استشارات

د. حسن محمد صندقجي

TT

السكري ووجبات الليل > لديّ مرض السكري، وآخذ علاج الأنسولين في الصباح والمساء. ولكني أشعر بالجوع في أواخر الليل. هل بالإمكان تناول الطعام في آخر الليل؟ وهل القرفة تخفض نسبة السكر في الدم؟

وليد إ. ـ القاهرة ـ هذا ملخص السؤال. والأصل هو تعاون الطبيب واختصاصي التغذية مع مريض السكري لتحديد كمية وجبات الطعام، ونوعية الأطعمة، وتوزيع أوقات تناولها على عدة وجبات خلال ساعات اليوم، أي بالنهار والليل.

والهدف هو تحقيق تزويد الجسم بما يحتاجه من طعام وعناصر غذائية لازمة لصحته ونمو جسمه وقدرته على ممارسة النشاط البدني اليومي، واختيار أنواع الأطعمة ذات الفائدة، وتجنب التي ثمة ضرر من تناولها، والعمل على عدم شعوره بالجوع والمعاناة منه.

ومن الممكن جدا لمريض السكري أن يتناول وجبة خفيفة في آخر الليل إذا ما شعر بالجوع. بل ربما من الضروري ذلك، لأن الجوع بحد ذاته قد يتسبب بالأرق للبعض، ما يحرمهم من القدرة أصلا على النوم. ولكن الأمر يتطلب نوعا من الحكمة في اختيار مكونات هذه الوجبة الخفيفة.

ولأن المطلوب هو ضبط نسبة سكر الدم، وعدم التسبب بارتفاعه، فإن الاختيار يكون بتناول أطعمة لا تتسبب ما أمكن بارتفاع نسبة سكر الدم، وفي الوقت نفسه تملأ حيزا من المعدة وتسد الشعور بالجوع.

وهناك مشروبات عدة خالية من السكريات، أي مشروبات «دايت». كما أن هناك أنواعا من الحلويات الجيلاتينية المصنوعة من السكريات الصناعية التي لا ترفع نسبة سكر الدم، مثل «الجلي» الخاص بالحمية. وهناك أنواع من الخضراوات التي تملأ جزءا من المعدة وهي قليلة المحتوى من السعرات الحرارية، كشرائح من الخيار أو الجزر أو أوراق الخس أو غيرها.

والطريق الآخر، هو مناقشة الأمر مع اختصاصي التغذية للتخفيف من طعام وجبة العشاء، كي يمكن تناول القليل من الطعام في وجبة خفيفة بالليل. وهناك أطعمة من الفواكه التي تحتوي على كميات من السعرات الحرارية (كالورى)، لا يتجاوز مقدارها 50 سُعرا. مثل نصف موزة، أو ثمرتين من التمر، أو شريحة بوزن 100 غرام من البطيخ أو نصف ثمرة مانغو، أو غيرها.

أما بالنسبة للقرفة، فهناك أبحاث حول جدواها في خفض نسبة سكر الدم. ولكن النتائج حتى اليوم لا تجزم بذلك. ولذا لا يقال طبيا إن القرفة تعمل على خفض نسبة سكر الدم. كما لا يقال أيضا إنها تعمل على خفض الكولسترول. وهناك أدلة علمية على أن القرفة تبطئ إخراج المعدة للطعام إلى الأمعاء، ما قد يتسبب للبعض، خاصة مرضى السكري، بالشعور بالتخمة وامتلاء البطن بعيد الفراغ من تناول وجبة الطعام.

عملية شرايين القلب > قرر الطبيب إجراء قسطرة شرايين القلب، وأخبرني أن بإمكانه توسيع الشرايين الضيقة إن وجدت، ولكن بعد القسطرة قرر أن العملية الجراحية هي العلاج لحالة الشرايين لدي. لماذا اختلف كلامه؟

مهندس علي ـ جدة ـ هذا ملخص سؤالك. الألم الذي كنت تشعر به قبل القسطرة يشير إلى أن ثمة شيئا غير طبيعي في الشرايين التاجية لديك. والطبيب قرر إجراء القسطرة التشخيصية أولا لفحص حالة الشرايين. وفي كثير من الأحيان، بإمكان الطبيب معالجة الضيق الموجود في الشرايين من خلال القسطرة، ومن دون اللجوء إلى العملية الجراحية. ولكن كما أن الطبيب يحرص على راحتك خلال العلاج، باختياره الأيسر والأقل ألما لك، هو أيضا يحرص على ما فيه فائدة لك على المدى البعيد. ويحرص أيضا على إجراء ما لا خطورة فيه على سلامتك.

وهناك أنواع من الضيق التي يصعب توسيعها خلال القسطرة، ومن الخطورة محاولة فعل ذلك. كما أن هناك عوامل متعددة تجعل من مصلحتك ومصلحة صحتك، على المدى البعيد، اللجوء إلى عملية ترقيع الشرايين بدلا من التوسيع بالقسطرة.

ومن خلال رسالتك والتقرير المرفق بها، واضح أن لديك مرض السكري، وأن قوة عضلة القلب لديك جيدة، والضيق يوجد في عدة شرايين. وهذه بعض العوامل التي تجعل العملية الجراحية الخيار الأفضل لك ولقلبك.

استئصال المرارة والإسهال > أجريت عملية استئصال المرارة منذ ثلاثة أشهر، وأعاني من الإسهال في غالب الأوقات. هل من علاج لذلك؟

سهى ـ بيروت ـ بعض الذين تمت لهم عملية استئصال المرارة يعانون من ليونة الإخراج، وربما من الإسهال. وغالبا ما يستمر هذا الأمر لديهم لبضعة أشهر. وأقل من 1 في المائة من هؤلاء يستمر الإسهال لديهم لفترات تزيد على سنة.

والمهم في الإسهال، الحاد أو المزمن، هو ضرورة مراجعة الطبيب إذا استمر لبضعة أيام، أو كان مصحوبا بارتفاع حرارة الجسم، أو إخراج دم مع البراز، أو تسبب بالشعور بالإنهاك والتعب الشديد، أو بالدوار والدوخة حال القيام من بعد الاستلقاء أو الجلوس.

وعلينا ملاحظة أن كيس المرارة ينظم خزن العصارة الصفراء التي يفرزها الكبد باستمرار. كما ينظم الكمية التي يجب أن تصل إلى الأمعاء من هذه العصارة. وما يجري خلال عملية المرارة هو استئصال هذا الكيس المحتوي على الحصوات. ولكن نتيجة لهذا، سيستمر الكبد في إنتاج العصارة الصفراء، وستتدفق إلى الأمعاء دون ضبط. وهذه العصارة تحتوي على أملاح تتسبب بالإسهال لدى البعض.

وبمراجعة الطبيب يمكن معرفة ما إذا كان الإسهال بسبب استئصال المرارة، أو أن هناك سببا آخر لذلك. وإن كانت المشكلة سببها استئصال المرارة، فإن بالإمكان تعديل نظام الغذاء، وكمية الوجبات، وتجنب الأطعمة التي تتسبب بذاتها عادة بتليين الإخراج. كما أن هناك عدة أنواع من الأدوية التي تخفف من الإسهال ويمكن تناولها بإشراف الطبيب.