موسوعة صحتك

د. عبير مبارك

TT

* لين العظام (الكساح)

* أصبح لين العظام rickets من الحالات النادرة التي تصيب الأطفال، وعادة ما يظهر في السنة الأولى والثانية من عمر الطفل. وتظهر الأعراض بعد نقص فيتامين «دي» لعدة أشهر. ويعد هذا النقص السبب الرئيسي لظهور هذا المرض، حيث يؤدى إلى نقص امتصاص الكالسيوم والفسفور من الطعام، وبالتالي يؤثر ذلك على قدرة الجسم على بناء العظام وتقويتها فيصاب الطفل بالهزال وليونة قوام العظام. هناك عدة أسباب لنقص فيتامين «دي» منها الفشل الكلوي المزمن والمرض الجوفي، وأيضا بعض جراحات الجهاز الهضمي وتناول المضادات الحيوية لفترات طويلة. إن المصادر الرئيسية للحصول على فيتامين «دي» هي التعرض لأشعة الشمس وتناول منتجات الألبان. وفي الحقيقة أن الغالبية من الناس يأخذون كفايتهم من الفيتامين عبر هاتين الوسيلتين، وفي حال عدم الحصول على الكمية الكافية من الفيتامين تبدأ أعراض المرض بالظهور وتشمل الشعور بالألم في عظام الساقين والذراعين وعظام الحوض والعمود الفقري. وتحدث هذه الآلام أثناء الحركة وخلال فترات الراحة أيضا، ثم يبدأ المريض بالشعور بالإرهاق العام في الجسم، ويظهر التيبس والهزال إلى درجة عدم القدرة على الوقوف بسهولة، وتصاب العظام بالتشوهات كتقوس الأرجل وانحناء العمود الفقري. وتؤدي تلك التشوهات إلى قصر قامة الطفل وعدم القدرة على السير بثبات. وفي الحالات الشديدة تصاب العظام بالكسور.

ويتم العلاج في حالات نقص فيتامين «دي» بسبب سوء التغذية أو نقص التعرض لأشعة الشمس، بتعويض الفيتامين عن طريق الفم لعدة أسابيع. أما الحالات الشديدة التي تسبب تشوهات في العظام فتعالج تحت إشراف طبي دقيق مستمر بالتعويض الدائم للنقص في الكالسيوم والفسفور وعلاج المضاعفات الأخرى للمرض.

* الورم النخاعي المتعدد

* نوع نادر من أمراض السرطان تبلغ نسبة حدوثه 1% من الأمراض السرطانية و10% من أمراض سرطان الدم. وينتج الورم النخاعي المتعدد (multiple myeloma) عن تكاثر البلازما (أحد خلايا الدم البيضاء) بصورة عشوائية وتكدسها في نخاع العظم.

إن خلايا البلازما في الدم هي المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة التي تكافح الجراثيم والأجسام الغريبة التي تدخل الجسم. ويؤدى تكاثر خلايا البلازما في نخاع العظم إلى إعاقة إنتاج كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء والصفائح، مما يؤدى إلى إصابة المريض بفقر الدم وسهولة النزف. كما تنتج البلازما مواد تؤدى إلى ضعف العظام مما يؤدى إلى الشعور بالألم وسهولة تعرضها للكسور. يصيب هذا المرض كبار السن ممن تجاوزوا الخمسين من العمر. ويصيب الأشخاص من الأصول الأفريقية بشكل أكبر من البيض والآسيويين. ولا يعرف ما هو السبب الرئيسي لحدوثه، لكن هناك بعض النظريات التي تدعم حصوله بعد التعرض إلى الإشعاعات والمركبات الكيميائية كالبنزين والرصاص وصبغات الشعر والمبيدات الحشرية. تشمل أعراض المرض ظهور الآلام، والكسور في العظام، بسبب نشاط الخلايا الهادمة للعظام وتزداد هذه الآلام مع الحركة، وكذلك حدوث فقر دم عام مع نقص في المناعة، اضطرابات في الكلى والجهاز البولي بسبب ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم قد يصل إلى الفشل الكلوي. يتم العلاج باستخدام عدة أساليب تعتمد على حالة المريض ومرحلة المرض، منها العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي أو زراعة نخاع العظم، والعقاقير المنظمة للمناعة التي تعمل على تحفيز موت الخلايا وتثبيط نمو الخلايا السرطانية. كما توصف المضادات الحيوية للوقاية من الإصابة بالعدوى بسبب زيادة قابلية المريض للإصابة بها لضعف الجهاز المناعي الناجم عن نقص الخلايا المقاومة للعدوى. استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض