خطة عمل لقطاعات الأعمال.. لمجابهة إنفلونزا الخنازير

إرشادات طبية أميركية جديدة تطالب بالتحضير لانتشارها

TT

على الرغم من كل جهود المراكز الطبية المتقدمة، فإن الملاحظ عالميا أن ثمة حالة حقيقة في الارتفاع المتنامي لأعداد الوفيات جراء الإصابة بإنفلونزا الخنازير. وعلى سبيل المثال، كانت إدارة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة (CDC) قد أعلنت في الثاني من يوليو (تموز) الماضي عن وفاة 170 شخصا في الولايات المتحدة فقط، جراء إنفلونزا الخنازير. وفي الحادي والثلاثين من الشهر نفسه، أعلنت الإدارة المذكورة، في نشراتها المتابعة لوضع إنفلونزا الخنازير، عن ارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من الضعف، إذ بلغ الرقم 353 حالة. وبعد سبعة أيام فقط، ارتفع عدد الوفيات إلى 436 حالة.

هذا كله ونحن على أعتاب دخولنا للموسم المعتاد لارتفاع الإصابات بالإنفلونزا في النصف الشمالي للكرة الأرضية، أي الخريف والشتاء المقبلين.

ومع هذا الوضع الصحي «غير المستقر» لجائحة وباء إنفلونزا الخنازير، وارتفاع الإصابات بها والوفيات بسببها، ومع عدم توفر اللقاح الواقي من الإصابة بهذا المرض الفيروسي الجديد، لا بد من العودة بشكل أكثر صرامة وجدية نحو العمل بأساليب الوقاية الشخصية من الإصابة. ولا بد أن يكون لدى كل إدارات الجهات، التي يرتادها الناس كل يوم، وضوح في كيفية التعامل معه.

وصدرت عن إدارة مراكز CDC، نهاية الأسبوع الأول من هذا الشهر، الإرشادات الطبية الجديدة الخاصة بالمدارس. وكان العنوان الأبرز فيها ضرورة العمل على تحضير المرافق التعليمية للتعامل السليم مع هذا المرض الوبائي، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لرفع مستوى أداء إدارات المدارس في الجهود للحد من انتشار الوباء.

* تحضير قطاعات العمل

* وفي هذا الأسبوع، صدرت عنها الإرشادات الموجة لإدارات وقوانين قطاعات العمل الوظيفي وغيره، وتعريفها بدورها المهم في هذا الشأن الصحي العام، وكيفية قيامها بذلك. وكانت إدارة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية قد أصدرت إرشاداتها الجديدة في 18 أغسطس (آب) الحالي، تحت عنوان: إرشاد لقطاع العمل والموظفين للتخطيط والاستجابة لموسم إنفلونزا 2009 ـ 2010 Guidance for Businesses and Employers to Plan and Respond to the 2009 ـ 2010 Influenza Season. وتم عقد المؤتمر الصحافي لإعلانها لوسائل الإعلام في اليوم التالي.

وكانت هناك عدة عناوين بارزة في الإرشادات الجديدة، شارك وزير التجارة الأميركي في المؤتمر الصحافي لإعلانها ودعمها. والعنوان الأبرز فيها كان ضرورة تغليب سلامة العاملين والموظفين على أي اعتبار آخر، لأن مدى وشدة انتشار هذه الجائحة الوبائية لا يزال غير معروف.

وكانت عبارات الإرشادات من نوع: يجب على أرباب العمل التحضير جيدا للزيادة في حالات التغيب المشروع ـ نتيجة دواع صحية، للموظفين والعاملين ـ عن الحضور إلى أماكن العمل. وأن تكون هناك مرونة في هذا الأمر خلال فصلي الخريف والشتاء القادمين، كي لا يتسبب حضور المصابين، تحت تأثير ضغوط «تحمّل السعي لأكل لقمة العيش»، في المزيد من انتشار المرض بالمجتمعات.

وأضاف الخبراء الحكوميون في المؤتمر الصحافي، أن العمل على الكومبيوتر من البيت، والمرونة في عدد ساعات العمل، والعمل على إبقاء العاملين على مسافة ستة أقدام (متر وثمانين سنتيمترا) عن بعضهم البعض خلال العمل، كلها وسائل لتقليل الإصابات وتقليل الآثار السلبية لإنفلونزا «إتش1 إن1» على قطاع العمل في الولايات المتحدة.

وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد الأربعاء الماضي، وتم إعلان الإرشادات فيه، قال غاري لووك، وزير التجارة الأميركي: تحتاج الشركات إلى خطة لضمان الاستمرارية في أعمالها مع انخفاض القوى العاملة. وبذل حتى القليل من التخطيط اليوم سوف يساعد لتأمين قدرة اقتصادنا على الصمود مهما أصابتنا فيروسات «إتش1 إن1» خلال الخريف المقبل.

