أستشارات طبية

د. حسن محمد صندقجي

TT

* عمري 23 سنة، ووزني طبيعي. أشكو ألم الوخز في الصدر، وأجريت فحوصات للقلب وكانت سليمة. ولكني ما زلت قلقا. وأشكو أيضا انتفاخا وألما في البطن، مع إسهال أحيانا وإمساك أحيانا أخرى. ما تنصح؟ عادل ز. ـ السعودية. ـ هذا ملخَّص سؤالك. وقد اطّلعت على نتائج الأشعة الصوتية للقلب. وهي كما قال لك طبيبك طبيعية. وسبق لطبيبك إجراء تخطيط القلب، وكان سليما. ولم يتضح لي من رسالتك مقدار ضغط الدم ونسبة كولسترول الدم ونسبة السكر في الدم. بعبارة أخرى، هل لديك أي عوامل تثير الشك أن لديك مرضا في القلب وأنت في هذا العمر المبكّر جدا. وإن كانت هذه الأمور كلها طبيعية، وهو ما أفترضه لأن طبيبك طمأنك بأن ألم الصدر لديك ليس مصدره هو القلب، فلا داعي للاستمرار في القلق وبخاصة أنك تقول إنك في حالة نفسية سيئة جدا جدا ولا تخرج مع أصدقائك ودائم التفكير في هذا الأمر. بل عليك الاهتمام بصحتك والابتعاد عن كل ما يُؤذي قلبك والاطمئنان لكلام طبيبك وممارسة الرياضة التي نصحك بها.

وعليك ملاحظة أن أحد أهم علامات ألم القلب هو أنه يظهر عند بذل المجهود البدني، ويزول بالراحة. وفي الغالب لا يكون مثل وخز الإبرة.

أما بالنسبة إلى الأعراض الأخرى في البطن، فإنها إن كانت في الغالب ناتجة عن احتمال وجود حالة القولون العصبي الشائعة بين الناس، فإن الواجب عدم تشخيص هذه الحالة إلاّ بمراجعة الطبيب للتأكد من حال الجهاز الهضمي وإجراء الفحوصات التي تستبعد وجود أي أمراض عضوية فيه.

وأذكّرك بأن اهتمام أحدنا بصحته، وجهده في البحث عن سبب شكواه من أي أعراض قد يشكو منها، يجب أن يكون جهدا بنّاء في سبيل أن نعيش حياتنا براحة وأن نكون أشخاصا منتجين. وأن لا يكون وهم الخوف من المرض مسيطرا علينا لدرجة تعوقنا عن ممارسة الحياة اليومية أو فعل ما يُساعد على بناء صحتنا، خصوصا إذا تابعت مع طبيب فحصك وأجرى لك الفحوصات والتحاليل اللازمة وتأكد من سلامتها.

* صبغ الشعر والحمل

* هل يضر صبغ الحامل لشعرها؟

نهاد ك. ـ لبنان.

ـ سبقت الإجابة عن سؤال مماثل. وبشكل عام، عند إجراء عملية صبغ الشعر بالطريقة الصحيحة، فإن كميات قليلة جدا من مادة الصبغة الكيميائية تصل إلى الجسم، عبر امتصاص الجلد لها. والمقصود جلد فروة الرأس وجلد اليدين، إن كنت تباشرين الصبغ بنفسك ودون ارتداء قفازات. وعليه، فإن الكميات التي تصل إلى الجنين تُعتبر قليلة جدا، وغالبا لا تُؤدي إلى أي اضطرابات في نموه أو تطوره.

وتحديدا في الكلام، وعلى الرغم من ظهور بعض الدراسات التي أثارت بنتائجها مخاوف حول تسبب مادة صبغ شعر الحامل، في زيادة احتمالات إصابة الأطفال المولودين بالأورام السرطانية، فإن الكثير من الدراسات الطبية نفى ذلك ولم يتبين لنا من نتائجها ما يدعم المخاوف تلك.

وخروجا من كل هذا الخوف، إن كان بالإمكان استخدام الأصباغ الطبيعية، فهذا أفضل، كالحناء وغيرها. وإن كان لا بد من تلك الأصباغ الكيميائية، فيجب استشارة الطبيب المتابع للحمل حول هذا الأمر. ويجب أيضا تذكر الاحتياطات اللازمة خلال عملية الصبغ، مثل ارتداء القفازات، وعدم إطالة مدة بقاء الصبغة على الشعر، وغسل الشعر وجلد فروة الرأس جيدا بُعيد الفراغ، وغيرها.

* الأسبرين وضغط الدم

* لديّ ارتفاع في ضغط الدم، ووصف الطبيب لي الأسبرين، سؤالي: هل الأسبرين يسهم في رفع ضغط الدم؟ وهل شرب كميات كبيرة من الماء يسهم في رفع ضغط الدم؟

ت. الراضي ـ القاهرة ـ هذا ملخص سؤالك. ولم يتضح لي منه مقدار عمرك ولا الدواعي التي من أجلها وصف الطبيب لك تناول الأسبرين مع أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، أي هل هو للوقاية الأولية من احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب التي لم تظهر بعد، أو أنها وقاية متقدمة لمنع حصول تداعيات لأمراض الشرايين الموجودة فعلا. والذي تستقر عليه النصيحة الطبية هو أن الأسبرين يجب تناوله من قبل الذين لديهم أمراض شرايين القلب. أما الذين ليست لديهم أمراض شرايين القلب، ولديهم في نفس الوقت بعض من عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين القلبية، فإن الطبيب يقدّر الحاجة لتناول الأسبرين وفق نتيجة تحديد نسبة احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين القلبية خلال السنوات العشر المقبلة من عمر الشخص. وهذا ما يتوصل إليه الطبيب بالأخذ في الاعتبار: مقدار العمر، وقراءة ضغط الدم، والتدخين، ونسبة الكولسترول، والإصابة بمرض السكري، ومدى وجود ضعف في عمل الكلى. وعليه، فإن اللجوء التلقائي نحو وصف الأسبرين لكل مَن تجاوزوا الأربعين أو الخمسين، ليس سليما، ولا لكل من لديهم فقط ارتفاع ضغط الدم، أو فقط ارتفاع الكولسترول، أو غيرها من عوامل خطورة الإصابة بأمراض الشرايين القلبية. وأفترض أن طبيبك تَفحّص الأمر، وتبينت له حاجتك إلى تناول الجرعة الصغيرة من الأسبرين يوميا.

وتناول الجرعات العالية من الأسبرين يوميا، أو أحد أنواع الأدوية المسكّنة للألم من «مجموعة مضادات الالتهابات غير الستيرويدية» مثل بروفين أو فولتارين أو غيرها، أحد أسباب حصول الإصابة بارتفاع ضغط الدم. ولذا هناك تحذير طبي من تمادي البعض في تناولها دونما ضرورة، ودونما وصف طبي لها، ودونما مراقبة وظائف الكلى ومقدار ضغط الدم.

أما الجرعات القليلة التي تُوصف عادة للوقاية من تداعيات أمراض شرايين القلب، أي ما بين 80 و325 مليغراما يوميا، فإنها تُفيد من جهتين: الأولى، وهي الأهم، منع ترسب الصفائح الدموية داخل الشرايين القلبية، أي منع حصول نوبة الجلطة القلبية. والثانية أن تناول قرص الأسبرين يوميا في المساء، يسهم في خفض ضغط الدم بمقدار يصل إلى 8 مليمترات زئبق لدى البعض. وهذا التأثير الخافض لضغط الدم لا يحصل عند تناول الأسبرين في الصباح أو منتصف النهار.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض