توهم المرض.. اضطراب نفسي

نصائح حول مكافحة «فوبيا» إنفلونزا الخنازير

TT

انطلقت يوم أمس السبت، بمحافظة جدة وستستمر لنهاية الأسبوع، فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار «الصحة النفسية في الرعاية الأولية نحو صحة متكاملة»، الذي يهدف لتوسيع قاعدة التشخيص والعلاج من قبل أطباء مراكز الرعاية الصحية الأولية للعديد من مراجعيهم ذوي الأمراض المزمنة الذين يعانون من اضطرابات نفسية. وقد حان الوقت لتأهيلهم لتقديم الدعم النفسي لهم وصرف الدواء المناسب لحالاتهم بعيدا عن الوصمة التي ارتبطت بالمستشفيات النفسية وأدت إلى تأخير التشخيص والعلاج المبكر للعديد من الحالات وهذه خطوة ايجابية سوف تساهم في إصحاح الفرد والمجتمع.

وقد شاركت وحدة الطب النفسي بمستشفى الملك فهد بجدة في نشاطات تمثلت في إلقاء محاضرات حول أهمية الصحة النفسية في المجتمع، وتوهم المرض كأحد الاضطرابات النفسية. كما جرى التطرق إلى إنفلونزا الخنازير وما صاحب هذا المرض من خوف وهلع أثر على العادات الاجتماعية إيجابا وسلبا. وشارك في البرنامج العلمي الدكتور محمد عبد الله الشاووش استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى الأمل سابقا والدكتورة منى الصواف استشارية ورئيسة وحدة الطب النفسي بالمستشفى وجميع منسوبي وحدة الطب النفسي. وتم توزيع مطويات توعوية وهدايا رمزية للمرضى والمراجعين بهذه المناسبة.

* توهم المرض

* «توهم المرض» اضطراب نفسي. وهو عبارة عن اعتقاد راسخ بوجود مرض رغم عدم وجود دليل على ذلك، وفيه يركز الفرد على أعراض جسدية ليس لها أساس عضوي، وذلك يؤدى إلى حصر تفكير الفرد في نفسه واهتمامه الدائم بصحته وجسمه، بحيث يطغى على كل الاهتمامات الأخرى ويتوقف اتصاله السوي بالآخرين، ويشعره ذلك بالنقص والشك في نفسه كما يعوق اتصاله أيضاً بالبيئة المحيطة به. ويطلق عليه أحياناً رد فعل توهم المرض.

في حديثها لـ«صحتك» أوضحت الدكتورة منى حمزة الصواف استشارية ورئيسة وحدة الطب النفسي بمستشفى الملك فهد بجدة أن توهم المرض يحدث بصفة عامة بين العقدين الرابع والخامس من العمر وهو نادر الحدوث لدى الأطفال ويظهر بكثرة في الشيخوخة وينتشر أكثر لدى الإناث عنه لدى الذكور، كما ينتشر في حالة العجز أو الإعاقة حيث يبالغ المريض في الإصابة الجسمية.

وتتسم الشخصية قبل المرض بالتمركز حول الذات بشكل غير ناضج والميل إلى الانعزال والاهتمام الزائد بالصحة والجسم.

* الأسباب

* ومن أهم أسباب «توهم المرض»: الحساسية النفسية عند بعض الناس، حيث يتوهمون إصابتهم بمرض سمعوا عنه من الأطباء أو المعالجين وأساءوا الفهم أو قرأوا عنه قراءة غير واعية، أو يحدث نتيجة الإصابة بالقلق والضعف العصبي والفشل في الحياة، وبصفة خاصة الفشل في الحياة الزوجية، وشعور الفرد بعدم قيمته والعدوى النفسية حيث يكتسب المريض الأعراض من والديه اكتسابا حيث يوجد توهم المرض لديهما.

وتضيف الدكتورة منى الصواف أن مرض «توهم المرض» يبدأ بتسلط فكرة المرض على الشخص والشعور العام بعدم الراحة وتضخيم شدة الإحساس العادي بالتعب والألم والاهتمام المرضي والانشغال الدائم بالجسم والصحة والعناية بهما وكثرة التردد على الأطباء.

ومن النادر أن يظهر مرض «توهم المرض» كعصاب مستقل، ولكن الأغلب أن يظهر كعرض مرافق لاضطراب نفسي آخر مثل الاكتئاب، وفي بعض الأحيان يكون توهم المرض مجرد إضافة إلى مرض عضوي فعلي يجعل الأعراض مبالغا فيها.

العلاج يتم استخدام الأدوية النفسية الوهمية واستخدام الأدوية المهدئة والعلاج النفسي الذي يركز على الطمأنة النفسية والإيحاء لمساعدة المريض على كشف صراعاته الداخلية والتخلص منها وشرح العوامل التي أدت إلى المرض والعلاقة بينها وبين الأعراض، وتوجيه مجال الاهتمام من الذات نحو مجالات أخرى مع إرشاد الأسرة، خاصة من يرافق المريض كالزوج أو الزوجة بعدم المبالغة في العطف والرعاية وعدم المعاملة بقسوة، والعلاج بالعمل والرياضة والترفيه لإخراج المريض من دائرة التركيز على ذاته.