هورمونات الأم تحدد سلوكية البنت

TT

هناك طفلة صغيرة تفضل اللعب مع عروستها وتميل الى الهدوء والسكينة، وهناك طفلة أخرى تشارك الصبيان في ألعابهم وتميل الى الشقاوة والعنف. تلك التصرفات وغيرها من السلوكيات الخاصة بالطفلة الصغيرة التي هي فتاة المستقبل تحددها هورمونات الأم، بل تلعب الدور الاكبر في ذلك. وهناك الى جانب هورمونات الأم لا يمكن ان نغفل دور المجتمع المحيط بالبيئة التي تنشأ فيها الفتاة، فله هو ايضا تأثير في بعض تصرفات الاطفال الصغار.

جاء ذلك في دراسة اجرتها احدى الجامعات الاوروبية، التي جاء فيها ان هناك عددا من الجينات الوراثية تلعب الدور الاكبر في تحديد سلوكيات الاطفال، خاصة الفتيات منهم. وقد خضع عدد كبير من الامهات والاطفال اثناء فترة اجراء تلك الدراسة الى الاستجواب والرد على بعض الاسئلة الخاصة بنوع الالعاب التي يقدم عليها الاطفال ووقت اللعب والاصدقاء الذين يختارهم الاطفال للعب معهم. ووجد العلماء ان هناك الفتيات الصغار اللاتي يملن للعب مع الاولاد ويفضلن ارتداء ملابس (الجينز) ويقدمن على بعض الالعاب الخطرة وهؤلاء الاطفال الصغار من الفتيات يختلفن تماما عن الطفلة التي تميل الى الهدوء والسكون ولبس الفستان، وتريد اللعب مع صديقتها، او طفلة من الجيران، وقد خلصت الدراسة في النهاية الى ان هذا الاختلاف في التصرفات يتوقف بدرجة كبيرة على هورمونات الأم التي تحدد تلك السلوكيات. وذكرت الدراسة ان تأثير تلك الهورمونات في تصرفات الاولاد (الصبيان) يكون أقل بكثير من تأثيره في البنات الصغار. وربما يعود ذلك الى ان الطفل منذ ولادته في بعض المجتمعات يعاملونه منذ الصغر على انه رجل ويحاولون غرس ذلك الاحساس بداخله في ذلك السن. وهذا يؤكد تأثر الاولاد الصغار بالمحيط الخارجي اكثر من تأثرهم بهورمونات الأم.

كذلك وجد العلماء ان الفتيات الصغار يتأثرن بتصرفات اخوانه من الصبيان الاكبر سنا الذين يحاولون دائما ممارسة دور الرجل القوي صاحب النفوذ على شقيقته الصغرى، مما يولد لديها من الصغر الشعور بالضعف بمحاولة البعد عن اللعب مع الصبيان الذين يلجأون للعنف في ممارستهم للعب.