التدخين يؤدي إلى تحطيم الكولاجين في الجسم

TT

ذكر تقرير نشر في مجلة «بريتش ميديكال جورنال» الطبية هذا الاسبوع ان التدخين يفعل مورثة تعمل على تدمير الكولاجين (Collagen) وهو بروتين يعطي الجلد مرونته، ولقد عرفت العلاقة بين التدخين والتجاعيد منذ سنوات، لكن العلماء لم يكتشفوا كيف تجعل السجائر الجلد متقدما في العمر.

وفي هذه الدراسة التي اجريت في لندن وجد العلماء ان احدى المورثات التي تلعب دورا في ظهور التجاعيد الناجمة عن الحمامات الشمسية، كانت شديدة الفعالية عند المدخنين وصامتة عند غير المدخنين. ويقول الدكتور جيمس ليدين، استاذ الامراض الجلدية في جامعة بنسلفانيا للطب: هذا يشير لوجود شيء ما في دخان السجائر يؤذي الجلد بطريقة مشابهة للأذية الشمسية، او على الاقل عبر الآلية نفسها.

وقد تكشفت هذه النتائج صدفة، بينما كان العلماء يبحثون في ما اذا كانت المورثة المعروفة باسم MMp-1 تصبح اكثر فعالية عندما يتعرض الجلد لضوء شمسي اصطناعي. فقد عرضوا 33 شخصا لأشعة شمسية صناعية وقاموا بقياس مدى فعالية المورثة قبل وبعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية. وبما ان هذا الجزء من الجسم غير معرض لأشعة الشمس فإنه سمح بمراقبة حدوث اقصى درجة التغير اثناء التجربة، وقد دهش العلماء عندما وجدوا ان المورثة MMP-1 كانت شديدة الفعالية عند بعض الاشخاص قبل التعرض للأشعة، بينما كانت غير ذات فعالية عند البعض الآخر. وبالبحث تبين للعلماء ان الفرق بين المجموعتين كان التدخين.

وقد قال احد الخبراء في علم الخلية، عندما تدخن فإن الرئتين تصبحان شديدتي الفعالية، لأنهما عضوان كبيران تنطلق منهما الجزيئات الموجودة في الدخان الى المجرى الدموي لتصل الى الجلد، وهنا يكون تأثيرها مشابها لتأثير الشمس في الجلد.

ان الكولاجين هو الهيكل الحاوي على ألياف مرنة ومزلقات تحفظ الجلد نضرا وسليما. والـ MMP-1 هي جزء من مجموعة صغيرة من الانظمات التي تستخدمها الخلايا لتجديد نفسها. فهي تعمل على تحطيم الكولاجين وبعضها يقوم بضبط تركيزه. بينما يحفز بعضها الآخر بناء الكولاجين، وكلما كان الهيكل الكولاجيني افضل كان الجلد افضل، بينما يؤدي اضطراب البناء الكولاجيني الى حدوث التجاعيد. وتعتبر الاشعة الشمسية من اكبر المتهمين في تخريب البناء الكولاجيني.

وتؤدي الاشعة الشمسية لحدوث أذية جلدية مع ارتكاس التهابي خفيف، وهذا يحرض الخلايا على اطلاق الكثير من المواد الكيماوية المرممة، بينما تزداد مستويات الـMMP-1. ويعتقد العلماء بأن جزءا من المشكلة يكمن في ان الشدة والتوتر المتكررين يحدثان اضطرابا في التوازن الطبيعي بين هذه المواد. ومن المعلوم ان بناء الهيكل الكولاجيني يستغرق زمنا اطول من تحطيمه. وفي النهاية لا يمكن لعملية البناء ان تواكب عملية الهدم.

ويقول الدكتور ليدين: «إن تجعيد الوجه وزم الشفتين اثناء عملية التدخين يساهمان ايضا في ظهور التجاعيد المبكرة، كما ان التدخين يحرض على حدوث أذيات اكسجة في خلايا الجلد واضطرابا في الجريان الدموي.

=