وأضاف أن قطاعات العمل تلعب دورا مهما في الحفاظ على صحة وسلامة العاملين لديها، وأيضا في الحد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد والمجتمع، سواء في موسم الإنفلونزا العادية الموسمية، أو في وباء إنفلونزا «إتش1 إن1». ويمكن لها المساعدة عبر وضع «النغمة الصحيحة» في شركاتها. وذلك يبدأ من خلال إحاطة العاملين بها، علما بأن أحدهم إذا ظهرت عليه أعراض شبيهة بتلك التي في حالات الإنفلونزا، فإنه لا يجب عليهم الحضور للعمل. وإذا ما ظهرت على أحد العاملين الأعراض تلك أثناء وقت العمل، فإن إدارة CDC تنصح بأن يُطلب من العامل الذهاب إلى المنزل.

* إرشادات جديدة

* وفيما يلي بعض العناصر من الإرشادات الجديدة:

* استمر في تواصلك مع القسم المحلي الطبي، واحصل على معلومات من مصادر دقيقة حول التفاقم الوبائي للإنفلونزا، وعن المدارس التي تم إغلاقها في المنطقة المحيطة بك. كما يجب أن تراقب أي تغيب للعاملين في محيط عملك.

* اعمل على الحث على ممارسة عناصر النظافة الجيدة للوقاية من الإنفلونزا، مثل تكرار غسل اليدين، والتنظيف الروتيني للأسطح التي يتم تكرار لمسها، والقيام بـ«إتيكيت» العطس أو السعال من خلال تغطية الفم والأنف بالمحارم (المناديل)، أو بأكمام القميص.

* حث العاملين على تلقي لقاح الإنفلونزا، حال توفره، وخاصة للأشخاص المصنفين بأنهم «أكثر عرضة للضرر جراء إصابتهم بتلك الإنفلونزا»، مثل الحوامل ومن لديهم أمراض مزمنة.

* إذا أصيبت مجموعة من العاملين، قم بإبعادهم عن بقية العاملين إلى حين وصول وسيلة لنقلهم إلى منازلهم. واحرص على حثهم على البقاء بعيدا عن مكان العمل لمدة 24 ساعة إضافية، إلى ما بعد زوال الحمى أو غيرها من أعراض الإنفلونزا التي ألمّت بالشخص المريض. وشددت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية على أن الحمى، أو ارتفاع حرارة الجسم، ليست دائما موجودة ضمن المظاهر المرضية لكل حالات الإنفلونزا النشطة. ولذا لا يجب الاكتفاء بعودة الحرارة إلى طبيعتها كعلامة فاصلة في تحديد الشفاء من الإنفلونزا، والأهم، خطأ اعتبار عدم إمكانية هذا الشخص المتماثل للشفاء في نقل الفيروس للغير، وإصابتهم من ثم بالمرض. ومن هنا كان الاحتياط بـ24 ساعة إضافية للبقاء في المنزل، من بعد زوال كامل الأعراض.

* لا تقم بمعاقبة العاملين، أو القيام بأي جهد لمنع العامل من أخذ أيام الإجازة المرضية. كما على أرباب العمل تحضير أنفسهم للسماح للعاملين بالبقاء في المنزل لرعاية شؤون أطفالهم من الطلاب إذا ما أصيبوا بهذه الإنفلونزا، أو تم إغلاق مدارسهم. وتحديدا قال وزير التجارة الأميركي: «بعض أماكن العمل تطلب إجازة مرضية بإمضاء الطبيب، أو أنواع أخرى من الأوراق اللازمة عادة لإثبات أن العامل أو الشخص الذي يرعاه في المنزل يجب حصوله على إجازة مرضية. وهذه المتطلبات، التي يشترطها أرباب العمل، يجب أن تسقط وتلغى، لأن هذا سيزيد الضغط على أنظمة الرعاية الصحية، التي هي أصلا مضغوطة خلال فصل الإنفلونزا لهذا العام». انتهى كلامه.

وعقبت إدارة المراكز CDC بالقول: «بالطبع قد تكون حالة وباء إنفلونزا (إتش1 إن1) أكثر شدة مما هو متوقع، وحينها ربما نحتاج إلى احتياطات إضافية. ومنها إبقاء المرضى العاملين لمدة أسبوع إضافي بعد زوال كامل الأعراض المرضية عنه، أي بدلا من 24 ساعة إضافية فقط. وربما تثبيت قانون (ستة أقدام) كحد أدنى لكل عامل أو موظف عن زميله في مكان العمل، منعا لانتقال الفيروس بسهولة بسبب القرب الشديد».