا توجد فيها إصابات بإنفلونزا الخنازير لا ينصح أي شخص بوضع «الكمامة». ـ في المجتمعات التي فيها إصابات بإنفلونزا الخنازير لا ينصح بوضع «الكمامة» بالنسبة إلى عامة الناس، سواء كانوا في الشوارع أو في الأماكن المزدحمة. وبالنسبة إلى الأشخاص «الأكثر تضررا حال الإصابة بها» ليس عليهم لبس «الكمامة» إذا كانوا في الأماكن العامة والمفتوحة، وعليهم أيضا تجنب الأماكن المزدحمة وتجنب القرب الشديد من الناس، وإن لم يتمكنوا من تجنبها فيمكن الأخذ بعين الاعتبار لبس «الكمامة».

ـ في حال وجود إصابة لدى شخص معين بهذه النوعية من الإنفلونزا أو بالإنفلونزا الموسمية المعروفة، فالنصيحة بالنسبة للمصاب وذويه تؤخذ مباشرة من الطبيب المعالج.

* الأطعمة والثلاجة

* هل بقاء الأطعمة في الثلاجة سبب للإصابة بالتسمم الغذائي؟

وفاء ع.ـ الكويت.

ـ هذا ملخص سؤالك المهم جدا، حال الإقامة وحال السفر. والأصل في فائدة الثلاجة هو لوضع الأطعمة وحفظها كي يمكن تناولها في أوقات لاحقة دون أن يكون ثمة ضرر من أكلها. والإرشادات الطبية تشير دائما إلى أهمية إعداد الأطعمة وحفظها وتناولها بطريقة سليمة، كوسيلة مهمة للوقاية من حالات التسمم الغذائي، وخصوصا عند تغذية الأطفال الصغار أو كبار السن أو الذين لديهم أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية تتسبب في خفض مناعة الجسم، وأيضا في فترات الصيف وارتفاع حرارة الطقس.

وبخصوص حفظ الأطعمة المطبوخة في الثلاجة وضمان عدم تسبب تناولها في التسمم الغذائي، فإن النصيحة الطبية تقول بضرورة ألا يتجاوز بقاؤها في الثلاجة أكثر من أربعة أيام، وإن كان من المتوقع عدم تناولها في خلال تلك الأيام الأربعة فإن حفظها يجب أن يتم بوضعها مباشرة في الفريزر (المجمدة)، أي بُعيد طهيها.

وغالبية حالات التسمم الغذائي يمكن منع حصولها إذا ما تعاملنا بطريقة سليمة مع الطعام الذي سنتناوله، وهذه الحالات المرضية قد تتسبب في الضرر المتوسط أو الشديد لدى عموم الناس، وبشكل خاص لدى الأطفال وكبار السن وغيرهم ممن لديهم مناعة متدنية أو ممن يتأثرون سلبا بفقد سوائل الجسم خلال الإسهال وارتفاع حرارة الجسم، أو يتأثرون سلبا بانخفاض ضغط الدم أو بسهولة انتشار الميكروبات في أجسامهم.

ومما يجب تذكره أن غالبية أنواع البكتيريا، المتسببة في حالات التسمم الغذائي، يمكن أن تكون موجودة داخل الأطعمة الملوثة بها دون أن يتسبب وجودها في تلك الأطعمة في تغيير طعم أو رائحة أو شكل أو لون الطعام. ولذا لا يمكن لأحد بمجرد النظر إلى الطعام أو بتذوقه أن يجزم بنظافة طعام ما أو سلامته، وعليه فإن شكّت ربة الأسرة في الطعام، أو إن بقي في الثلاجة أكثر من أربعة أيام بعد الطهي، فإن عليها التخلص منه مباشرة.

والأساس أن تلتزم ربة الأسرة بأصول الحفظ الصحي للأطعمة، للوقاية من التسمم الغذائي. وهي التي تتضمن ضرورة الحفظ السريع في الفريزر أو الثلاجة للأطعمة سريعة التلف، مثل اللحوم أو الأسماك أو مشتقات الألبان أو البيض أو السلطات أو السندوتشات، أي عدم إبقائها في حرارة المطبخ المكيف لمدة تزيد عن ساعتين، أو إبقائها في درجة حرارة الطقس التي تتجاوز 32 درجة مئوية أكثر من ساعة واحدة. وبطبيعة الحال على المحال التجارية مراعاة هذا الأمر بدقة. وهذا لا يختص بالمناطق الحارة فقط، بل من السهل على البكتيريا النمو والتكاثر في الأطعمة حينما تتراوح درجة حرارة الطقس ما بين أربع درجات مئوية إلى 60 درجة مئوية.

وحتى الأطعمة المطبوخة التي تم حفظها مباشرة في الثلاجة، يجب قبل تناولها إعادة تسخينها، وبسرعة، إلى حد الغليان، مثل المرق أو الشوربة أو غيرها.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض [email protected]